سيدة أعمال لـ"هير نيوز": عانيت من معوقات كثيرة أصعبها غيرة الرجال
_ دائما أطور من نفسى وأتجنب الأخطاء بالتعلم من تجاربي
_ اختياري لقطاع الملابس جاء عن طريق الصدفة
_ المرأة لابد أن يكون لها ذمة مالية مستقلة وأنصحها بالجد والاجتهاد
نموذج مشرف فى الاجتهاد والعمل وتحقيق النجاح، دخلت سوق العمل وهى طالبة جامعية، حققت نجاحات لشركة المعارض التى كنت تعمل بها، تم تصعيدها لوظائف أكبر، نجحت فى تأسيس شركة خاصة بها فى مجال الملابس، كان سلاحها فى ذلك العلم والتعلم والتدريب المستمر، إنها ا. سماح هيكل، رئيس مجلس إدارة شركة إيجي فاشون لتصدير الملابس الجاهزة، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية بالاتحاد العام للغرف التجارية، التقت بها "هير نيوز" فى حوار مهم، وهذا نصه:
•كيف بدأت حياتك العملية ؟
بدأت حياتي العملية وأنا لم أتجاوز سن ١٨ عامًا، تحديدًا في الفرقة الأولى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، عندما شجعتني أسرتي بالانضمام للعمل التطوعي في مجال "الشباب والبيئة"، وكنت في هذه الفترة أمثل مصر في مؤتمرات عدة تتبع هيئات ومؤسسات دولية، كما أني سافرت خارج مصر لعدة مرات ممثلةً لمصر في كثير من المحافل الدولية.
ثم جاءتني بالصدفة فرصة للعمل بنظام الـ"بارت تايم"، أو نظام العمل بعدد ساعات محدد وذلك لأني طالبة، فبدأت العمل في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات، وكانت فرصة عظيمة بالنسبة لي لأحقق بعض أحلامي الصغيرة في تلك الفترة، مما ساعدني على أن يكون لي شخصية قوية وناجحة يعتمد عليها.
كما أني تفوقت في عملي بشكل كبير، فنلت رضاء رؤسائي، الذين صعدوني في عملي من خلال الترقيات، وأنا لا أزال طالبة جامعية صغيرة السن، لأني أثبتُ قدراتي في العمل، فحققت أهداف الشركة في تلك الفترة التي كنت أعمل فيها.
• من الذي شجعك على أن تكون حياتك بهذا الشكل ؟
•وماذا عن دراستك ؟
على الرغم من العمل بجانب الدراسة، فإنني كنت متفوقة جدًا ولم أقصر في دراستي أو استذكار دروسي، حيث كنت أحصل على الدورات التدريبية الخاصة بكلية الإعلام في مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، حيث أن ذلك كان الشق العملي لتخصصي.
وحصلت على كورسات في العلوم المتقدمة بالحوسبة، واللغتين الإنجليزية والفرنسية، وواظبت على عمل ذلك لأن دراستي تعتمد على هاتين اللغتين بشكل أساسي، بالإضافة إلى كورسات تدريبية متخصصة في إعداد المذيعين.
•كيف استثمرتين نجاحك في شركة تنظيم المعارض والمؤتمرات ؟
أقمت شركة صغيرة خاصة بي في مجال التوريدات للفنادق وتوريدات يونيفورم ملابس للعاملين بمختلف القطاعات، التي من أجلها تركت عملي بشركة تنظيم المعارض، وتفرغت لها بشكل كامل، لأوظف خبراتي التي اكتسبتها في شركتي الخاصة، والحمد لله أثبت كفاءتي في قطاع الأعمال الخاص، والقدرة على إدارة المشروعات وتحقيق أهدافها.
