الجاسوسة انشراح موسى.. بدأت رحلتها بعلاقة مُخلة وأنهتها في دورة مياه بإسرائيل
تُعد قصة الجاسوسة انشراح موسى من أغرب قصص الجاسوسية وعالم المخابرات المُثير والعجيب، كما تُعد فصلًا من فصول الصراع الممتد مع الموساد الإسرائيلي، والتي انتهت نهاية مأساوية بالعمل في أحد دورات المياه في تل أبيب ووفاتها على الشريعة اليهودية، وتحت اسم دينا بن ديفيد.
وبدأت رحلة الجاسوسة
انشراح موسى، عندما التقت بـ إبراهيم سعيد شاهين، الشاب العريشي، في أحد أفراح الزفاف التي رافقت والدتها
إليه، بعد أن أنهت تعليمها الإعدادي، حيث أعجبا ببعضهما ولم تمر أيام إلا وقد تقدم
لخطبتها.
رفضت والدتها رفضًا قاطعًا في بداية الأمر؛ فهي من المنيا بينما الولد من
العريش، فالمكان بالنسبة لهم بعيد، إلا أنها أصرت على الزواج منه فنزل أهلها على
رغبتها، لتتم الزيجة وتنتقل للعيش معه في العريش.
ولعل كون انشراح موسى من أسرة ميسورة الحال، جعل زوجها دائمًا يسعى لتوفير حياة سعيدة لها؛ من خلال جمع الأموال بأية طريقة، سواء حلال أو حرام، لذا تم القبض عليه في قضية رشوة وسجِن على إثرها لمدة 3 أشهر، خرج بعدها ليكون فريسة سهلة المنال بالنسبة للموساد الإسرائيلي، إذ كان أسفل منزله في العريش كابينة عسكرية أبلغ فيها ضباط الموساد عن بعض المعلومات وأبدى رغبة في التعاون مقابل المال، وأبلغ عن فدائي مصري مقابل ـ1000 دولار.
بعدما علمت زوجته فرحت فرحًا شديدًا وشجعته على ذلك، بل
وطلبت أن تكون معه، ووثقت ولائها ورغبتها بإقامة علاقة جنسية مع أحد رجال الموساد،
وبدئا في التعاون مع الموساد إلى أن تم الإمساك بها بعدما عادت من رحلة في روما، كانت في لقاء على
الراديو الإسرائيلي عبرت فيها عن ولائها وسعادتها بمساعدة إسرائيل، وظهرت على
الراديوا باسم مستعار وهو "دينا بن ديفيد"، وبمجرد دخولها منزلها في مصر وجدت الضباط المصريين في انتظارها لتتفاجئ بهم، إلى حد أنها تبولت على نفسها من هول المفاجأة.
صدر حُكم بإعدامها في 25 نوفمبر 1974، إلا أنه ثارت
شائعات بأنها أخذت عفوًا، وبعدها انتقلت للعيش في إسرائيل.
وانتقلت مع أبنائها إلى إسرائيل واعتنقوا الديانة اليهودية كما تم منحهم الجنسية الإسرائيلية، وعملت في دورة مياه للسيدات بمدينة حيفا، وغيروا أسمائهم من شاهين إلى (بن ديفيد)، ومن انشراح إلى (دينا بن ديفيد)، ومن عادل إلى (رافي)، ومن نبيل إلى (يوسي)، ومن محمد إلى (حاييم)، واستمرت حياتها في إسرائيل إلى أن تدهورت في الفترة الأخيرة، وعانت من الاكتئاب الذي قتلها منذ أيام، لتلقى ربها ويتم دفنها على الشريعة اليهودية وهي في الـ87 من عمرها.
اقرأ أيضًا..