بريد هير نيوز..حكاية الصفحة القديمة!
الإثنين 31/يناير/2022 - 11:56 ص
أمل محمد أمين
أكتب إليك لأستعين برأيك في اتخاذ قراري الذي سيحدد مجرى حياتي القادمة وقبل أن أسألك الرأي .. سأروي لك قصتي مع الحياة لتستعين بها على فهم ظروفي فمنذ سنوات كنت طالباً في أحد المعاهد العليا بالقاهرة .. أقيم في شقة مفروشة متواضعة مع عدد من الطلبة نتقاسم إيجارها ..
ولم يكن دخلي يزيد على بضعة جنيهات ترسلها لي أمي من بلدي القريب من معاشها عن أبي ولأن مطالب الحياة كثيرة فلقد بحثت عن عمل إلى جانب الدراسة وعملت بأحد الفنادق وكانت نوبتي المخصصة لي في كافتيريا تبدأ في منتصف الليل وتنتهي في الثامنة صباحاً فأستبدل ملابسي، وأحمل كتبي وأتوجه إلى المعهد, وبعد انتهاء الدراسة أعود إلى شقتي لأنام حتى المساء نوماً متقطعا .. ثم أنهض لأتناول عشائي وأذاكر لمدة ساعتين وأخرج للعمل من جديد ..
أما في يوم الأجازة فلقد كنت أنام ليل نهار لأعوض ساعات النوم التي يحتاج إليها جسدي .. وذات يوم غلبني الإرهاق في قاعة المحاضرات فلم أشعر بنفسي إلى أن صحوت فجأة على يد تهزني فانتفضت خجلا والأستاذ المحاضر يعنفني تعنيفاً شديداً ويطردني من المحاضرة .. فقمت أتعثر في خجلي .. وأسرعت بالخروج .. واتجهت إلي مقصف المعهد وطلبت فنجان قهوة ووقفت أشربه وأنا متألم وخجلان ..
صداقة قوية
وفي هذه اللحظة وجدت زميلة تقترب مني وتعطيني كراستها لأنقل منها المحاضرة التي فاتتني فشكرتها, فقالت لي إنها لاحظت علي أكثر من مرة الإجهاد والنوم في المحاضرة فصارحتها بأني أعمل طوال الليل وأن نشاطي يخونني أحياناً رغما عني، فنشأت بيننا صداقة قوية تحولت قرب نهاية العام إلى ارتباط عاطفي حميم وبعد قليل قدمتني لأسرتها وتعرفت بأبيها رجلا فاضلاً لكنه مثقل بالأبناء والأعباء وتفاهمنا سريعاً على أن أتقدم لخطبتها وأن نعقد القران بعد تخرجنا ومضت الأيام
تخرجنا وعقدنا القران ، وانتهى الجهاد الأصغر وبدأ الجهاد الأكبر لادخار المبلغ المطلوب للشقة, وكنت قد تقدمت في عملي بالفندق وأصبحت أعمل فترة مسائية من الساعة الثانية بعد الظهر حتى منتصف الليل، وازداد ارتباطي بفتاتي حتى بدأت أضيق بسنوات الانتظار الطويل وبدأت هي كذلك تضيق به، وفي لحظة مجنونة قررنا ألا نضيع العمر في الانتظار وأن نتزوج في الشقة المفروشة .. على أن ندخل مشروعاً طويل الأجل للحصول على شقة بادخار كل قرش يزيد على حاجتنا، ووافق الأب استجابة لرغبة ابنته
تزوجتها
واحتفلنا بالزفاف في الفندق الذي أعمل به وبلا تكاليف تقريباً مجامله من رئيسي وزملائي. وبدأت حياتي الجديدة في نفس الشقة المفروشة التي أقيم بها بعد أن خرج منها شركائي وكانت شقة من غرفتين في ميدان الجيزة أدفع لها ثمانين جنيهاً إيجاراً وكنت في هذه الأيام أكسب حوالي مائتي جنيه وبدأت زوجتي تبحث عن عمل ووجدت عملاً في مكتب للمحاسبة قريب من مسكننا ومضت حياتنا سعيدة وقد اطمأن قلبانا إلى وجودنا معاً ولم يكن يزعجنا سوى مراوغة صاحب الشقة لنا كل ستة شهور عند تجديد عقد الإيجار, لكي يرفع قيمة العقد وكنا قد اتفقنا علي تأجيل الإنجاب حتى نستقر في شقة خاصة بنا .. فلم نواجه صعوبة كبرى في زيادة الإيجار اللهم إلا التزامنا ببعض التقتير على أنفسنا لكي نوفر مقدم الشقة
وطال بحثنا عن شقة في حدود إمكاناتنا فبدأت أتطلع إلى السفر والعمل لمدة عامين أو ثلاثة في الخارج وفي هذه الفترة بالذات بدأت أحس بأن حماس زوجتي المحبوبة قد بدأ يفتر وأنها أصبحت متشائمة من إمكان تحقيق أحلامنا .. فكنت أقابل ذلك بالمزيد من التمسك بالأمل والحلم .. إلى أن كنا نتناقش في الأمر ذات يوم فإذا بها تنفجر في البكاء وتقول لي إنها تعبت ولم تعد تستطيع مواصلة المشوار!
