الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

دعوى غريبة من الفتاة الحسناء ضد ابن خالتها

الأحد 30/يناير/2022 - 06:25 م
هير نيوز

فجأة، يدوي صوت صرخة في أحد شوارع الشرقية، يلتفت الجميع نحو مصدر الصرخة رغم الزحام والارتباك وعشوائية الحركة، فتاة رائعة الجمال ترقد وسط بركة من الدماء، يندفع الناس في اتجاه الحادث، كلما اقترب شخص أدرك حجم الحادث المروع، ثلاث سيارات لم تبق منها غير هياكلها في أحد الشوارع الجانبية بينما غابت الفتاة عن الوعي، يترك الجميع سياراتهم ويندفعون في محاولة لإنقاذ المجني عليها والفتك بقائد السيارة التي سببت الحادث، لكن قائد السيارة يفارق الحياة في لحظات خاطفة مع قائد سيارة أخرى، ويسارع أحد الأطباء إلى الفتاة فيجدها بلا حراك وإن كانت أنفاسها تتشبث بالحياة ودقات قلبها وترفض الموت السريع، تتعالى الصيحات وتتداخل الأصوات وتتجهم الملامح وإن كان الهدف واضحا للمتزاحمين، وهو ضرورة الابتعاد وفض الزحام عن مسرح الحادث بحثا عن نسمة هواء تمنع الاختناق عن المجني عليها فلا يزداد الطين بلة، ترتفع الأيادي تحمل الحسناء بدمائها إلى أعلى، نفتح باب سيارة، تندفع الأيادي بالمجني عليها إلى 'الكنبة' الخلفية للسيارة التي يجلس قائدها الشهم على مقعد القيادة، وفي لحظات يتسع الطريق وبشهامة مصرية ليست جديدة يفسح الجميع الشارع أمام السيارة لتسابق الريح إلى أحد المستشفيات الاستثمارية، داخل المستشفى كانت هالة محل اهتمام الجميع، ربما لأن أحدا لم يكن بجانبها، وربما لأن جمالها كان أكبر من أن يتجاهله أحد، فالمرأة الجميلة تفوز حتي لو كانت على أبواب غرفة العناية المركزة، تنجو هالة بما يشبه المعجزة، أيام وتغادر الانعاش إلى حجرة خاصة بعد أن استردت وعيها والتقطت أنفاسها وعادت اليها ذاكرتها.




أجهشت بالبكاء حينما فوجئت بالواقع المرير الذي تعيشه الآن، فمن الذي سيدفع نفقات العلاج والمستشفى؟ ولماذا تأخرت عنها شقيقتها فريدة كل هذا الوقت؟، وإلى أي حد سوف يتأثر جمالها بهذا الحادث الذي تكسرت معه عظامها؟، علامات استفهام كثيرة لم تكن تقل إيلاما عن آلام الإصابات المختلفة التي يئن منها جسدها ذو البشرة البيضاء الناعمة، لكن هالة تنتبه على يد حانية تلتف حول كتفيها ونبرات عطوفة تهمس لها: شدي حيلك يا هالة، حادثة تفوت ولا حد يموت، ترفع هالة بصرها إلى مصدر الصوت الذي جذبها من الشرود فتجد نفسها وجها لوجه أمام عمرو ابن خالتها، المليونير الثري الذي لم تهدأ لحظة واحدة طوال ست سنوات في الهجوم عليه، والإساءة إلى اسمه، وتشويه نجاحه، وإثارة الشائعات حوله، ويبدو أن عمرو شعر بما يدور في أعماق هالة، وأدرك ما تعانيه من خجل وكسوف، وندم، فاقترب منها أكثر وهو يطمئنها أنه سيظل الى جوارها ولن يتركها أبدا، ولم تعلق هالة، بل أطرقت برأسها إلى الأرض خجلا ثم راحت تحكي لعمرو عن قصة الشاب الذي أراد أن يورطها فنقلها إلى مستشفى استثماري لا تحتمل نفقاته، بل وظلت هالة تكيل الاتهامات للشاب المجهول وتقسم بأغلظ الإيمان أنه لابد وأن يكون من أفراد العائلة الحاقدين عليها وعلى أبيها وعلى أختها واراد أن يشمت فيها، لم يحتمل عمرو، مد يده يسد بها فم هالة ويمنعها من الانفعال ويرجوها ألا تظلم الناس كعادتها، ينصحها بأن تبحث عن هذا الشاب لتشكره، ويعدها بأنه سيسد شخصيا كل نفقات العلاج بالمستشفى، بل وكل ما تحتاجه في المستقبل، إلا أن هالة عادت إلى سيرتها القديمة وراحت تذكر ابن خالتها بأن والده هو الذي لفق لأبيها الاتهامات التي زجت به إلى السجن، وإن لم يكن والده فلابد أنه زوج خالتها الثانية، فالأسرة كلها كانت تحقد على أبيها الثري حتي تخلصوا منه بسجنه الذي مات خلف أسواره العالية.



