رحلة الحب والمخدرات بين روميو وجوليت تنتهي بـ 15 سنة سجنًا
منذ نعومة أظافره، بدت عليه علامات عشقه للجريمة، ظروف عديدة ساهمت في تشكيل شخصيته، دفعته إلى طريق الجريمة بداية من السرقات، وعندما ذاع صيته وأصبح اسمه معروفًا لدى رجال المباحث بالإسكندرية، ومطاردًا منهم، شد الرحال إلى مدينة البحيرة ليواصل رحلته مع الجريمة، ورغم نجاحه في تنفيذ أكثر من صفقة مخدرات، إلا أنه سرعان ما كشف رجال المباحث وجهه الحقيقي، تم القبض عليه مع زوجته التي شاركته تجارة السموم، لينتهي بهما القطار إلى آخر محطة؛ السجن.
البداية
البداية
كانت داخل حواري وأزقة حي كرموز الشعبي بالإسكندريةp حيث بدأ الطفل 'حمادة' يفتح
عينيه على الحياة، يعيش مع أسرته الفقيرة، لم يكمل مسيرته في التعليم لأسباب خارجة
عن إرادته، أهمها الظروف المادية الصعبة التي تعانيها الأسرة وعدم اكتراثها بالطفل،
أما هو فقد استأثر حياة التسكع في الشوارع وممارسة الشقاوة مع أقرانه الذين أدارت
لهم الدنيا ظهرها، أو تخلى عنهم أولياء أمورهم بعد أن قست قلوبهم.
اقرأ أيضًا..
زوجة للمحكمة: زوجي ألقاني من البلكونة ويهدد بإحراقي
فنون التشرد
في هذه
الحياة، تعلم 'حمادة فنون التشرد التي نستطيع أن نشبهها بأنها البوابة الحقيقية إلى
عالم الجريمة، الولد الشقي، تلقى أول درس من أصدقاء السوء، علموه النشل والسرقة، كان
يعتبرها هواية بريئة مثل لعب الكرة، وكلما نجح في تنفيذ جريمة جديدة زاد طموحه
وتعلقه بهوايته الإجرامية، لم يفق من هذا الوهم إلا عندما سقط في قبضة رجال مباحث
الإسكندرية أكثر من مرة.
طريق المخدرات
هنا، عرف
حمادة حقيقته مع الهواية التي اغتالته نفسيًّا، عرف أن اسمه تم تسجيله في كشوف
الخارجين عن القانون، اعتقد حمادة أنه لن يستطيع الهرب من هذا العالم والعودة إلى
حياة البراءة، كل الأبواب كانت موصدة في وجهه، في نفس الوقت ضاق من مطاردات رجال
مباحث الإسكندرية له، فكر في حل يبعده عن المطاردات، ويمكنه من مواصلة رحلته مع
الجريمة، خاصة مجال الإتجار بالمخدرات الذي قطع فيه شوطًا كبيرًا وعرف أسراره
وأساليب الغوص في بحره العميق.
أحلام بلا حدود
اختار حمادة البحيرة ليكمل على أرضها ما تبقى له من العمر، حكايات كثيرة وقصص مثيرة سمعها من أصدقائه، كانت كافية لإقناعه أنه يستطيع تحقيق أحلامه كلها بسهولة، وبدأ رحلته الجديدة في البحيرة، لم يتردد، حمل حقائبه وسافر إلى البحيرة، كان حريصًا في البداية على التعرف على جو المدينة وعادات ناسها، بالفعل لم يجد حمادة صعوبة في التعرف على عدد كبير من متعاطي المخدرات، بدأت الفلوس تعرف طريقها لجيوبه، وارتبط بفتاة هناك، على قدر كبير من الجمال، وبعد أكثر من جلسة تعارف جمعتهما معًا، طلب منها الزواج ووافقت، إلا أنها تصادفها ظروف صعبة، لم يكن معها المال الذي يساعدها على تحقيق حلمها رغم أنها التحقت بوظيفة بسيطة لكن الدخل لم يكف مصروفاتها، ولم يرضِ طموحاتها، أدرك حمادة أنه وضع يده على أداة جديدة تساعد فى تجارته المحرمة، فهي من ناحية تتعاطى المخدرات منهم، وفي نفس الوقت تستطيع جلب زبائن له بسهولة لشراء السموم، عرض عليها أن تعمل معه في تجارته، رحبت، وسط الطموحات الشيطانية دب الحب في قلبيهما، تزوجا، بمرور الوقت تأكد حمادة أن سعر المخدرات أخذ يرتفع جدا، وبدأت زوجته في المهمة بالتنقلات بين المحافظتين بسهولة على أساس أنها لن تكون محل شك عند رجال المباحث؛ لكونها صاحبة سجل جنائي نظيف، ونجح الزوجان في جلب كميات من المخدرات من الإسكندرية وتوزيعها على المدمنين في البحيرة، حتى وردت معلومات إلى رجال المباحث بتجارة زوج وزوجته في المخدرات ما بين الإسكندرية والبحيرة.
النهاية الطبيعية
بالفعل تم ضبطهما، وبتفتيشها تم ضبط كمية من مخدر
الحشيش تزن نصف كيلو ومبلغ مالي كبير، نزلت المفاجأة على الزوجين كالصاعقة، خاصة
والضباط يقتادوهما إلى مكتب رئيس المباحث وبحوزتهما المضبوطات، أحيلا بعدها إلى
نيابة الغردقة.. وباشر معهما التحقيق وكيل النيابة الذي أمر بحبسهما على ذمة
التحقيق، وإحالتهما إلى المحاكمة، وأصدرت المحكمة حكمها بحبسهما 15 سنة سجنًا.