اقرأ أيضًا..
ندم زوجتي
فبهت وسألتها عما تعنيه .. فقالت لي إنها تسأل عما حققنا من الزواج بعد 3 سنوات .. لا شيء .. لا شقة .. لا أبناء .. لا مستقبل لا حياة مريحة .. وصدمت وقلت لها إن تأجيل الإنجاب كان قرارنا معا.. وإني مستعد للرجوع عنه في أية لحظة وإن عمري 27 سنة وعمرها 25 سنه ومازال المستقبل أمامنا.. وقد مضى الكثير ولم يبق إلا القليل فلم تجبني سوى بالدموع فطيبت خاطرها ومسحت دموعها وقبلتها وعرضت عليها بأنها متعبة وخرجت لألحق بالعمل.
تركت البيت
ويعلم الله كيف مرت علي الساعات في العمل .. ولم أطق صبرا .. فاعتذرت عن إكمال النوبة وأسرعت بالعودة للبيت لأصطحبها إلى السينما أو المسرح وفتحت باب الشقة فوجدتها غارقة في الظلام .. فتصورت أنها قد نزلت لتشتري شيئاً فجلست أمام التليفزيون انتظرها فمرت ساعة بغير أن تأتي فدخلت غرفة النوم لآخذ شيئاً فلاحظت أن قميص نومها ليس على الشماعة .. ففتحت الدولاب .. فلم أجد فيه سوى ملابسي أما ملابسها قد اختفت! ولا أراك الله يا سيدي ما أحسست به في هذه اللحظة .. إنه إحساس غريب أتمنى ألا يعرفه أحد, مزيج من الصدمة.. والألم .. والمرارة .. والخجل .. والرغبة في تكتم الأمر لكيلا يعرفه أحد.. وأيضاً من الأمل في أن ينقشع الموقف عن مفاجأة سعيدة وتعود الشريكة إلى عشها كما خرجت منه!.
طلبت الطلاق
وجلست على السرير أفكر.. ثم حزمت أمري على أن ألحق بها لأدافع عن حبنا الذي ذقت الأمرين لأحتفظ به.. وأسرعت إلى بيت أبيها رغم تأخر الوقت وقابلني الرجل بعطف وطلبت رؤيتها بإصرار فاستدعاها للصالون وتركنا. ووجدت نفسي أمام إنسانه أخرى غير التي تركتها في البيت قبل ساعات, فليس على لسانها سوى كلمة واحدة هي تعبت.. تعبت وأيضا_ويا للألم_ أطلقك! ألا تحبينني؟ نعم..هل هناك آخر؟. .لا …. لماذا إذن الطلاق؟ تعبت! وهكذا وجدت نفسي أمام الحقيقة القاسية.