تبكي هالة ويهدئ عمرو من روعها وهو يقسم لها أن أحدا لم يظلم والدها، وأن أباها نفسه اعترف في المحكمة بكل الاتهامات المنسوبة إليه، وأن كبرياءها الظالم هو الذي جعلها تنفصل عن العائلة، وتحقد على الجميع، وتقطع علاقتها بالأسرة كبيرها وصغيرها حتى أختها فريدة التي نالها من حقد هالة ما جعلها تنعزل عنها وتخاصمها وتهرب من كل مكان يجمعها بها، بذل عمرو جهدا خارقا لتتوقف هالة عن بث سمومها التي تشوه جمالها وتفقدها ثقة الناس وتنتزع البركة من حياتها، وأخيرا صممت هالة بعد أن ناولها الطبيب قرصا مهدئا، أيام أخرى، وغادرت هالة المستشفى بعد أن سدد عمرو كل الفواتير، لكنها لم تذهب لتشكره، بل ذهب إليها عمرو يطمئن عليها ويعرض عليها أن تعمل في شركته في أي منصب تختاره، لكن البركان داخل هالة يتفجر وتتناثر الحمم الملتهبة في وجه عمرو حينما تصيح هالة في وجهه بأنها لا تقبل عطفا من أحد، وأن والدها كان أبرز أفراد العائلة وأكثرهم ثراء، كالعادة يصمت عمرو حتى يهدأ البركان ثم ينسحب في هدوء ويأس تاركا خلفه أكبر باقة ورد يهديها إنسان إلى إنسان، لكن هيهات ان يدرك القلب الأسود لغة الزهور.




يمر عامان ينشغل فيهما بأعماله وصفقاته وصدقاته على الفقراء والمساكين، لكنه كان حريصا علي الاطمئنان شهرا بعد آخر على أن المرتب الشهري يصل إلى بيت هالة بعد أن تفاقمت إصابتها فأعجزتها عن العمل والحركة ولزمت الفراش في بيتها، يات يوم تقع المفاجأت التي لم يتوقعها عمرو، همسوا في أذنيه بأن هالة تشيع في كل مكان ان ابن خالتها يتاجر في الهيروين، ترك عمرو مشاغله وأعبائه وهرول إلى بيت هالة ومعه الشخص الذي سمع من هالة اتهامها لابن خالتها، صعد عمرو وحده وراح يعاتبها، لكن هالة أنكرت، نزل عمرو وعاد ومعه الشخص الذي راح يواجه هالة بما قالت فانفلتت أعصابها وطردت الاثنين من بيتها ثم راحت تبكي وهي تلعن المرتب الشهري الذي يعطف عليها به ابن خالتها وتعلن رفضها له، وأمام نصائح كل المحيطين بعمرو يأمر بوقف المرتب الشهري، لكن صحة هالة تسوء يوما بعد يوم، ويزداد عجزها، تزورها فريدة أخيرا وتطلب منها أن تعتذر لعمرو لان فريدة نفسها لا تملك جنيها واحدا يمكن أن تساعدها به، لكن هالة تقسم أنها ستأخذ من عمرو حقها، وأنها سوف تجبره على دفع نفقتها شرعا، وأقامت دعوى أمام محكمة الأسرة بالشرقية باعتبارها قريبة قرابة رحم لابن خالتها الثري الذي تجب عليه نفقتها شرعا.


اقرأ أيضًا..

قرار النيابة فى قضية الطالبة هايدي ضحية الابتزاز الإلكتروني في الشرقية


ads