حكاية فتاة الليل العذراء
السبت 05/فبراير/2022 - 05:36 م
محمد علي
لها صولات وجولات فى الشقق المفروشة، وخلال أسابيع من عملها كانت شهرتها تسبقها فى أي مكان تذهب إليه، فهي شقيقة لأخين، أحداهما تم سجنه في قضية نصب، والثاني مات غريقا، أما أمها فكانت ومازالت صاحبة مرض، ووالدها متوفي من سنوات طويلة، اعترفت أنها عملت بالأعمال المنافية للآداب، وحكت انتصار أسرار هذا العالم القذر بما فيه من أسرار وإثارة.
وكشفت عن أنها على الرغم من عملها بالدعارة ستة أشهر كاملة، إلا أنها مازالت بنت بنوت "عذراء"، الأغرب والأكثر إثارة أنها عملت خلال هذه الفترة ولا تعلم أسرتها عنها أى شيء، حتى أنها أخبرتهم بأنها محبوسة فى قضية أموال عامة.
التقينا بها.. وبدأت انتصار كلامها ودموعها تسبق صوتها قائلة: عمرى 23 عاما، من أسرة متوسطة الحال، بل من الممكن أن تطلق على أسرتى معدومة الحال، فوالدي عامل بسيط، توفي وأنا عمري لم يكتمل الرابعة، أما أمي فهي ست صاحبة مرض من زمان، أما عن أشقائي فهم الآن في خبر كان، أحدهما اتهم فى قضية نصب، أما شقيقي الآخر فتوفي غريقا، من الممكن أن تضيف على كلمة معدومة الحال كلمة أخرى وهى مفككة، فنحن أسرة لا تعرف عن بعضها أي شيء، لكن فجأة شعرت أننى أصبحت المسئولة الأولى والأخيرة عنها، بالإضافة إلى رعاية أمى المريضة، ولذلك طرقت كل الأبواب للحصول على عمل شريف، إلا أن سوء حظي لم يوفقن فى الحصول على فرصة عمل، بل قادني إلى التعرف على بعض الفتيات، واكتشفت بعد ذلك أنهم فتيات ليل.
وأضافت، أنهن يتقاضين أموالًا نظير بيع أجسادهم، ولأن دخول الحمام "مش" زي الخروج منه، استولت تلك الفتيات على عقلى وتفكيري، وجرأوني لأن أبيع جسدي لأحصل على الأموال، عشت أياما صعبة جدا هذه الفترة، عانيت فيها من ألم الفقر والخوف من المصير المجهول لو"مشيت" فى تلك السك البطالة، لكن فى النهاية لم أجد سوى الخضوع لرغبة صديقات السوء، والعمل فى مجال الدعارة من أوسع أبوابه، وحتى أهرب من أسئلة أمى عندما تجد معى المال، كنت أخبرها بأننى أعمل "شغالة" فى بيوت الأثرياء، وأنهم يعطفون علي بالأموال الكثيرة، وأمى الغلبانة كانت تصدق ما أقول، المهم كان مسرح جرائمى هو شارع السودان، فكنت أقف غالبا مع إحدى صديقات السوء ونصطاد الشباب والرجال الذين يبحثون عن فريسة لالتهامها نظير المال، وكنت اصعد معهم إلى الشقق المفروشة، وأبيع لهم جسدى بالحتة، كنت أرقص وأغنى، وافعل كل ما يريدون، لكن كان عندي خط أحمر لا يمكن الاقتراب منه، ولذلك لم أفقد عذريتى على الرغم من عملى بالدعارة، يعنى لسه بنت بنوت، وفى فترة قصيرة تعرفت على العشرات من الشباب والرجال وشفت الدنيا بعين ثانية تماما، خاصة بعدما توافر معى المال، اشتريت ملابس، وأعطيت أمى المال، لتشتري الدواء ولتوفر لنفسها احتياجاتها، لكن يبدو أن دوام الحال من المحال، لم أكن أعلم عيون رجال المباحث تراقبنى، بعدما وصلت لهم معلومات مؤكدة بنشاطى المشين، ففى أحد الأيام وأنا أقف فى شارع السودان لاصطياد زبائنى، أوقعنى رجل مباحث فى كمين، وأوهمنى فى البداية نه يبحث عن المتعة المحرمة، وعندما استقليت معه السيارة اكتشفت حقيقة شخصيته، وعلمت أن هناك ادلة وتحريات مؤكدة تؤكد جرائمى فى الدعارة، وفى قسم الشرطة انهرت واعترفت، وكررت اعترافاتى امام وكيل النيابه بالتفصيل، وسريعا ما تم الحكم على بالحبس ثلاث سنوات.
اقرأ أيضًا..