طلقتها
وتركتها لأعطيها فرصة للتفكير وعدت إليها مرة ومرات فلم أسمع منها سوى نفس الكلمة البغيضة، فاستسلمت لرغبتها وطلقتها في يوم حزين بعد 6 سنوات من الارتباط والحب والإخلاص والزواج وعدت إلى الشقة الخالية لأواصل حياتي كما شاءت لي الأقدار ومرت شهور وأنا لا أسلوها أبداً يا سيدي .. وفي كل يوم يداعبني أمل غامض في أنها سوف ترجع إلى نفسها وتعود إلى عشها وفي هذه الفترة هزل جسمي كما كان أيام العمل والدراسة وفقدت 8 كيلو جرامات من وزني رغم نحافتي الطبيعية .. ثم بدأت الآلام تخف تدريجيا ومر عامان انتقلت خلالهما مع رئيسي من الفندق الذي أعمل به إلى فندق آخر جديد وكان يعرف قصتي معها ويشجعني على مقاومة نفسي ونسيانها.
رأيتها مع رجل آخر
وذات مساء كنت أؤدي عملي ورئيسي يجلس في مكتبه الصغير في الكافتيريا، ودخل اثنان من الرواد إلى الركن المخصص لي وجلسا، فحملت قائمتين من قوائم الطعام .. واتجهت إليهما وقبل أن أصل إليهما .. تسمرت قدماي فجأة في الأرض وأحسست بالعرق يسيل من وجهي .. وبأنفاسي تتلاحق ..
فلقد كانت هي ومعها رجل فوق الأربعين .. وعجزت عن التقدم إليهما فعدت واتجهت إلى مكتب رئيسي لاهثًا وطلبت منه أن يكلف زميلاً آخر بخدمة تلك المائدة .. فسألني عن السبب فصارحته .. فسكت دقيقة ثم قال لي بلهجة آمرة .. اذهب إلى هذه المائدة وأد عملك عليها، فإن نجحت وتصرفت بطبيعية كنت فعلا قد نسيتها وتحررت منها، وإن عجزت كنت ضعيفاً مع نفسك ولن تتخلص منها أبدا اذهب .. يا فلان وربنا معك ..
تعاملت مع الأمر بهدوء
فترددت قليلاً وتذكرت الآلام التي عانيتها .. بسببها وبقوة الألم وحده اتجهت إلى المائدة بخطوات هادئة .. وقلت: مساء الخير.. يا فندم ثم قدمت لهما القائمتين فالتقت عيوننا في لحظة.. وظهرت الدهشة علي وجهها .. ثم تمالك نفسها سريعاً وأخفت رأسها في القائمة ووجدت نفسي أتأملها بشغف .. وأنظر إلى يدها فأرى الدبلة الذهبية في إصبع اليد اليسرى وأرى الدبلة الأخرى في يد الرجل الجالس أمامها وتوقعت أن تخلق سبباً للانصراف .. لكنها لم تفعل .. ومضت الأمور طبيعية فخدمت على مائدتها كما أفعل مع الجميع حتى انصرفا بسلام وودعتهما بابتسامة حزينة وهنأني رئيسي على شفائي منها، لكني لا أخفيك أني حين اختليت بنفسي في شقتي انسابت دموعي في الظلام بلا حياء
بدأت الدنيا تضحك لي
ويا سبحان الله يا سيدي .. فكأن هذه الرسالة المؤلمة كانت خطاً فاصلاً بين مرحلتين في حياتي .. فبعد هذه الواقعة بأسبوعين رشحني رئيسي للسفر معه إلى أحد الفنادق التابعة لنفس الشركة في إحدى الدولة العربية للعمل هناك بمرتب ضخم وسافرت معه وشغلت وظيفة أرقى .. وعرفت الوفرة في النقود لأول مرة في حياتي وفي الغربة توثقت صلتي برئيسي أكثر وأكثر .. وفي الصيف جاءت زوجته لزيارته ومعها أبناؤها وابنة شقيقها المدرسة, ووجدت نفسي لأول مرة منذ 3 سنوات أنظر إلى امرأة أخرى كما ينظر الرجل إلى المرأة ..
