حياتك في خطر.. احترسي من فخ هذه الأدوية
بينما كانت تلهو عبر موقع "فيسبوك" وجدت "سعاد" عشرات من الصفحات الخاصة بترويج الأدوية، وخصومات تصل لـ50%، لم تتردد في الاتصال سريعًا على الأرقام المعلنة حتى تتواصل مع أحد المندوبين وأحضر له الدواء الخاص بعلاج القولون.
تذكرة سفر لدار الآخرة
مع مرور الأيام لم تشعر بأي تحسن؛ مما دفعها لعرض الدواء على أحد الأطباء،
والذي أخبرها أن هذا الدواء فاسد وكثرة التناول منه سيزيد من المضاعفات، مؤكدًا أن جميع الأدوية الإلكترونية
تعد بمثابة "تذكرة سفر لدار الآخرة".
حال سعاد، لا يختلف كثيرًا عن غيرها من السيدات اللاتي بحثن عن خصومات خاصة
على الأدوية العلاجية ذات القيمة العالية؛ الأمر الذي حذر منه التجمع الصيدلي
المصري ولجنة التعليم المستمر بنقابة الصيادلة.
المرتبة السادسة عشرة عالميًّا
احتلت مصر المرتبة السادسة عشرة عالميًا في قائمة الدول الأكثر استخدامًا
لمواقع التواصل الاجتماعي بمتوسط زمني يصل إلى ساعتين و38 دقيقة يوميًّا خلال شهر
يوليو الماضي، وفقًا للإحصائيات الصادرة عن "we are social" التابعة لمؤسسة الأبحاث التسويقية "Hootsuite".
حقائق عديدة كشفها الجهاز القومي لتنظيم
الاتصالات، حول مستخدمي السوشيال ميديا، وبحسب بيان صادر عنه، أكد أن عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر 2 مليون مستخدم، وخلال 60 دقيقة يسجلون حوالي 52 مليون زيارة، بحجم بيانات
مستهلكة 19 تيرابايت.
التجمع الصيدلي المصري: جميع الأدوية الإلكترونية مجهولة المصدر
وقال الدكتور مصطفي داوود، رئيس التجمع الصيدلي المصري ومنسق عام لجنة التعليم
المستمر بنقابة الصيادلة: إن جميع الأدوية الإلكترونية مجهولة المصدر، خاصة وأنها
مبنية على الغش التجاري من خلال شراء العلبة بينما المنتج لا يخضع لإشراف أي جهة
من وزارة الصحة وهيئة الدواء المصرية.
وأضاف
"داوود" أن عددًا كبيرًا من المواطنين يفضلون شراء الأدوية عبر الإنترنت؛ لما يجدونه من خصومات هائلة ويتناولون الأدوية بعيدًا عن الإشراف الطبي مما يزيد من
الأعراض لديه، مطالبًا بضرورة تقنين هذا النشاط قانونيًّا لضبط السوق الدوائي.
وكشف "داوود" أن الأدوية المعروضة على الإنترنت يعاد تدويرها بطريقة عشوائية، ومع تناولها تصيب المريض بمضاعفات كبيرة، مثل الإسهال أو زغللة في العين وغيرها في الكلى.
وتابع: "عدد كبير من الأدوية المتواجدة على صفحات الإنترنت في الأساس مُهربة ولهذا لابد من وضع جميعها ضمن الجداول"، مطالبًا بضرورة تفعيل دور الرقابة على القنوات التي تسمح بعرض بعض الأدوية التي تسبب مشاكل صحية.
كما طالب بضرورة ردعها سواء بالغلق أو بمقاضاتها، منوهًا بدور وسائل الإعلام في توعية المواطنين بتجنب الإعلانات الخاصة بالأدوية على الشاشات وعلى صفحات الإنترنت.
المركز المصري للحق في الدواء: وعي المواطنين أساس محاربة هذه الممارسات الخاطئة
قال كريم كرم، عضو المركز المصري للحق في الدواء: إن الأدوية الإلكترونية تجربة
خاصتها الولايات المتحدة من قبل، ولكن فشلت على الرغم من كافة الإمكانيات لديها،
وانتقلت هذه التجربة إلى كندا ونجحت ثم انتقلت للإمارات وما زال النشاط جاريًا.
وحول شروط نجاح التجربة وسلامة المواطنين، رد "كريم" قائلاً: إن وعي المواطنين أنفسهم كلمة السر وراء نجاح التجربة، في كيفية فحص الأدوية جيدًا، والتأكد من جودتها قبل استخدامها، مؤكدًا أن جميع الخصومات التي تعرض على الإنترنت غير قانونية، خاصة وأن الدواء المروج غير معروف الهوية، ويعد خطرًا يهدد صحة المواطنين.
الأمهات: إحنا عايشين في دوامة
أعربت عدد من الأمهات عن خوفهن الشديد مما يتم تداوله عبر صفحات السوشيال ميديا، بشأن الأدوية الفاسدة، وقالت رباب علي، إنها تشعر بالدوامة مما ينشر عبر "فيسبوك" من شكاوى خاصة بأدوية منتهية الصلاحية.
وأشارت إلى أنها شاهدت العديد من البرامج التليفزيونية الخاصة بالأدوية، وعلمت بأن هناك توصيات من نقابة الأطباء والصيادلة بشأن حظر تداول هذه الأدوية.
من جانبها قالت أسماء علي، إنها كانت قد اشترت دواء عبر إعلان منشور بموقع "فيسبوك" وبعد عرضه على أحد الأطباء فوجئت بأنه منتهي الصلاحية.
وتابعت: "حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم بيستغلوا جهل الناس".