بيسي كولمان.. أول إفريقية تقود طائرة في أمريكا
في صيف عام 1922، كان النهارُ مشمسًا بمطار نيويورك، وكانت تحلق طائرة بمحرك بنز بقوة 220 حصانًا تحت قيادة بيسي كولمان، أول امرأة أمريكية من أصل إفريقي كقائدة برتبة طيار..
بيسي كولمان أول امرأة من أصل إفريقي
قد يعتقد البعض أنه لا يوجد شيء مميز في قيادة الطائرات،
إلا أن هذا الطيار الذي كان "امرأة"، كان شيئًا ضخمًا في ذلك الوقت؛ حيث
كانت هذه أول امرأة أمريكية من أصل إفريقي تقود طائرة.
في تلك الأوقات، كان الأمريكيون من أصل إفريقي لا
يزالون يعانون من الفصل العنصري، ولكن بيسي كولمان، كانت تتمتع بالجرأة وأصرت على
تحقيق حلمها.
ولدت بيسي، وهي الطفلة العاشرة لعائلة تعيش في ريف
شمال تكساس في 26 يناير 1892. وعملت عائلتها بأكملها في حقول القطن، ولكنها كانت شغوفة
بتعليم نفسها حول محركات السيارات.
أحلام حققتها بيسي كولمان
كان من أعظم أهداف بيسي كولمان، رفع مستوى تعليمها
والتسجيل في إحدى الجامعات، لذلك عملت في مغسلة لدفع الرسوم الدراسية. ولسوء الحظ،
فشلت في تجاوز الفصل الدراسي الأول في جامعة لانغستون في أوكلاهوما.
عملت بيسي، على تخطي كافة العقبات، وتعلمت مهارة
العمل بمجال تجميل الأظافر، ووفرت لنفسها منزلا رائعا، وعندما بدأت الحرب العالمية
الأولى، بدأ إهتمامها بالطائرات.
بدأت تطرق أبواب مدارس الطيران في أمريكا، لكنهم
رفضوها واحدة تلو الأخرى. ولحسن الحظ، كانت سماء فرنسا مفتوحة للفتاة، التي وصلت
إلى فرنسا ودرست بمدرسة طيران في لو كروتوي.
اقرأ أيضًا..
الدكتورة نادرة العلواني.. أول عالمة في مجال البترول بأرامكو
الأنثى الوحيدة والأمريكية الأولى في فصلها
كانت بيسي، الأنثى الوحيدة والأمريكية من أصل إفريقي الوحيدة في فصلها. علاوة على ذلك، كان عليها أن تمشي كل يوم تسعة أميال
للوصول إلى المطار؛ لأنها لا تستطيع تحمل تكاليف النقل من منزلها.
أنهت الدورة التي استمرت عشرة أشهر في سبعة أشهر،
وحصلت على رخصة طيار من الاتحاد الدولي للطيران قبل عامين من حصول إيميليا إيرهارت
على الرخصة الدولية.
بالعودة إلى أمريكا، واجهت الرفض مرة أخرى، ورفض
قسم الطيران التجاري توظيفها ولم يوافق على تدريبها على أداء مناورات جوية متقدمة
في طائرة. فعادت إلى أوروبا وحققت نجاحًا أحدث ضجة كبيرة بالصحف.
موت مفاجئ
صُدم الجمهور الأمريكي بموت بيسي المفاجئ عام 1926، خلال استكشاف منطقة لموقع
قفزة بالمظلة، فقدت السيطرة على الطائرة بسبب عدم انتظام المحرك، وسقطت من ارتفاع
3500 قدم.