حكاية فتاة قتلها «الحب الحرام»
الخميس 09/ديسمبر/2021 - 05:43 م
محمد علي
نشأت "ه.م"، 36 سنة، فى أسرة بسيطة الحال، عملت فى شركة خاصة، لمساعدة أسرتها على أعباء الحياة، هي فتاة هادئة الطباع، لكنها كانت متعجلة وتسير وراء عواطفها، علاقاتها بزميلاتها وأهلها جيدة، كل يوم كانت تخرج إلى عملها صباحا وفى أحد الأيام دخل شخص عليها مبتسما يسألها عن عيادة طبيب فى نفس العمارة، ودلته عليها، خرج الشاب ثم عاد مرة ثانية، وطلب منها أن تأتى معه لتصف له المكان، وهنا دار حديث بينهما وضحكت له، فأخذ تليفونها للتعارف، ومر المشهد وعاد الشاب إلى منزله، وكذلك الفتاة التي لم تنسى هذا الشاب الوسيم.
فوجئت بتليفونها يرن، ولمحت اسم "إ.س" ذلك الشاب الذي تعرف عليها اليوم على شاشة تليفونها، أعجبت به، لمحت فى ضحكاته وابتسامته الخفيفة أنها بإمكانها أن توقعه فى مصيدة حبها، غازلها بكلمات جميلة، أثارت عواطفها وأحاسيسها، مع كل كلمة كان يقولها الشاب كانت الفتاة تزداد فيه حبا وشوقا وولعا.
اعتقدت أنه أعجب بها وسقط فى غرامها، والشاب يتحدث معها مجرد مداعبة وتسلية لوقته، حتى انتهت المكالمة وتكررت بعد ذلك كثيرا.
كان فى كل مرة يتبادلان فيها الكلام المعسول، وبدأت اللقاءات بينهما فى مقهى بوسط البلد.
أخذ الشيطان يلعب بعقل الشاب، وبدأ يخطط لاستدراج تلك الفتاة العاشقة للوهم، إلى شقته لقضاء يوم ممتع، وفى إحدى المقابلات بكافتيريا بوسط العاصمة، عرض عليها أن يكون اللقاء فى المرة القادمة فى شقته، ورغم تخوف الفتاة وترددها وعدم ردها صراحة عليه إلا أنها أومأت برأسها بإشارة تعنى موافقتها، وبالفعل اتصل بها بعد أن رتب الموعد والشقة، وأعطاها العنوان، وجاءت الفتاة ووجهها يحمل ملامح خوف مختلطة بابتسامة صفراء، فهى لأول مرة تضع نفسها فى هذا المشهد.
دخلت الفتاة، وكان الشاب قد أعد عصير وقام بشراء وجبة فاخرة، وجلسا يتحدثان وفى وسط الحوار، بدأ الشاب يتصرف بطريقة غير لائقة رفضت الفتاة فى البداية ما يفعله الشاب من تصرفات إلا أنه أمام إلحاحه ووعوده لها بالزواج، وحلم الجلوس فى "الكوشة" وهى تجلس عليها بدأ يسيطر على مخيلتها، وبالفعل سلمت نفسها للشاب المتهور، وقضت معه فى هذا اليوم وقتا جميلا تحت عزف الشيطان لسيمفونية ضاع فيها الشرف وسلمت الفتاة للشاب أعز ما تملك.
وخرجت فى هذا اليوم وهى منكسة الرأس، غير سعيدة تشعر أنها ارتكبت جريمة كبرى بإغضاب ربها من ناحية، وتفريطها بأعز ما تملك من جانب آخر، وتخوفها من عدم تنفيذ وعده لها بالزواج.
أفكار وهواجس بدأت تقتحم خيالها كانت فى غنى عنها إذا لم تسلم نفسها له، لكن الشيطان لعب بعقلها وسقطت فى الرذيلة.
مرت الأيام وتناست الفتاة ما حدث، ولم يعد الشاب مهتما بلقائها فهو أخذ ما يريد، لكنه فقط يتصل بها حينما يريد الاستمتاع وتسلية وقته، وكانت فى كل مرة تطالبه بالزواج لكنه كان يرفض وفى إحدى الأيام شعرت "ه.م" بألم بين أحشائها وقيء، وتزداد تلك الأعراض يوما بعد الآخر، ذهبت للطبيب فأبلغها أنها حامل.
خرجت من عيادة الطبيب منهارة لا تعلم ماذا تفعل؟.. اتصلت بحبيبها، وشرحت له تفاصيل زيارتها للطبيب، التقى بها الشاب وأبلغها أنه لن يتمكن من الزواج منها فى الوقت الحالى نظرا لظروف يمر بها داخل أسرته وسوف تهدد زواجه إذا ما تكلم مع والده وظل يتهرب، إلى أن عرض عليها الذهاب للطبيب لإجهاض الجنين، وبالفعل ذهبت معه لتنفيذ الفكرة، وحاول الطبيب إجهاضها وقام بفتح البطن وأعطاها محاليل، لكن الطبيب استشعر الخطر فى حالة ما تم الإجهاض فأبلغ الشاب الذي كان معه صديقتها وطلب منه أن يأخذها لاستحالة الإجهاض لخطورة الحالة، وكانت الفتاة تنزف، وأخذها الشاب إلا أنها سقطت على الأرض فور نزولها على سلم العقار الذي يوجد به عيادة الطبيب، وماتت فور سقوطها فقاموا بالتخلص من جثتها بالمقابر.
أبلغت أمها الشرطة بغياب ابنتها وبالفحص تم العثور على جثتها فى المقابر، وبالتحري والفحص تم التوصل لشاهدة رؤية وكشفت تفاصيل الجريمة وتم ضبط الشاب وصديقتها، وإحالتهما إلى النيابة التي قررت حبسهما وإحالتهما إلى المحكمة التي أصدرت حكمها بسجن الشاب 7 سنوات.
اقرأ أيضًا..