هل يمكن أن تنقلب المشاعر إلى النقيض بهذه
السرعة، وهل يمكن أن يتحول الحب إلى عداء وقضايا في المحاكم، هذا ما حدث مع الزوج
الذي فقد زوجته بعد عامين من زواجهما بعد صراع قصير مع المرض الخبيث وفوجئ بعدها
بأسرة زوجته تطالبه بمؤخر الصداق وجميع مستحقاتها المادية، بكى الزوج داخل محكمة
الأسرة وأكد أنه لم يكن يتوقع هذا الموقف من أسرة زوجته الحبيبة، والتي كان
يعتبرها أسرته، وأمام أعضاء مكتب
تسوية المنازعات الأسرية بمحكمة الأسرة بعين شمس، كان يجلس الزوج، الحزن يطل من
عينيه، ووجهه شاحب اللون، وبكلمات ثقيلة بدأ كلامه فى أول جلسة حددتها المحكمة،
ومعه محاميه ليدافع عن نفسه الدعاوى التي تقدمت بها أسرة زوجته ضده، التي فارقت
الحياة منذ شهور قليلة.
موت وخراب ديار
وقال الزوج: "لا أعرف من أين أبدأ كلامي، لا
أصدق ما يحدث لي من أسرة زوجتي، اعتبرتهم بالأمس القريب أسرتي وأحبائي، فقد صدق
القول "موت وخرب ديار"، وأنا أعلم تماما انه من حقهم تماما الحصول على
مستحقات ابنتهم المالية بعد وفاتها، لكن ليس بهذه الطريقة، خاصة أني طلبت منهم
الانتظار حتى أتمكن من توفير المبلغ المطلوب، لكنهم لجأوا لمحكمة ضدي".
وأضاف:"أعيش الآن كابوس، أتمنى أن أستيقظ منه، لكنه
القدر ولا مفر منه، لقد وقعت فى حب مروة، منذ اليوم الأول الذي تعرفت بها، حيث كنا
زملاء فى العمل وعشنا أجمل قصة حب فى الدنيا، وتعاهدنا على الزواج، وبمجرد أن
تمكنت من شراء شقة وتوفير بعض المال، أسرعت بالتقدم إلى خطبتها، وفى أقل من عامين
كان زواجنا، عشت أجمل سنوات عمري معها، ولم تستمر سوى عامين فقط، وكان كل الظروف
مرتبة لموتها فلم تنجب الأبناء،رغم أنها حاولت بكل طاقتها، وذهبت إلى أكثر من
طبيب، فى محاولة منها لإيجاد الحل، وكانت دائما تقول لي
أنها تريد أن تنجب لي الأبناء، وكنت أخفف من قلقها وأقول لها أنها لي كل شيء فى
الدنيا، ولا أنتظر سوى أن تكون بجانبي، كان حبنا شاهدا عليه الجميع وقصة حبنا
ترويها كل الناس، لم أكن أعلم أن نهايتها ستأتي بهذا المرض اللعين "السرطان"
وحالتها تدهورت بسرعة، تركتني وودعت الدنيا وتركتني وحيدا".
مؤخر صداق
هنا بكى الزوج وهو
يخفى وجهه بين كفيه، ثم عاد قائلا: "وبعد هذه الفاجعة بشهور قليلة،فوجئت بأسرتها
يطلبون مؤخر الصداق أو أي شيء يتعلق بحقوقها المادية، وعدتهم بأن أعطيهم أياها،
لكن بعد أن أدبر حالي، خاصة أني كنت قد أنفقت كل أموالي على زواجي، وبعده
مرضها ولن أقدر على توفير هذا المبلغ سريعا، ولكن تحول الأمر إلى معركة واتهموني بأنني أتهرب من شرع الله، وأن حق ابنتهم لن يتركوه، ثم فوجئت بالدعوى ضدي".
وقد فشلت كل المحاولات لاحتواء المشكلة من
الخبير القانوني، وتم إحالة الدعوى للمحكمة التي حكمت بإعطاء الأسرة حقوق ابنتهم.
اقرأ أيضًا..