من الطاعة للطلاق.. تفاصيل حرب القضايا بين أحمد وهدى
عاشت هدى صاحبة الأربعين عاما حياة هادئة وسط أسرة ميسورة الحال وعانت مع أسرتها بعد فقدانها والدها فى سن مبكر معاناة لن تنساها بعد تخلي الأقربون وجميع من حولها عنها مما جعلها تتجه للعمل بعد أوقات المدرسة واستمرت فى العمل حتى تزوجت، حيث تحملت نفسها مشقة العمل المبكر لكي تستطيع أن تنفق على نفسها وأخوتها فقد كان معاش والدها المتوفي لا يكفي لمتطلبات البيت وكغيرها من الفتيات كانت تحلم بالوقت المناسب الذي يأتي فيه فتى أحلامها ويكون ظهرها وسندها وكانت فى ذات الوقت تعمل وكلها أمل أنه سوف يأتي عليها الوقت المناسب لكي ترتاح وتضع المسئولية التي تتحملها على كتف شخص آخر، لكنها لم تضع فى حسبانها أن هذا الشخص سوف يكون كتف مائل.
استمر الحال على ما هو عليه حتى تعرفت على رجل
فى مثل عمرها وزميلها فى العمل تمنت أن يكون الفتى المختار فقد شاهدت فيه
المواصفات التي تتمناها وبالفعل فوجئت به يتقدم لها لكي يقوم بخطبتها وبالفعل وافقت
عليه ثم بدأت تقوم بترتيبات الزفاف التي تتمناها أي فتاة فى الفستان الأبيض حتى
تزوجت من أحمد وكانت تتخيل أن همومها وحزنها بفقد والدها سوف تنتهي وأن تحملها
المسئولية سوف ينتقل ليكون على ظهر زوجها الذي من المفترض أنه ظهرها وسندها فى كل
شيء إلا أن ما كانت تتمناه لم يكن فى محله نهائيا فبعد السعادة الغامرة التي كانت
تعيشها فى كنفه خلال شهر العسل تحول هذا الشخص تماما، فأصبح فى كثير من الأحيان
كالثور الهائج يقوم بضربها وسبها على أتفه الأسباب، كانت صدمتها فى البداية فيه وحاولت
أن تقوم بتغييره حتى لا يكرر فعلته مرة أخرى لأنها فوجئت أنه بعد اعتراضها على
مصروف البيت حدثت بينهما مشادة كلامية احتدت فتطاول عليها بالسب والقذف بألفاظ
بذيئة إلا أنه لم يكتف بذلك بل تعدى عليها بالضرب، أخذت تبكي بشدة وقررت أن تواجهه
بألا يقوم بهذا الفعل المشين مرة أخرى إلا أنه مع مرور الوقت فوجئت به يكرر مرة
أخرى أفعاله ولا يمتثل لرغباتها فى عدم إهانتها مرة أخرى، فقررت على الفور أن تذهب
إلى بيت أهلها، لكن أهلها كانوا يعيدونها مرة أخرى، لكنه كرر أفعاله كثيرا، لم
تتحمل هدى، وعادت إلى بيت أهلها.
ففوجئت بمحضر يأتي إلى بيت أهلها وفى يده
إنذار بالطاعة، لكي يقوم الزوج بإذلالها والانتقام منها لكنها وقفت أمام المحكمة
وطالبت بتطليقها من هذا الرجل غير الأمين عليها نفسا ومالا، وقبول اعتراضها على
اعتراضها على هذا الإنذار بالطاعة واعتباره كأن لم يكن، وإلزامه بالمصاريف، واستشهدت
برجل وامرأتين وشهدوا بأن زوجها دائم التعدي عليها وإهانتها وضربها امام الجيران،
وسبها مما يجعلها غير أمين عليها.
وحكمت محكمة الأسرة بالدقي، بتطليق الزوجة
طلقة بائنة للضرر، وعدم الاعتداد بإنذار الطاعة، واعتباره كأن لم يكن وألزمت
المعترض بالمصروفات وأتعاب المحاماة.
اقرأ أيضًا..