سألت صديقتي "شيماء" التي دائما تبوح لي بأسرارها: 'لماذا تبدين حزينة وقد كنت دائمًا مشرقة الوجه، متفائلة' ؟!، وانتظرت الرد من صديقتي، تخيلت أن سبب حزنها هو وفاة زوجها العجوز الذي تزوجته بحثًا عن الاستقرار والعيش في عز، لا بحثًا عن السعادة والحب، رغم معارضتي لهذه الزيحة منذ سنوات قليلة ماضية، لكنها ظلت على إصرارها، حتي ظنت أنها فازت به وأن الدنيا قد صالحتها بعد خصامه طيلة سنوات طويلة، وبعد لحظات استرجعت فيها كل هذه الذكريات تكلمت صديقتي، قالت بصوت واهن: 'سألتيني لماذا أنا حزينة ؟!، والإجابة ببساطة شديدة أن كل حساباتي اكتشفت أنها غلط، الأحلام الوردية الجميلة التي رسمتها في خيالي في شخص هذا العريس، الذي تزوجته، لم تكن إلا وهمًا، ووهمًا باطلًا، خسرت نفسي وأهلي وأسرتي ومعظم صديقاتي وأنا الآن وحيدة أعيش بين أربع حيطان'!.

خرجت من المولد بلا حمص

وعادت صديقتي تحضن نفسها بالصمت، وعدت في إصرار أسألها: 'أريد ان أعرف السبب وراء حزنك'؟!، ويبدو أنها اقتنعت أنه لا داعي للصمت الآن وإخفاء الأسرار وأجابتني شيماء قائلة: 'بعد أن توفي زوجي العجوز الثري وجاء وقت توزيع التركة وأخذ نصيبي الشرعي كانت المفاجأة التي لم أتوقعها أبدا، المفاجأة كانت في ورقة داخل مظروف، إنها الوصية لم يترك لي زوجي سوى الشقة الصغيرة التي أسكن فيها الآن وياليتها تمليك وإنما إيجار وأراني الأمرّين عند دفع إيجارها كل شهر، أما باقي ثروته، والتي تقدر بالملايين ما بين أموال بالبنوك وقطع أراضٍ كتبها بيعًا وشراء بعقد مسجل لابنته الوحيدة التي تعيش مع زوجها بإحدى دول الخليج، يعني باختصار، خرجت من المولد بلا حمص'!.

اقرأ أيضًا..

تفاصيل آخر مكالمة أجرتها ربة منزل مع شقيقها قبل مصرعها وأطفالها الثلاثة

طريق المحاكم الطويل

ولم أجد أمامي إلا أن اتصرف عائدة من حيث أتيت تاركة صديقتي في حزنها بعد أن استوعبت الدرس جيدًا، لكنها أكدت لي أنها لن تترك حقها، وأقامت دعوى ضد زوجها المتوفي وورثته بمحكم الجيزة، بإبطال توزيع التركة، والتشكيك في تزوير عقود البيع والشراء، ولكن صديقتي شكت لي أن محاميها أبلغها أن المشوار طويل وغير مؤكد النجاح.

نصيحتي لكل فتاة

ولكن كانت الدموع والأحزان تسكن قلبها وروحها؛ حيث أصبحت شبح امرأة شعرت أنها أضاعت مستقبلها وأجمل أيام عمرها، وقالت لي: أنصح أي فتاة أن تتزوج شابًّا من عمرها، ولا تفكر في كبار السن لأجل المال، فكل شيء إلى فناء، والسعادة ليست بالمال.