سهام بعد إنذار الطاعة: كيد الرجال أعظم
بعد زواج دام عشر سنوات، أنجب الزوجان خلالها طفلين، ثم سافرا معا للعمل بدولة الكويت، وبعد مرور خمس سنوات دب بينهما الخلاف وهما مازالا خارج البلاد، وفوجئت الزوجة بأن زوجها ينذرها بالدخول في طاعته بمسكن في القاهرة وتحديدا فى مدينة نصر، وهما ما زالا معَا خارج مصر، لجأت الزوجة سهام.م للقضاء، وقدمت دعوى اعتراض على إنذار الطاعة.
بداية القصة
قالت سهام في دعواها، إنها تقيم مع زوجها وولديها بدولة الكويت منذ أكثر من خمس
سنوات، وإنها فوجئت بزوجها يطلبها للطاعة
بمسكن في القاهرة بما يخالف الواقع.
وقامت محكمة الدرجة الأولي بالتحقيق؛ حيث تبين من أوراق الدعوى أن الزوج والزوجة
يقيمان بدولة الكويت، وأن الإنذار تضمن دعوة الزوجة بالإقامة بمنزل الزوجية
الكائن بمدينة نصر؛ لهذا قضت محكمة الدرجة الاولى، ببطلان إنذار الطاعة، واعتباره كأن لم يكن، استأنف الزوج الحكم، وطلب إلغاءه،
والقضاء يرفض اعتراض الزوجة على إنذار الطاعة، على
أساس أن حكم أول درجة أخطأ في تطبيق القانون كقضائه ببطلان إنذار الطاعة مما يوجب إلغاءه، والقضاء له بدخول زوجته في طاعته بمسكن
الزوجية المحدد في الإنذار بالقاهرة.
اقرأ أيضًا..
مأساة.. عريسها فارق الحياة فتزوجت والده هربًا من الشائعات
الاستئناف من الجهة القانونية
قالت المحكمة إنه بالنسبة لموضوع الاستئناف فإنه
من المقرر قانونا، أنه يجب على المحكمة عند نظر دعوى الاعتراض
على إنذار الطاعة أن تعرض الصلح على الزوجين، وتتدخل لإنهاء النزاع بينهما صلحًا؛ لأن هذا الأمر يتعلق
بالنظام العام، وأفعاله يترتب عليه بطلان الحكم؛ ولهذا فإن الاستئناف تقضي بإلغاء
الحكم ببطلانه.
كما أنه قد ثبت من شهادة مصلحة وثائق السفر
والهجرة والجنسية أن الزوج سافر إلى دولة الكويت ثم عاد للقاهرة ثم سافر
إلى دولة الكويت، ولم يستدل على ما يفيد عودته لمصر، ولم يقدم الزوج أي مستند يفيد وجوده أو اقامته بجمهورية مصر العربية؛ الأمر
الذي تستخلص منه المحكمة أن الزوج قد وجه إنذارا
لزوجته يطلب دخولها في طاعته في مسكنه بالقاهرة لا يقيم هو به، وأنه
مازال مقيما بدولة الكويت، الأمر الذي يكون معه الزوج يكيد لزوجته بطلب دخولها الطاعة في مسكن لا يقيم به، ومن ثم تقضي المحكمة
بعدم الاعتداد بإنذار الطاعة، واعتباره كأن لم يكن، ورفض استئناف الزوج.
كيد الرجال أعظم
في النهاية غمرت الزوجة السعادة والفرحة وشعرت
أن المحكمة أعادت حقها وقالت: يضربون المثل بكيد النساء لكن كيد الرجال أعظم.