الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

قبل الزفاف العروس تظل مستلقية على سجادة طوال النهار.. طقوس الزواج لدى «قومية العفر».. صور

الخميس 10/مارس/2022 - 06:23 م
هير نيوز

تختلف عادات وتقاليد الزواج من بلد إلى آخر.. واليوم يقدم لكِ «هير نيوز» تقاليد الزواج لدى قومية العفر في إريتريا.


في البداية يختار العفر عروسهم بثلاث طرق :

أولا : تختار الأسرة للبنت وهى طفلة لابنهم وهو صغير والكل يعلم أن هذه الطفلة مخطوبة للطفل الفلاني .

ثانيا : عندما يبلغ الفتى سن الزواج تختار له أسرته العروس المناسبة .

ثالثا : يختار الشاب بنفسه العروس التى تناسبه.

واخترنا لكم الطريقة الأخيرة وهى أن يختار الشاب عروسه بنفسه، وفى هذه الحالة يقوم بإبلاغ والده عن الفتاة التى اختارها، حيث يقوم الوالد بجمع إخوته وعشيرته بحضور ابنه بغرض التشاور في أمر العروس التي اختارها ابنهم، بعد موافقة الجميع على الاختيار يقوم الابن المقبل على الزواج بتقبيل أيدي الكبار الذين وافقوا وباركوا اختياره .


 

خطوات الزواج

يتم إبلاغ أهل البنت التى اختاروها بصورة هادئة، ويحدد يوم يأتي فيه أهل العريس إلى بيت أهل البنت، والذين بدورهم يستقبلونهم فب دار تم تزيينها خصيصا لهذه المناسبة.

يجتمع أهل العريس بوالد العروس ويتحدثون فى الكثير من المواضيع المتعلقة بالقرب والمصاهرة، يرحب والد العروس بضيوفه ويطلب منهم وقتا حتى يبت فى الأمر بعد المشورة مع أهله وعشيرته .


تجتمع العائلتان فى المرة الثانية وبعد الانتهاء من التفاكر والتشاور إذا انتهى الأمر بالموافقة على الزواج تُبارك العائلتان لبعضهما، ويتم إبلاغ والدة العروس بخطبة ابنتها، ثم تتجه العائلتان إلى دار سلطان العفر الذى يعرف باسم (دردر)وهناك تتم مراسيم الخطوبة عند دار السلطان، ويتم تحديد موعد للزواج حسب اتفاق العائلتين وينتهى لقاء السلطان بالدعاء للجميع بالتوفيق.


طقوس الزواج

قبل أيام من الزواج هناك بعض الطقوس التي تقوم بها نساء العفر والتى يطلقون عليها (بوكالى)، وهى الأيام التى يتم فيها تجهيز عطر العروس، وهو عطر خاص يتكون من مجموعة من العطور التي يتم مزجها بالسمن داخل "قلة" فخارية لتعطى تلك الرائحة الطيبة، ثم تدفن القلة الفخارية بكل محتوياتها في الأرض، ويطلق العفر على تلك القلة الفخارية (سيروا).




بعد ثلاثة أيام تستخرج القلة من باطن الأرض ويتم تسليمها للعروس التى تستفيد منها فى تدليك جسدها من الخلطة التى تحتويها كل ليلة، حتى يحين موعد الزواج، ثم يتم توزيع ما تبقى منها فى قوارير صغيرة لتدخل ضمن مقتنيات العروس.

فى طقوس (البوكالى) كل النساء المشاركات هن متزوجات، ولا يجوز أن تشارك النساء المطلقات فى هكذا طقس حتى لا يجلبن سوء الطالع (الطلاق) للعروس حسب معتقدات العفر، كما أن أثناء هذه الطقوس هناك بعض الأغنيات المعروفة بكل دلالاتها وأبعادها الجمالية المرتبطة بالمناسبة التى ترددها النساء  .

 

تنتقل العروس قبل أيام من موعد الزواج الي دار إحدى صديقاتها لتبتعد عن أنظار الناس بحكم كثرة الأهالي والضيوف المتوافدين على دار أبيها بغرض المساعدة والمعاونة فى استعدادات العرس، كما يسمح لها بالمجيء الي بيتهم خلسة وهى متنكرة لمساعدة والدتها في بعض الأمور التي تخصها.




قبل الزواج بيومين تحديدا تنتقل العروس صباحا إلى دار وصيفتها (التى يشترط أن تكون متزوجة وغير مطلقة)، إذ تستقبل هناك من قبل صديقاتها بالأغاني والأهازيج وتدخل فى المكان المخصص لها، وتستلقي على سرير أعد مسبقا لهذا الغرض حيث يتحلقن صديقاتها حول السرير وترتفع عقيرتهن بالأغنيات العذبة.. أثناء ذلك يخترق أحد الشباب خلوة العروس ويقوم بحملها من بين صديقاتها ويضعها على سجادة فرشت على الأرض، ويقوم بتقليبها تارة إلى اليمين وتارة إلى اليسار ثلاث مرات على السجادة، حيث تعرف هذه العادة بإسم (نيقسوا) ويعتقد العفر بأن (نيقسوا) تجعل العروس قوية ومتعافية.. تظل العروس مستلقية على السجادة طوال النهار، ولا تقوم منها إلا فى المساء. أثناء ذلك تقوم وصيفتها بفك ضفائرها استعدادا لتمشيط شعرها مع وصيفاتها تأهبا للمناسبة الكبيرة .