تزوجتُ للمرة الثانية
وصارحت رئيسي بإعجابي بقريبة زوجته فطلب مني ألا أتسرع في الحكم على مشاعري وقبل انتهاء الصيف كنت قد فاتحتها في خطبتها مؤكدا لها أني في بداية الطريق ولا أملك شقة في القاهرة .. فرحبت بي وأبدت إعجابها بي وعادت الأسرة وبدأت المراسلات بيننا ومن أول مبلغ ادخرته اشتريت شقة في الهرم .. ثم انتهى عقدنا وعدنا لفندقنا القديم ومعي بعض المدخرات الكافية لتأثيث الشقة، وذات مساء وجدت نفسي مرة أخرى وجها لوجه مع زوجتي السابقة في نفس القاعة ..
طليقتي بدأت تتقرب لي
وفي هذه المرة انتهزت فرصة ذهاب زوجها إلى "التواليت" وأشارت إلي فذهبت إليها وسألتني عن أحوالي، فقلت لها إني اشتريت شقه في الهرم وخطر لي أن أسألها سؤالاً كان يلح علي فسألتها هل أنجبت ؟.. ففوجئت بها تدمع عيناها وتجيب بهزة من رأسها لا! .. وفهمت منها أنها تزوجت صاحب مكتب المحاسبة الذي كانت تعمل فيه، وأنه مطلق بغير أولاد وأنه أخفى عنها قبل الزواج أنه لا ينجب وأنها استسلمت لمصيرها لكيلا تصبح مطلقة مرتين.. إلخ
وقبل أسابيع من القران دعيت إلى التليفون فإذا بها زوجتي السابقة تسأل عني .. وتريد تجديد ما بيننا وتبدي استعدادها للحصول على الطلاق لكي نتزوج ونحقق أحلامنا التي حالت صعوبة الحياة دون تحقيقا واستمعت إليها صامتاً وأنا أفكر..
وفي لحظة كدت أصرخ فيها أين كنت حين كنت أحس بلسع النار في ضلوعي وفي لحظة أخرى كدت أضعف وأقول لها تعالي إلي ..فوراً. ولكني بعد فترة من الصمت وجدت نفسي .. أضع السماعة بهدوء .. ثم أحمل قوائم الطعام واتجه إلي الرواد.
وسؤالي الآن هو: هل أخطأت في هذا التصرف؟
لقد اشتريت مطعماً مع رئيسي مطعماً صغيراً سوف نديره معا بعد أسابيع ونترك الفندق .. وهو رجل ممتاز وعاقل ولا يسمح للمسائل الشخصية بالتأثير على العمل أو علاقتنا .. لهذا فلست قلقاً من ناحيته حتى لو أردت فسخ خطوبتي لقريبته لكني قلق من نفسي أنا .. فخطيبتي عزيزة جدا عليّ وأنا أحبها وأريدها بصدق وهي تحبني بإخلاص .. وقد امتحنت نفسي أكثر من مرة فوجدتني لا أريد سواها!.
لكني أخشى النفس الأمارة بالسوء أن تضعف فهل تعتقد أني سأضعف فعلا .. وهل يمكن أن يمحو الحب الثاني الحب الأول من جذوره .. أم أنه لا يموت كما يقول البعض ..وبماذا تنصحني أن أفعل؟.
ولكاتب هــذه الرسالة أقول:
في الواقع الأمر لا تحتاج إلى رأيي .. لأنك حددت طريقك بالفعل وعرفت اختيارك لكنك تحتاج فقط إلى من يؤكد لك سلامته وهو في رأيي الاختيار السليم والصحيح في مثل ظروفك..
