لماذا استحوذ الطفل ريان على كل هذا التعاطف؟.. الخبراء يجيبون
وعلى الرغم من كثرة الحوادث التي تحدث بشكل يومي، أثارت واقعة الطفل ريان العالم، والوطن العربي، حيث كان الجميع يترقب لحظة خروجه من البئر الذي أمضى بداخله ما يقرب من 5 أيام، مما أثار تعاطف الشعوب ومواقع التواصل الاجتماعي.
فيتساءل الكثيرون لماذا تلك الحادثة على الأخص هي التي أثارت انتباه الشعوب وجذبت تعاطفهم؟
أسباب التعاطف مع قصة الطفل ريان
يقول الدكتور فتحي قناوي، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن ما يثير تعاطف
الناس تجاه واقعة الطفل ريان، كونه طفل، فذلك يكفي لتعاطف الناس دون وجود علة أخرى.
وأوضح "قناوي"، أنه أيضًا من أسباب جذب الواقعة لانتباه الناس، هو الغموض وانتظار ما سيحدث، مثل مشاهدة فيلم وانتظار تحول الأحداث، ويتساءلوا هل سينجو ريان وتنجح القوات في إخراجه، أم سنصطدم بنهاية عدم خروجه؟
الطفل ريان يحاوطه الظلام
كما أكد قناوي، أن وجود الطفل ذو الخمس سنوات في بئر عمقه 62 مترًا
يحاوطه الظلام من كل اتجاه يعاني من إصابة في رأسه وحيدًا وسط تلك الظروف،
وبالتالي يثير تعاطف الناس بنسبة كبيرة.
وقال إن عجز الناس عن مساعدته وسط تلك الآلات والحفر والدعوات أدت
إلى جذب تعاطف الناس والمناشدة بسرعة التحرك لمساعدته على الخروج.
أما الدكتور أحمد علام، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية، فأكد أن واقعة الطفل ريان غريبة من نوعها، وبالرغم من وجود
حوادث مشابهة، فهذا يرجع لوجود الطفل على قيد الحياة كما أن الطعام وصل له، ما أعطى الأمل
للجميع وانتظار خروجه.
تسليط الإعلام الضوء على الطفل ريان
واستكمل علام، أن سبب الاهتمام بهذه الواقعة هو تسليط وسائل
الإعلام والقنوات ووسائل التواصل الاجتماعي الضوء عليها على عكس حوادث أخرى لم تلقى دعم إعلامي.
كما أن تصوير الطفل ومعرفة حالته بشكل مباشر هل يتنفس أم لا هل يصل
إليه الأكسجين أم لا كل تلك المعلومات شغلت أذهان الناس والرأي العام في الفترة
الأخيرة.
وقال استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية، إن كثرة الحوادث التي نراها يوميًا قد أدت إلى وجود تبلد في المشاعر لدى البعض، بالإضافة إلى المشاهد الدموية التي نراها يوميًا ونقل السينما العربية لها، أدت إلى خمول العواطف لدى البعض.
ظهور الألعاب العنيفة
وأضاف أن ظهور الألعاب العنيفة في الفترة الأخيرة التي تحتوي على مشاهد عدائية كان لها سبب واضح في تبلد عواطف الشباب، ولكن على الرغم من ذلك لم تتمكن أي من تلك الأسباب على منع تعاطفنا مع واقعة الطفل ريان.