استشاري نفسي: «الرجل ابن أمه.. لم يُفطم»
قالت الدكتورة إيمان عبدالله الاستشاري
النفسي؛ إن الشخص الذي نصفه في مجتمعنا بأنه "ابن أمه" قد لا نلاحظ
عليه ذلك إلا بالمعرفة الوثيقة والتعامل عن قرب، حينها قد نلاحظ أنه يرتبط بوالدته ارتباط مرضي، فلا يستطيع أن يخطوا خطوة في حياته دون الرجوع إليها لتقرر له، ولأن
اكتشاف ذلك يكون بعد التعامل معه عن قرب، نجد أن زوجته أكثر من تُعاني
من ذلك.
قالت "الدكتورة إيمان" أن الرجل المتزوج "ابن أمه" لا يتخذ من الصفات الذكورية قدوة بل من والدته، فتمحى شخصيته تماما وتصبح هي المسيطرة، فيصبح شابا أو رجلا كبيرا يتزوج؛ إلا أنه انتقل بجسده إلى عش الزوجية أما عقله وعاطفته ما زالا عند والدته، فهو حسب تعبيرها "لم يُفطم بعد"، لذا تصبح العلاقة الزوجية متوترة، وتصبح علاقته بوالدته كفيروس ينتشر في علاقته بزوجته ويسبب العديد من المشكلات.
أسباب تجعله "ابن أمه"
كما كشفت الدكتورة إيمان عن أسباب تجعل الشخص"ابن أمه" قائلة: "هناك أسباب كثيرة تسبب ذلك، على رأسها بعض الموروثات الثقافية
الخاطئة مثل (الابن هو سند الأم فكيف تفرط فيه وتجعل غيرها تسيطر عليه)
لذا تربيه من صغره على أن تكون كامل حياته مبنية عليها، فلا يتخيل للحظة بعدها أن
يخطوا خطوة بدونها، لذا يمكننا القول أن الأم هي السبب لرغبتها الشديدة في الحفاظ
والاحتفاظ بولدها لنفسها".
وبينت الدكتورة إيمان أنه يصبح نتيجة هذه التربية
بحالة نفسية سيئة إن ابتعد عنها ويصبح مشتتا إن لم يمشي على هواها ورأيها، وإن
ابتعد عنها يشعر بنقص شديد في العاطفة.
ابن أمه يعاني من عُقد أوديبية
وأشارت إلى أنه إن تم معاملة الطفل بعد سن الثلاث
سنوات بهذا الشكل الذي يجعل منه ابن أمه _ يمكن معاناته من عقد "أوديبية"، وهنا تبدأ المشاكل تدب في علاقته بزوجته، والمشكلة الأكبر أنه لا
يرى المشكلة التي تعاني منها زوجته، لأنه لا يعترف في الأساس أنه يعاني من مشكلة،
بل يبدأ تدريجيا في اتهامها بأنها لا تمتلك قيم وأخلاقيات، ويبدأ في عقله اللا
واعي أن يقارن بين زوجته وأمه، ويرجح كافة أمه في كل شيء، فهي الأذكى وهي الأفضل
في إدارة أمور البيت وغيرها من الأمور الأخرى، وهنا لابد من الذهاب لمعالج نفسي لمتابعة حالته.
البار بأمه يدرك الفرق بينها وبين زوجته
ولفتت الدكتورة إيمان إلى أن الرجل البار بأمه يختلف عن ابن أمه وذلك بعطفه وحنانه عليها فيتذكر دائما" وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا"، كما يتذكر أيضا قوله تعالى" وعاشروهن بالمعروف" فلا يطغى على حقوق الزوجة، ويدرك أن هناك فرق بين أمه وزوجته، فلا يعق أمه كما يراعي في نفس الوقت غيرة المرأة، وهو شخص يستشير الزوجة والأم، يدرك الفرق بينهما ويدرك دور كلا منهما، فيحاول أن تصبح علاقته بهما متوازنة، فلا يرضي أمه على حساب زوجته، ولا زوجته على حساب أمه، ويفصل بين حب الأم وحب الزوجة.
اقرأ أيضًا..