الأشغال الشاقة نهاية الزوج الطماع.. القصة كاملة
وقع عليه الخبر كالصاعقة دون أي مقدمات، ماتت صفية الشقيقة الوحيدة لزوجته والتي لم تنجب أطفالا من زوجها والميراث الذي تقاسمته مع زوجته سينتقل معظمه إلى زوجها، أما زوجته هو فلن تحصل إلا على الفتات من هذا الميراث الذي لو حصلت عليه زوجته بمفردها لحقق أمنية حياته في أستكمال الطوابق الأخيرة من العمارة التي يبنيها، جلس هو وزوجته غارقين في أحزانهما خاصة الزوجة الحزينة على وفاة شقيقتها الوحيدة في ريعان شبابها بينما حزنه كان على نصف الميراث الذي آل إليها من والدها وأخيرا يؤول إلى عديله، فهل يقف مكتوف اليدين أمام الكارثة التي أوشكت أن تحل به؟
الطمع
ونظرا لعدم وجود أطفال لدى الراحلة فقد كانت تعتبر أولاد أختها في حكم أولادها وتعطيهم الكثير من دخلها، أما بعد وفاتها فمن المؤكد أن زوجها لن يعطيهم أي شيء وأخذ عصام يضرب أخماسا في أسداس بينما زوجته تستعد للذهاب إلى منزل أختها المتوفاة للمشاركة في الجنازة وعثر عصام على الحل الذي يستطيع عن طريقه الاحتفاظ بكامل الميراث ووسوس به في أذن زوجته، هل تترك أملاك والدها تضيع ليعيش زوج شقيقتها المتوفاة في هناء ونعيم، لا بد أنه سيتزوج غيرها بعد أيام الحداد مباشرة وهيهات أن يتركاه ليهنأ بفعلته، وأفصح عصام عما يفكر فيه لا بد أن الوفاة ليست طبيعية، هل نشبت مشاجراتهما المستمرة بسبب علاقاته النسائية وتهديده لها بالزواج عليها ومعايرتها بأنها عاقر، لا بد أنه قتلها وسوف أتقدم ببلاغ إلى الشرطة أتهم فيه الزوج بقتلها وأطالب بتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة التي جاءت بغتة دون أي أمراض أو مقدمات.
متهم بقتل زوجته
ولم تجد الزوجة بدا من الانصياع لاقتراح زوجها، وفوجئ محمود الأرمل الحزين على وفاة زوجته بأنه
مطلوب في قسم الشرطة، صحيح أنه كان دائم الشجار مع رفيقة العمر
ولكنه كان يحبها من أعماق قلبه، حتى عندما تأكد أنها عاقر لم يفكر بصورة جدية في الزواج من أخرى وربما كان يهددها فقط في بعض الأحيان، ولكنه كان يعرف في قرارة نفسه أنه لن ينفذ
تهديداته مهما حدث، وعلاقاته النسائية المزعومة لم تكن سوى مجرد شائعات
مغرضة يضخمها عقل زوجته لشعورها بالنقص بسبب عدم الإنجاب، وازدادت المفاجأة عندما عرف محمود في قسم الشرطة أنه متهم بقتل زوجته
وان عديله عصام هو الذي تقدم بالبلاغ ضده
واتهمه بهذه التهمة الشنيعة، وعبثا حاول محمود إبعاد التهمة عن
نفسه وتمت إحالته إلى النيابة التي قررت حبسه على ذمة التحقيق وندبت الطبيب الشرعي لتشريح جثة المتوفاة ولعدة مرات تم تجديد حبس
محمود على ذمة التحقيق حتى جاء تقرير
الطبيب الشرعي، وأكد أن الوفاه طبيعية بسبب مرض بالقلب ولا توجد أي شبهة جنائية وراء الوفاة.
اقرأ أيضًا..
صفاء: طلقوني من زوجي المريض.. والمحكمة ترفض لهذه الأسباب
الانتقام
بالطبع لم يفاجأ محمود بنتيجة التشريح فقد كان متأكدا أن الوفاة طبيعية ولكن الأيام والليالي الطويلة التي أمضاها
في السجن دون أي ذنب اقترفه جعلته يقرر
الانتقام من عديله بعد أن عرف أنه وراء هذا الاتهام الملفق بقصد حرمانه من الميراث، وصمم على أن يدخله السجن ليذوق العذاب الذي
ذاقه، وبعد خروج محمود من الحبس بأيام قليلة توجه إلى مكتب محام كبير وكلفه
بإقامة دعوى بلاغ كاذب ضد عديله عصام وأخبره
المحامي بأن القضية شبه مضمونة وأن عديله سوف يدخل السجن حتما، خاصة أن
القرار الذي أصدرته النيابة بحفظ التحقيق في اتهامه بقتل زوجته تضمن علاوة على تقرير الطبيب الشرعي تحريات المباحث التي أكدت أن المبلغ
لفق الاتهام للتخلص منه والاستئثار
بالميراث.
قتل الزوج
ووصل إعلان قضية البلاغ الكاذب إلى عصام، وبعد استشارة أحد المحامين من أقاربه عرف أنه معرض بدرجة كبيرة لدخول السجن، وأن الحل الوحيد أمامه هو الحصول على تنازل من محمود، ووسّط عصام عددًا كبيرًا من أقاربه لإقناع محمود بالتنازل دون جدوى، فقد أعلن محمود صراحة أنه لن يهدأ له بال حتى يدخل عصام السجن عقابًا له على اتهامه الكاذب، وكلما اقترب موعد نظر القضية كان خوف عصام من شبح السجن يزداد حتى بدأت الكوابيس تهاجمه بصورة شبه يومية وجميعها تدور حول معنى واحد يتمثل في حياته الكئيبة داخل السجن، وقرر عصام أن يلجأ إلى حل نهائي لمشكلته يضرب به عصفورين بحجر واحد، فلو مات محمود فإن شبح السجن سيبتعد عنه، كما أن الميراث ممكن أن يعود إلى زوجته وخاصة المحل التجاري الكبير الذي تركه حماه وظل شركة بين الأختين، وأعد عصام الخطة المحكمة لتنفيذ الجريمة بعد طول تفكير وانتظر محمود أثناء مروره بسيارته في طريقه المعتاد إلى منزله وبمجرد أن شاهده يقترب بالسيارة اعترض طريقة، وتوقف محمود وهو يعتقد أن عصام سيطلب منه مرة أخرى أن يتنازل عن قضية البلاغ الكاذب، وأخرج عصام مسدسه من جيبه وأطلق ثلاث رصاصات أردت محمود صريعًا بعد إصابته في رأسه وبطنه وظهره، وأسرع عصام إلى منزله واستبدل ملابسه الملوثة بالدماء وأخبر زوجته بما حدث وطلب منها سرعة غسيل الملابس لإزالة آثار الدماء منها.
الأشغال الشاقة المؤبدة
تم العثور على جثة المجني عليه وأُبلغت الشرطة بالجريمة وتوصلت التحريات إلى القاتل وتم إلقاء القبض عليه، وأثناء التحقيق الذي
أجرته النيابة اعترفت زوجته بأنه عاد إلى
المنزل وملابسه ملوثة بالدماء وأخبرها بقتله لعديله وطلب منها غسل
الملابس، وقررت النيابة حبس عصام وإحالته إلى محكمة جنايات شمال القاهرة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ورغم عدول زوجته عن شهادتها
أمام المحكمة فقد قضت بالأشغال الشاقة 15
سنة بعد أن راعت في حكمها الظروف التي أحاطت بالجريمة.