أسماء فتاة تسكن أحد الأحياء الشعبية، قاست كثيرا منذ صغرها؛ بسبب الحالة المادية المتردية التي تتكبدها أسرتها فكانت منذ صغرها تعمل خادمة في البيوت بأمر والدها الذي اعتمد عليها في كسب الرزق، وتارة تعمل بائعة مناديل، هذه المحطة البائسة التي عاشتها هند في طفولتها كسرت بداخلها كل ما هو جميل، وقتلت أيضًا براءة الأطفال فكم هو قاسٍ أن تعمل في بيت وتخدم أطفالًا في مثل عمرها.. مرت الأيام والشهور والسنوات حتى كبرت وأصبحت أنثى جميلة تتمتع بكل مقومات الجمال والجاذبية لا أحد يراها إلا ويغازلها وأنوثتها المعهودة؛ لهذا استغلت هذه المقومات وكأنه رأس مالها الذي خرجت به من هذه الدنيا القاسية.

البحث عن رجل ثري

قررت أسماء البحث عن رجل ثري ينتشلها من هذه الحياة المأساوية والبائسة، كانت تحلم به، تفكر فيه ليل نهار، وفي أحد الأيام ساعدها حظها في التعرف على رجل صاحب ورشة صغيرة لتصليح السيارات مجرد أن شاهدها عشقها وتسمرت قدماه في الأرض من شدة إعجابه بها، اقترب منها وسألها، عن اسمها وعنوان أسرتها، وسألته عن السبب، فلم يتوان لحظة عن إبداء إعجابه به وأنه يريد الارتباط بها، ابتسمت أسماء ولكنها تماسكت حتى لا تخرج أنها فتاة مهزوزة، وتحجج بمقابلتها مرة أخرى، وبالفعل أعطته رقم تليفونها، ورغم عدم وجود علاقة عاطفية أو جاذبية لدى الفتاة لكنه هو الرجل الثري الذي كانت تريده لينتشلها من هذه الحياة والفقر، وبالفعل التقت به مرات أخرى، وتبادلا كلمات الإعجاب والحب، وأخيرًا جاء الرجل للقاء والدها للارتباط بها وبالفعل تمت خطبة أسماء بالرجل الثري، وكانت تخطط الفتاة أن تكون خطوة الزواج منه معبرًا للمرور من حياة الفقر التي تعيشها. 

لها عشيق سابق

وبالفعل تزوجته وتمت مراسم الحفل والزفاف سريعًا، وسط فرحة الأهل والأقارب والأصدقاء، وبدأت المحطة الثانية  والفاصلة في حياة كل منهما؛ حيث بدأت الزوجة تظهر مشاعرها الحقيقية ناحية زوجها، وغيرت معاملتها ناحيته، بعد أن فرضت شخصيتها بالقوة على البيت وأصبحت هي الآمر الناهي في كل شيء، مقابل استسلام الزوج الذي لم ينطق بكلمة واحدة أمام جبروت الزوجة، وكانت المفاجأة أن الزوجة لها عشيق تحبه، ومرتبطة به عاطفيًّا قبل أن ترى الزوج وتتزوج منه، كلما جاءت الفرصة للقائه كانت لم تترد لحظة، وزوجها لا يعلم شيء، فقط كرس حياته للعمل ليل نهار للإنفاق على زوجته الذي لم يشك لحظة في سلوكها، وكانت زوجته تتعمد التهرب منه ومن الواجبات الزوجية، مرت الأيام والشهور.

اقرأ أيضًا..

مأساة زوجة تنهي حياتها بمبيد حشري بسبب الخلافات الزوجية

التخلص من الزوج

وكانت تلتقي عشيقها في غياب الزوج، لكن العشيق سئم هذه العلاقة وطريقة لقائه بها، وهنا بدأ يخطط العشيق مع الزوجة على التخلص من زوجته التي رفضت في البداية لكنه أقنعها وحكى لشقيقه، للتخلص من هذا الرجل، ووضعا خطة القتل، والتخلص منه مقابل مبلغ مالي وقبل الواقعة بحوالي عشرين يومًا ذهب المتهم الأول ومعه ماسورة حديدة وانتظر المجني عليه أمام منزله في وقت متأخر من الليل لكن الخطة لم تنجح بسبب تغيير المجني عليه لاتجاه خروجه، فقرر أن يخطط مرة أخرى مع زوجته التي أخبرته بموعد حضور زوجها للبيت وذهب المتهم الأول والثالث مرة أخرى، لمسكن المجني عليه وبمجرد وصوله إلى سلم البيت انقض عليه المتهمان وبحوزتهما سكين حاد وماسورة حديدية وضرباه وطعناه في جميع أنحاء جسده ولم يستطع مقاومتهما وسقط وسط دمائه وفارق الحياة، وهرب المتهمان بعد التأكد من وفاته وعادا إلى مسكنهما مرة أخرى، وبعد الإبلاغ عن الواقعة تم ضبط المتهمين وبمواجهتهما أقروا جميعا بارتكابهم الواقعة، وأحالت النيابة المتهمين إلى محكمة الجنايات المختصة بدائرة محكمة اسستئناف القاهرة وقضت بإحالة المتهمين إلى المفتي.