دموع هدى فى محكمة الأسرة: الشقة من حق الزوج
خرجت هدى من قاعة المحكمة والدموع تغطي وجهها الشاحب، تمشي بخطوات متثاقلة وكأنها تتمنى أن تبتلعها الأرض لتختفي في جوفها عن أعين الناس، شعرت أنها تنهار وأن روحها تنسلخ عن جسدها النحيل، فقد ضاع منها كل شيء، وجدت نفسها فجأة وبعد 19 سنة من الزواج بلا زوج ولا أولاد ولا حتى شقة، فمنذ لحظات صدر حكم المحكمة بأن يسترد مطلقها الشقة فهي لم تعد حاضنة بعد أن بلغ أولادها سن الحضانة.
الحكم نزل على رأس هدى كالصاعقة فلم تعد تعرف ماذا تفعل؟، وأين تذهب؟ أسندت برأسها على أحد الجدران ثم جلست على أقرب مقعد حتى سقطت على الأرض، أغمضت عينها ورجعت سنوات عديدة إلى الماضي البعيد، عندما كانت لاتزال شابة صغيرة جميلة يتهافت الخطاب لطلب يدها، وهي تتدلل وتتمنع وفي النهاية اختارت من شعرت إنه الرجل المناسب الذي ارتاحت إليه وتزوجت في حفل صغير حضره الأهل والأصدقاء.
وفي بيتها الجديد بدأت هدى حياتها الزوجية بحب وهي تتمنى أن تسعد زوجها وتعيش معه في سعادة، كرست وقتها وجهودها لرعاية بيتها أو جنتها الصغيرة والاهتمام بالزوج وتلبية كل مطالبه ومضت بها سفينة الحياة في بحر هادئ ساكن، وجاء الأطفال تباعا، بنت، ثم ولدين أصبحوا كل حياتها، ولكن البحر الهادئ فجأة ارتفعت فيه أمواج الخلافات التي بدأت صغيرة متباعدة ثم كبرت وتقاربت وأصبح هديرها يصل لكل الآذان، عرفت الخلافات طريقها إلى البيت الهادئ، وأصبحت بعد سنوات قليلة هي سمة الحياة حاولت أن تنسى الخلافات أو تبعدها ولكن البحر الهادئ زادت فيه الأمواج ارتفاعا ولم تعد تستطيع التحمل ولا زوجها أيضًا، أصبحا لا يتحدثان بالأيام.. وأصبج لا يطيق البقاء في البيت.. تدخل الأهل والأقارب والأصدقاء للتوفيق بين الزوجين ولكن بلا فائدة، تحملت قدر ما تستطيع من أجل أطفالها الثلاثة، وتحمل هو أيضًا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد زادت مدة الخلاف وتعالت الأصوات وفقد كل منهما صوابه.
وفي إحدى المشاجرات انفجرت القنبلة المدوية التي أنهت حياتهما الزوجية إلى الأبد، فقد طلقها الزوج طلاقا بائنا، وترك لها شقة الزوجية تعيش فيها مع أطفالها الثلاثة كحاضنة لهم، وبعد سنوات قليلة كبر الأولاد وانتهت حضانة الأم التي كانت تمنحها حق الإقامة في الشقة.
وكأن مطلقها كان يعد السنوات فمع انتهاء حضانة أصغر الأطفال قام بطردها من الشقة، لجأت إلى النيابة ثم إلى المحكمة وفي النهاية أثبت الزوج أن فترة الحضانة انتهت وأن الشقة كانت للأم بصفتها كحاضنة وبانتهاء فترة الحضانة لم يعد هناك سبب لإقامتها وهو أحق بعودة شقته إليه فقضت محكمة الأسرة بحلوان بأن يسترد المطلق الشقة سكن الزوجية بانتهاء سن الحضانة، وأصبحت الشقة من حق الزوج.
اقرأ أيضًا..