•أمازلتِ تصقلين خبراتك بالدراسة الأكاديمية أم لم يعد الأمر مفيدًا بالنسبة لك ؟
لم أتوقف عن الدراسة حتي الآن، فمازلت أدرس ماجيستير الإعلام البيئي، والعلوم التربوية البيئية، من جامعة عين شمس، لحبي وشغفي بمجال البيئة، الذي ارتبط بجزء من تخصصي الدراسي في مجال الإعلام، وبعد ذلك قررت أن أدرس ما يفيدني في عملي الحالي، حيث أني أحضر رسالة الماجيستير في إدارة الأعمال بجامعة القاهرة، كما أني حصلت على دورات عديدة في الأوعية الادخارية، وإدارة الأزمات والبيئة من جامعات دولية.
•ما المعوقات التي واجهتيها أثناء بناء حياتك العملية وبعدها ؟
قابلت العديد من المعوقات، كان أصعبها طبعًا غيرة بعض الرجال لأنني كنت منافسة قوية لهم، وبالرغم من ذلك استطعت أن أثبت قدراتي، وأفرض وجودي كسيدة أعمال جميع الرجال بما فيهم أكبر مني سننًا ومقامًا.
•ما هي المقومات التي ساعدتك على فرض نجاحك واسمك في سوق العمل ؟
دائماً أطور من نفسي و"بشتغل على نفسي"، ولا أستكبر على التعلم فدائمًا أتعلم من المواقف التي تمر بي حتى لا أكرر أخطائي، وأتعلم من كل من حولي، وأتابع وضع الاقتصاد بشكل عام والمصري بشكل خاص، وأحلل جميع المظاهر الاقتصادية وأدرسها جيدًا، لأستفاد منها في تجارتي.
بالإضافة إلى أسلوب إدارة العمل، حيث أنني أتابع كل خطوات العمل بنفسي ولا أعتمد على أحد، بل وقد يصل الأمر إلى أنني أنفذها بنفسي.
•لماذا اخترت قطاع الملابس تحديدًا للعمل به ؟
لم أختر قطاع الملابس بل هو الذي اختارني، حيث أن الأمر جاء عن طريق الصدفة، عندما كنت أنظم معارض ومؤتمرات لقطاع الملابس، فكونت عدة معلومات عنه، بالإضافة إلى اكتسابي أثناء تنظيم المعارض العديد من الخبرات، التي ساعدتني على أن أشق طريقي في هذا القطاع.
•ما الأشياء التي حرمتك منها حياتك العملية ؟
إنني أحب عملي جدًا، وأحب نفسي بنفس القدر، وكوني سيدة أعمال لم يمنعني ذلك من أن يكون لي حياة اجتماعية ناجحة، فلقد استطعت أن أخلق توافق بين حياتي الخاصة والعملية بشكل كبير، وكانت حياتي الخاصة هي الأهم ولها الأولوية الأولى لأني كنت أرعى أمي رحمة الله عليها، وعملي لم يجعلني أقصر في يوم من الأيام في حقها، إلا أنني أتأخر إلى حد ما في إنجاز بعض أمور عملي بسبب مرض والدتي، لأنني كنت ملازمة لها طوال الوقت.
كما أنني أخرج للتنزه مع أهلي وأصدقائي، وأحضر معهم جميع المناسبات الاجتماعية والحفلات، وأسافر للتنزه، كما أنني أمارس الرياضة بشكل دائم.
•ما النصائح التي تقدميها للسيدات ليستطعن أن يحذون حذوك ؟
أنصح السيدات بأن يعملن بجد واجتهاد وأن يبذلن ما يستطعن من مجهود لتحسين أوضاعهن وشق طريقهن في حياتهن العملية الخاصة، وعليهن ألا يترددن أثناء سيرهن في هذا الطريق الطويل المليئ بالعقبات لأن العمل حياة، فالمرأة لابد وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة، فهي لا تعلم ماذا سوف يحدث غدًا، فلا أحد يستطيع معرفة الغيبيات، إلا أن العمل للمرأة سيساعدها ويساندها في الحياة وتحديدًا حياتها العائلية، كما أن العمل للمرأة ينمي ويطور فكرها ويقوم الشخصية ويغير السلوكيات من سلبية لإيجابية.