لا تتسرعوا كي لا تندموا يوم لا ينفع الندم
كثيرٌ من الرجال يعظّم دور الزوجة، ويعترف بفضلها، ويسعى بكل السبل لرد ما يعتبره جميلها الذي تسديه له برعايتها إياه.
وفي المقابل لا يمكن إنكار أن كثيرين آخرين يمقتون زوجاتهم، ولا يطيقون الحديث معهن أو عنهن، بل ويهاجمونهن ليل نهار، ربما بسبب خلافات في وجهات نظر، حتى أصبحت ساحات المحاكم شاهدة على أيام صعبة تطرد النوم من أعين الكثير من الأزواج، الرجال والنساء على السواء.
بعض الأزواج يذوقون على أيدي زوجاتهم أشد ألوان العذاب قسوة؛
ما يحفر في صميم قلوبهم جراحًا غائرة يعجز الطب عن شفائها والأقارب والأصدقاء.
وعلى الجانب الآخر من النهر هناك زوجات يَرَيْن نجوم الليل في
عز الظهر حتى كرهن كل الرجال، وأصبحن يتلذذن حينما يرين رجلا يصرخ ويتلوى من عذاب زوجته،
على الرغم من عدم معرفتهن به.
وفي ظل هذه الصورة القاتمة، نجد قلة من الأزواج يعيشون في
سعادة كاملة، فالزوج يخاف على زوجته من أبسط
الأشياء، حتى لو كانت عطسة خفيفة، وهي ينخلع قلبها حبًّا وخوفًا عليه، إذا قال
"آه"، ولو كانت بسبب شكة دبوس، ضاربين المثل والقدوة في التفاهم، والاحترام،
والتقدير، والمودة والرحمة بينهما.
حال كثير من الزوجات الآن، أنهن لا يفكرن في تنفيذ استراتيجية
الست الوالدة، متعللات بحجة اختلاف الزمن، عن ذاك الذي كان للرجل فيه كلمة، وللزوجة
أيضًا، يتحملان معًا مواقف الحياة الصعبة، يدًا بيد، فلا يتخلى أحدهما عن رفيقه.
وهناك أمهات يكرهن ذلك اليوم الذي تزوجن فيه من الأب، لكن
بعد وقت تعود إلى رشدها معلنة أنه لا أَحَب لديها منه، وأنه بحكم العشرة على الأقل،
أصبح هو بلسم جروحها، ولِمَ لا وهو أقرب إليها من أهلها أنفسهم.
علينا أن نجلس مع أنفسنا قبل اتخاذ قرار يضع الجميع في خانة
اللوم والعتاب، ويجبر النساء على حمل اللقب البغيض: «مطلقة بأمر القانون».
لاحظت في الفترة
الأخيرة مئات من الزوجات، بل آلاف منهن، يلجأن إلى الحل الأسهل والأسرع وهو المحكمة،
متنازلة عن كل حقوقها، للخلاص من زوجها، وبعد شهر أو أكثر تعض أصابع يديها العشرة،
ندمًا على ما فعلت بنفسها، فيما يتزوج طليقها من فتاة أخرى، فتضطر هي لقبول ما لم تقبله
مع طليقها، وتتزوج من رجل يكبر أباها نفسه.
ألم يكن من الأفضل التريث، والهدوء، والصبر؛ ليعود الحب،
ويكون العنوان هو المودة والرحمة؟!
أتمنى أن تفكر الزوجات، ولا سيما صغيرات السن، والأزواج الشباب،
وأن يتحمل كل منهما الآخر ويمتص غضب بعضهما بعضًا؛ ليعبرا بسفينتهما بحر الحياة للوصول
إلى بر الأمان.