آلات نفخ موسيقية

هناك عند العفر آلات نفخ موسيقية معروفة تنفخ صباحا عند أهل العروس قبل يومين من موعد العرس، وهذه دلالة معروفة تدل على العمل والنفير حيث يجتمع عدد كبير من الناس فى هذا اليوم لبناء بيت العريس الذى يطلق عليه اسم (ايونتا) وهو بيت بلدي سهل البناء يتكون فى الغالب من الأخشاب والبروش ويقام في موقع قريب من بيت أهل العروس. وطبعا عند العفر يقيم العريس فترة شهر العسل عند أهل العروس وقد تستمر هذه الفترة عاما كاملا حتى تنجب العروس طفلها الأول. بعد ذلك يحق للعريس في أخذ زوجته إلى حيث يريد .

 

صبيحة يوم الزواج يقام حفل يجتمع فيه الجميع النساء والرجال، الأطفال والصبيان يرقصون الرقصات المعروفة مثل (دنكليتا – ملابو – وزنتى) وغيرها من الرقصات المعروفة عند قومية العفر .

 

يجتمع عدد كبير من أصدقاء العريس للقيام ببعض الترتيبات التى تخص العريس فى الليلة الأخيرة من صبيحة العرس. من أهم هذه الترتيبات قص وتهذيب شعر العريس وكسر بيضة واحدة (من بيض الدجاج) على شعره وخلط مادة البيض جيدا على شعره ، ثم غسله بالماء، وتجهيز ماء الحمام الذي عادة ما يكون مخلوط بمسحوق الحناء.


يرتدي العريس ملابس العرس بمعاونة أصدقائه ويربط قطعة قماش حمراء على جبينه ويتعطر ويتزين ، ثم يمسك بيمناه عصى معروفة تسمى(كيتل) وهذه العصى لا توضع على الأرض فى أى حال من الأحوال.


تتواصل الأغنيات والأهازيج والأفراح بينما أحد أصدقاء العريس يأتى بوجبة العشاء الذي جهز خصيصًا للعريس والذى يتكون من الأرز المخلوط بالسمن والحلبة وهذا العشاء يسمى بـ(عروس وكرا) حيث تقوم بتحضيره والدة العروس، يتحلق العريس ووزراءه حول المائدة حيث يقوم وزير العريس الرسمي بفتح غطاء المائدة  ويقوم العريس بافتتاح العشاء ولا يجوز لأى من الأصدقاء بمد يده على المائدة قبل أن يفتتح العريس ذلك .

 

فى الليلة الأخيرة من موعد العرس تكون العروس قد أكملت استعداداتها وهي لا تزال ببيت وصيفتها وفى نفس السرير ذاته تظل مستلقية حتى موعد عقد قرانها صباح اليوم التالي، حيث تغطى بغطاء تستخدمه النساء عادة (للدخان) ويعرف باسم (كيللي).


صباح يوم العرس

صباح يوم العرس يتجه الرجال نحو دار السلطان (دردر) ليتم عقد القرآن هناك، ولكن قبل البدأ فى طقوس العقد يتم إرسال وفد للعروس يتكون من أربعة رجال من الأعيان لسماع رأيها إن كانت راضية بهذه الزيجة أم لا ..؟ حيث يسألونها واحد تلو الآخر.


يتم عقد القران وسط حضور السلطان ووجهاء البلد والأهل والأحباب، وبعد الانتهاء من العقد يرسل الرجال قطعة سوداء من القماش إلى النساء وهي دلالة على أن عقد القران قد انتهى، وأيضا لتغطية العروس بهذه القطعة السوداء بدلا من غطاء (كيللي).

 

لا تحتاج العروس إلى سيارة أو أى وسيلة نقل أخرى تزفها إلى عش الزوجية، لأن العروس عند العفر كما أسلفنا تقضى فترة شهر العسل عند أهلها، لذلك يقوم ثلاثة أو أربعة من الشباب بحمل العروس من عند مرقدها إلى بيتها الجديد الذي تم تجهيزه بالقرب من بيت أهلها وسط موكب رهيب مضمخ بالأغاني.


بالمقابل هناك موكب آخر للعريس مكللا بأهله وأقاربه وأصدقائه متجها نحو بيت العريس الجديد. بمجرد وصول موكب العريس أمام البيت تتعالى أصوات الأغنيات ويقوم الشباب بتبادل أدوار الرقص، حتى يتم ذبح شاة أمام مدخل بيت العريس وهذه العادة تفاؤلا بالبركة. يدخل العريس إلى بيته محاطا بوالده وأصدقاءه إذ يجلسون فى مكان مخصص لهم  بالبيت، بينما تتواصل الأغنيات والأفراح أمام البيت.


 


يخرج العريس من بيته فى جولة للبحر فى اليوم الثالث من موعد عقد القران وسط اثنين من أصدقائه وتلك العصى (كيتل) لا تفارق يمناه.


ينزل العريس البحر ويستمتع بالسباحة فيه رغم أن السباحة هذه المرة بيد واحدة لأن اليد الثانية لا تزال تمسك بالعصى مع حرصه التام عليها من البلل. بعد جولة جميلة وممتعة فى البحر، يقوم صديقيه بمعاونته على ارتداء ملابسه، ثم يرجعون إلى البيت من جديد .

 

فى مساء اليوم الثالث من العرس يقوم مجموعة من الشباب برفع البيت كما هو إذ يتم نقله إلى موقع فى داخل فناء دار أهل العروس، ليبدأ العروسان حياة جديدة تسودها المودة والاحترام.


قد تختلف هذه الطقوس من منطقة إلى أخرى، أو من بلد إلى آخر بحكم العفر قومية كبيرة، توجد في كل من إريتريا، ٱثيوبيا، جيبوتي. لكن هذه المعلومات تم جمعها من أعيان منطقة "رحيتا" في إقليم جنوب البحر الأحمر بإريتريا .


اقرأ أيضًا..

«الجلد بالكرباج وبخ اللبن».. عادات زواج غريبة لن تجديها إلا بالسودان| صور


ads