وحوش أنثوية في الميثولوجيا.. نظرة ذكورية وخوف من سيطرة المرأة
تستخدم الأساطير لمحاولة فهم العالم والتاريخ القديم، وفي قراءة سريعة في الميثولوجيا وهو علم الأساطير، سنجد أن هناك عدد كبير من الوحوش الأنثوية في تلك الأساطير، ولكنها ليست مجرد حكايات خيالية.
فهناك العديد من الآراء
التي تفسر الأمر على أنه نظرة ذكورية سائدة ومشبعة بالخوف والقلق من الإمكانيات
المدمرة للمرأة، كما أن الأساطير تحقق
خيالًا ذكوريًا لغزو الأنثى والسيطرة عليها.
وتكشف أيضا الوحوش الأنثوية
في الأساطير عن القيود الأبوية المفروضة على الأنوثة أكثر من النساء أنفسهن.
سيلا وشاريبديس.. خوف الرجل من المرأة
كانت "سيلا
وشاريبديس" من الوحوش البحرية الأسطورية التي تحدث عنها هوميروس، ووضعتهم
الأساطير اليونانية على جانبي مضيق ميسينا بين صقلية وكالابريا، في البر الرئيسي
الإيطالي.
ووصفت "سيلا"
بأنها مياه ضحلة صخرية أو وحش أنثوي يمتلك 6 رؤوس ذئبية واثني عشر قدما. يأكل
البحارة، ويسكن في كهف على قمة منحدر.
أما
"شاربيدس" فكانت دوامة قبالة ساحل صقلية، وتهدد بإغراق السفينة بأكملها، وفقا لرواية هوميروس، تم نصح "أوديسيوس" بالمرور من قبل "سيلا"
وفقدان عدد قليل من البحارة، بدلاً من المخاطرة بفقدان سفينته بالكامل في الدوامة.
ترمز الأسطورة إلى
الوقوع بين خيارين سيئين، ولعل اختيار تأنيث الخيارين، هو دليل على خوف الرجال من
المرأة وفشله المتكرر في هزيمتها والسيطرة عليها.
لاميا.. الخوف على الأطفال من النساء
لاميا، أحد الشياطين
الأقل شهرة في الأساطير الكلاسيكية، ظهرت في أعمال الكاتب المسرحي اليوناني
أريستوفانيس في القرن الخامس قبل الميلاد.
وظهرت لاميا في الأدب الأوروبي في القرنين السابع عشر والثامن عشر، وعلى الأخص الشعر الرومانسي لجون كيتس.
وتشبه لاميا النصف العلوي من المرأة، والنصف السفلي من الأفعى وبغض النظر
عن وصفها المختلف في الروايات المتعددة، إلا أنها جميعا تتفق على سرقتها للأطفال
وتناولهم.
كما تمثل لاميا خوفا عميقا من التهديدات التي تشكلها النساء على الأطفال، فكانت المرأة التي تنجب طفلا مشوها تعد امرأة مرعبة، بل ويصل الأمر إلى الخوف من سلوك الأم مع أطفالها.
وتتنوع التخوفات بين فشل
الأم في تربية أطفالها، وبين تقديم الرعاية من قبل النساء بشكل عام حول الأطفال.
ميدوسا.. والنظرة السلبية للمرأة
مثل معظم الوحوش
الأسطورية، تلقى ميدوسا نهايتها على يد بطل ذكر يدعى "بيرسيوس"،
بعدما جمع أدوات إلهية للقضاء على قوتها في تحويل كل من ينظر إليها إلى حجر.
وكانت ميدوسا الفانية الوحيدة ضمن ثلاثة أخوات يطلق عليهن اسم
"جورجون"، ولكن بعد أن اغتصبها إله البحر بوسيدون في معبد أثينا، سعت الإلهة
للانتقام مما اعتبرته عملا من أعمال الدنس.
وبدلًا من معاقبة بوسيدون، حولت "أثينا" ضحيته ميدوسا، إلى وحش شنيع، ثم ساهمت في التخلص منها، وهي تجسيد للنظرة القاسية للمرأة التي تتعرض للاغتصاب.
اقرأ أيضًا..