ففتاتك الأولى ليست أهلا للثقة قد تخلت عنك في بداية المشوار وأهدرت بذلك سنوات الحب والبراءة والأحاسيس الغضة.. وبلا مبررات حقيقة .. فلقد فقدت صبرها سريعاً وبعد ثلاثة أعوام فقط وإن كنتما في مقتبل العمر ولم يكن الطريق أمامكما مسدوداً, فلماذا لم يصمد لك سوى هذه السنوات القلائل؟ وكيف لم يدفعها هذا الحب للتمسك بك إلى أن تحققا الأحلام؟
إن من يحب يا صديقي لا يتخلى عن حبه الأول بمثل هذه السهولة.. ولا يضحي به ولو قاسى الأمرين إلا تحت وطأة ظروف لا طاقة لأحد بها .. فهل هذا هو ما حدث في قصتكما؟ .. لقد استطعت أنت أن تحقق ما كانت تصبو هي إليه في 4 سنوات أخرى .. إذن فالمشكلة لم تكن في صعوبة الحياة أو الشقة وحدها وإنما كانت في داخلها هي .. فلقد فترت مشاعرها سريعاً أمام بعض الصعوبات واستسلمت لأحلام الحياة السهلة والحلول الجاهزة مع من يكبرها بعشرين سنة فانتزعتك من قلبها بلا آلام .. في حين عانيت أنت الأمرين لكي تنتزعها من قلبك واحتجت إلى سنوات وسنوات لكي تتأكد من شفائك منها, وحين اكتشفت أنها لم تحقق السعادة في الحياة المريحة التي كانت تهفو إليها.. ولا الأمومة التي تعجلتها.
طليقتك تريد العودة لأسبابها هي
ووجدتك أنت قد حققت ما كانت تريده من إمكانيات الحياة .. عادت لتثير الاضطراب في حياتك من جديد .. لكنها لم تعد إليك إلا لأسبابها هي .. وليس الأسباب تتعلق بك ولكل إنسان قدره في الحياة الذي ينبغي أن يتقبله أن يتحمل معه تبعات اختياره .. فلتبحث عن حل لمشكلتها بعيداً عنك .. فلست أنت من صنعها .. لكنها هي .. “ومن أعمالكم سلط عليكم“.. فإن كانت غير موفقة مع زوجها الجديد فلتبحث عن حل لمشكلتها معه عن طريق آخر.. فلقد تطهرت بالعذاب والآلام من بقايا حبها, وليس من حق من يتخلى عن الشجرة الوليدة ويتركها في مهب الريح بأن يأتي الآن ليقطف ثمارها بعد أن نمت وشبت ورويت بدموع غيره.
ما ذنب خطيبتك؟
ثم ما ذنب خطيبتك التي أخلصت لك الحب منذ اللحظة الأولى وقبلتك بكل ظروفك إلى أن شاء لك الله أن تحقق معها نجاحك وأحلامك , بل وما ذنب زوج فتاتك التي تتصل بك وهي مازالت في عصمته لتدبر معك أن تجرعه من نفس الكأس التي شربتها أنت من قبل؟. وهل تقبل أنت لغيرك أن يعاني قسوة التجربة التي عانيتها؟.
لا تفتح الصفحة القديمة
يا سيدي لا تفتح الصفحة القديمة فلقد انطوت بذكرياتها السعيدة والمريرة معا, والحاضر دائماً أقوى من الماضي, والحب الثاني يمكن أن يمحو الحب الأول بالفعل لأنه الواقع الحي , أما الآخر فهو الذكرى والخيال , ولا بأس بأن يعتز كل إنسان بذكرياته..لكنه لا يستطيع أن يعيشها ويتعامل معها, واعتزاز الإنسان بحبه الأول هو في حقيقة الأمر اعتزازه بفترة غالية من صباه حين خفق قلبه لأول مره بالحب .. لكنه إذا انتهى لا يصبح سوى ذكرى .. ليس الأمر دائما كما يقول الشاعر “وما الحب إلا للحبيب الأول” .. وإنما هو في الواقع والحقيقة “للحبيب المخلص” الذي لا يتخلى عنا .. ولا يغدر بأحلامنا المشتركة جرياً وراء حساباته وطموحاته
فانفض عن نفسك التردد يا صديقي .. وابن عشك الجديد مع خطيبتك فهي تستحقك بإخلاصها لك وأنت تستحقها بما قدمت من كفاح ووفاء وإخلاص وأسعد بأيامك وبما بين يديك فما بين يدك واقع وحقيقة .. أما “الآخر” فلقد علمتنا التجربة الأليمة أنه غير مأمون الجانب بدليل تفكيره في الغدر مرة أخرى بمن غدر بنا من قبل ليشاركه حياته.