حوادث

سيدة تطلب الخلع من زوجها: «مريض بالوسواس القهري»

الأحد 06/مارس/2022 - 05:27 م

محمد علي

فاجأ الزوج "ح"، زوجته بخبر صادم، وهي ألا تقترب منه عند النوم، وأن تبتعد عنه، لأنه لا يحب النوم إلى جوار أحد، تعجبت الزوجة للحظات قليلة، نظرت إلى زوجها فى دهشة، لم تستطع البوح بما يدور فى عقلها، غلقَت أبواب تفكيرها وأخفت علامات استفهام تدور فى مخيلتها، لكن وجهها كان كفيل بأن يفضح مايدور داخلها، فزوجها يريد منها الابتعاد!.

شكوك غير طبيعية

تركت الزوجة لنفسها مجالا للتفكير كي ترد بعقلانية وألا تصطنع مشكلة، وخاصة أن أحوال زوجها تبدلت كثيرا، فلم يعد هذا الرجل الذي تعرفه منذ سنوات، لم يعد الشخص الذي تزوجته وارتبطت به بعد قصة حب طويلة كانت حديث الأقارب والجيران، آثرت الزوجة الصمت وآلا تبوح عما بداخلها من شكوك، راقبته عن بعد، لم تشعره بضيقها، كان الزوج يبتعد يوما تلو الآخر عنها، ينظر لها نظرات مريبة، وخلال فترة طويلة، لم تشعر الزوجة أن زوجها متزوج بأخرى، فكان يتعامل معها بطريقة طبيعية، إضافة إلى أنها كانت تراقبه وتستمع لما يرد له من مكالمات على هاتفه المحمول، كانت تدخل على صفحته بمواقع التواصل الإجتماعي، سألت عنه فى مكان عمله، لكن الأمور تبدو خالية من أي علاقات لزوجها مع الجنس الأخر، هكذا لعب الشك بعقلها وتوهمت أن زوجها له علاقة بامرأة اخرى غيرها، لهذا تغيرت معاملته معها مؤخرا.

هواجس الزوج

لم تكن تصدق أن زوجها شاهد"حلما" فى المنام، غير أمور حياته، مثلما قال لها، كانت الزوجة تفكر كل يوم، تتحدث إلى نفسها، تتساءل عن سبب تغير زوجها ولا تجد إجابة، لكنها كانت تتحمله، جاءت على نفسها كثيرا، فكان يتعامل معها بقسوة شديدة، اختلف زوجها رأسا على عقب، لم يعد زوجها التي تعرفه، كان يخرج من المنزل، يجلس مع أصدقائه على المقهى، وحينما يعود إلى المنزل يقضي نصف يومه غارقا فى النوم، وحينما تأتي زوجته إليه وتبلغه بأنها أعدت الطعام كان يخرج متحججا بأي سبب، ثم يعود متأخرا، أصبح قليل الحديث معها، والزوجة تزداد حيرتها، والأيام تمر، ولا يزال الزوج على نفس المنوال بل يزداد سوءً، فى أحد الأيام كانت الزوجة تعد "الغداء" لزوجها بينما كان في عمله، وأثناء ذلك كان يدور هاجس لدى الزوج أن زوجته تضع له السم فى الطعام كي تتخلص منه، فترك عمله، أسرع إلى الشارع وأوقف "تاكسي" ثم عاد إلى المنزل، هدأ بعض الشيء، أبطء خطواته فى أثناء صعوده إلى السلم وفتح باب الشقة حتى لا تسمعه، كانت زوجته فى المطبخ، فجأة كان الزوج خلفها يشاهدها كيف تعد الطعام، فانتفضت الزوجة من مكانها لأنها لم تكن تتوقع أنه فى الشقة وخاصة أنها تعلم أنه فى عمله ومنذ فترة قصيرة كانت تتحدث معه على الهاتف المحمول لتسأله عن نوعية الطعام الذي يريده، تعجبت الزوجة، وخاصة أن زوجها لم يبد أي علامات أو إشارات أو حتى أوضح انه يفتعل "مقلب" أو يهرج معها، لكنه تركها وخرج إلى حجرته لاستبدال ملابسه بشكل طبيعي وكأنه يتجسس على زوجته.

هنا لم تعد الزوجة تحتمل الحياة مع زوجها، دخلت خلفه إلى حجرة نومه، سألته عن سبب أفعاله وتصرفاته الغريبة والمريبة فى الفترة الأخيرة، فأبلغها زوجها أنها تريد قتله وقال لها"عايزة تتخلصي مني عشان تاخدي كل فلوسي"، تسمرت الزوجة فى مكانها، رد فعله لم يطرأ على فكرها، لم تكن تعتقد أن زوجها يشك فيها، بعد هذه الفترة من "العشرة" والسنين، شعرت وكأن شيئا ما صدمها أو سقطت على رأسها صاعقة من السماء، فقط كانت تنظر له، وتتمتم بكلمات غير مسموعة، ثم خرجت إلى صالة الشقة وكانت تقول "غير طبيعي.. زوجي فقد علقه"، جلست فى حجرتها، وخرج زوجها ثم عاد متأخرا وفى اليوم التالي تأسف لها وقال أنه لم يقصد أن يجرحها، لكن فى نفس الوقت غير مقتنع بما يفعله هو فقط يريد أن يخفي حقيقته وما يشعر به حتى لا تشك فيه زوجته.

مشاجرة حادة

لا يزال الزوج يشك أن زوجته فى هذا اليوم سوف تتخلص منه، ودارت بينهما مشاجرة حادة، تجمع فيها الجيران، وقاموا بفض المشاجرة، ولكن هنا قررت الزوجة الذهاب إلى أسرتها وأنها لن تعود مرة أخرى حتى لو أن والدها أقنعها بالعودة، فهي تعلم أن زوجها مريض بالوسواس القهري، ولجأت إلى محكمة الأسرة تطلب الخلع، وبالفعل قضت لها المحكمة بالخلع بعد أن تقدمت بكافة الأوراق وشهادة الجيران.

اقرأ أيضًا..