العقاب لن يبني قناعات طفلك.. وهذا هو البديل
قالت
الدكتورة هايدي المصري؛ الأخصائية النفسية: إن الطفل الذي يتصرف بشكل لائق لأنه يخاف العقاب مختلف تمامًا عن الطفل الذي يتصرف بشكل لائق؛ لأنه مقتنع بهذا السلوك، وإن كان كلاهما يفعل نفس الفعل الظاهر.
وأوضحت الدكتورة هايدي أن الطفل الأول قد لا يستمرّ سلوكه الحسن إذا غاب معاقبه، وهو ما يختلف عند
الثاني الذي سيتبنى السلوك الحسن وسيفتخر به طوال حياته.
لا تجعلي السلوك الظاهر هدفك
وأكدت الدكتورة هايدي أنه لأجل هذا السبب يجب على كل مربٍّ ألا يجعل السلوك الظاهر هدفه الوحيد، بل عليه أن يجتهد لغرس القناعات، وهذا لا يكون إلا
باحترام عقل الطفل والحوار معه وتقوية العلاقة به وعلى مدار اليوم وفي كل وقت على مدى
سنوات.
العقوبات لا تبني قناعات
وكشفت الأخصائية النفسية أن العقوبات بكل أنواعها لا يمكن أن تبني قناعات أحد، فهي ليست
من أدوات المربي الذي يربي على المدى البعيد، وإن كنتِ تعتقدين أن العقوبات ضرورية فلا
تفرحي بفعل طفل يحسن التصرف خوفًا منك، فسيفعل ما يقتنع به إذا غبت أو غابت عقوباتك.
إجراءات سريعة للتعامل مع سلوكياتهم المزعجة
وبينت الأخصائية النفسية، أن هناك إجراءات سريعة في تربية أطفالنا والتعامل مع سلوكياتهم المزعجة؛ إذ النظرة والتجاهل والصمت والتنبيه بالكلام المباشر أحيانًا وبالتلميح أحيانًا، وكذلك وضع القوانين وتطبيقها بحزم وهدوء كلها إجراءات صحيحة؛ وحتى تكون مفيدة لا بد من وجود رصيد عالٍ من الحب والعلاقة الجيدة والحوار والاحترام المتبادل.
واختتمت الدكتورة هايدي حديثها: "إن كنتِ مقتنعة بأن العقوبات ضرورية
فلا تجعليها تسيّر حياة أبنائك أو طلابك ولا تجعليها الأسلوب الوحيد الفريد الذي لا تملكين غيره فتتحولي إلى آلة تهديد لا يصدر عنها إلا الوعيد، واهتمي بإقناعهم، وتذكري أن القناعات
لا تصل إلى أحد في يوم وليلة بل تحتاج إلى وقت طويل وأساليب مباشرة وغير مباشرة كالقدوة
والقصة واللعبة وغيرها".
اقرأ أيضًا..