معاناة نهى: الأول ضعيف الشخصية والثاني يريدني خادمة
شردت نهى بذهنها بعيدا، قبل أن تحكي حكايتها قائلة، سألتني صديقتي: 'لماذا طلقني زوجي'؟ كان السؤال بمثابة طلقة نارية أطاحت بعقلي، ليس لعجزي عن الإجابة عليه وإنما لأنها دفعتني إلى ذكريات أليمه كنت أحاول نسيانها على مدى عشرين سنة، لكنني في الحقيقة فشلت في دفن هذه الذكريات، والآن عليّ أن أعيد فتح ملف حياتي من جديد، وجدتها فرصة لكي أصارح نفسي بالحقيقة، حقيقة امرأة دفعها تسلطها وجبروتها إلى انهيار بيت كان نواة لأسرة صغيرة وسعيدة.
سكت قليلا عن الكلام، كنت خلالها أحاول أن أختار البداية للإجابة على هذا السؤال لكنني وجدتني أقول ودون ترتيب للأحداث: أكبر خطأ تقع
فيه المرأة عندما تندفع في لحظة غضب يساعدها في هذا غرورها وتطلب من
زوجها الطلاق زاعمة أنها لا تطيق العيش معه تحت
سقف بيت واحد، هذا ما فعلته مع زوجي الذي أسأت فهمه، ظننته ضعيف الشخصية وظننت في نفسي التسلط والجبروت، تحملني بدل المره
عشرات بل مئات المرات، وكان لابد في
النهاية وأن ينفجر البركان.
في لحظة غرور أخرى طلبت منه الطلاق، ولم أكتف
بهذا وإنما قلت له بكل صلف 'لو كنت راجل طلقني' ولم يكن أمامه إلا أن يثبت لي أنه رجل بالفعل فطلقني فأحسست بأن الأرض تميد من تحت قدمي،
سقطت علي الأرض مغشيا علي وعندما
أفقت اكتشفت أنه فات الأوان، نسيت أو ربما تناسيت أن عمري كان قد جاوز الخامسة والثلاثين، وعدت أجر أذيال الخيبة عائدة إلى بيت
أمي أحمل لقب امرأة مطلقة، ومرت السنوات
حتى تعدى عمري الخامسة والخمسين وأصبحت مثالا سيئا يضرب بي المثل للاستفادة
من دروسه، ونظرت في عين صديقتي فوجدتها تنصت باهتمام، فجاء دوري لأسألها: 'لماذا تسألينني هذا السؤال بعد مرور كل هذه السنوات'؟ فانتفضت قائمة وأجابتني وهي تغادر شقتي قائلة: 'لكي استفاد من هذه الدروس
وآخذ منها العبرة وأتعلم كيف أحافظ على زوجي
وبيتي وأقهر الغرور الذي لو أصاب امرأة لدفعت الثمن غاليا أسرتها
وحياتها'.. بصراحة مش عايزة اتطلق.
هنا استشطت غضبا وندمت كثيرا على عمري الذي أضعته، وبدأت أفكر فى
الزواج مرة أخرى، خاصة وأن هناك يتقدمون للزواج مني، كبار فى السن، مر أسبوع وتقدم
رجل مسن فى نهاية العقد السابع من العمر للزواج منها ووافقت نهى، وتركت طفليها
لزوجها، وعاشت مع زوجها الجديد ولكن لم تسترح معه حيث أنه يريد خادمة وليست زوجة،
فطلبت الطلاق لكنه رفض حتى لا يعطيها حقوقها، فقامت بإقامة دعوى طلاق من زوجها
الثاني وبالفعل حصلت على كافة حقوقها، وأخذت قرارا بعدم الزواج مرة أخرى واعتزلت الرجال.
اقرأ أيضًا..