أخبار وتقارير

فلذات الأكباد.. من نار المُتسولات لـ جنة «التضامن»

الأربعاء 24/نوفمبر/2021 - 04:50 ص

إسلام الأسيوطي

لم يعد أحداث فيلم "ملاك وشيطان" مجرد مشاهد سينمائية جسدها رشدي أباظة ومجموعة من النجوم في دور اللصوص وخاطفي الأطفال، إنما واقع حقيقي نلمسه في شوارعنا فنجد مئات الأطفال بين أيدي الخارجين عن القانون من الرجال والنساء، ما بين الضرب والتعذيب والحرق تختلف ألوان التعديات مع الملائكة. حياتهم تبدلت معالمها 180 درجة من الظلام للنور، حديثهم ينم على عراقة أصلهم الطيب، فلا تتخيل يومًا بأن هؤلاء الأطفال كانوا يومًا مشردين في الشوارع أو بصحبة متسولات، سلوكيات مغايرة تمامًا فلا يختلفون شيئًا عن أبناء الذوات، إلا أن الفارق الوحيد هو المسمى والذي يتم من خلال النيابة العامة.

مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان"

محمود وحيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "معانا لإنقاذ إنسان" لرعاية كبار السن والأطفال المُشردين، التابعة لوزارة التضامن، جاءت له فكرة الإيواء للأطفال من مأساة حالة سمر التي كانت في دار رعاية المُشردين الكبار أنجبت طفلها كريم، وتم تحويلها لدار المرأة وبعدها خرجت مرة أخرى للشارع بسبب معاناتها من الاضطراب النفسي، ثم عادت له وهى حامل للمرة الثانية.

أب يعرض أبنائه للبيع مقابل 500 ألف جنيه

"سفيان وندى" مقابل مليون جنيه.. توفيت والدتهما وكان عمرهما 4 أشهر، وبعد مرور عدة أشهر من وفاة الأم أقدم الأب على عرضهم للبيع على الإنترنت. سفيان وندى، طفلان شاهدا الأهوال في سن مبكر، فكان صديق والدهما يعتز بهما وحاول أن يتكفل بـ ندى إلا أن الأب رفض ذلك وفضل أن تظل معه بعدما سلم ابنه سفيان لوالدته بحجة التفرغ لتربية الطفلة. بعد مرور عدة أشهر طالب الأب والدته بعودة سفيان مرة أخرى، حتى كانت المفاجأة الكبرى حينما عرض أبنائه للبيع على الإنترنت بمقابل 500 ألف جنيه على الطفل الواحد، وتوصلت قوات الأمن له بحجة الشراء وتم القبض عليه متلبس.

وتحرر محضر للأب وتحول للنيابة ومنها جاء الطفلين للدار منذ عام، صدمة كبيرة شعر بها صديق الأب الذي عرض فلذات أكباده للبيع، وما إن علم بالواقعة حتى هرع على الدار لرؤية الأطفال. دخل الرجل في نوبة بكاء شديدة على حالة الأطفال، ومن معه دخل جميع الحاضرين في بكاء شديد عليهم.

يوم ندى وسفيان كغيرهم من الأطفال يبدأ من العاشرة صباحًا يبدأ برنامج النظافة الشخصية ثم يتناولون وجبة الإفطار وبعدها يخرجون للهو في الحديقة، ثم يتلقون الدروس من المتخصصين سواء برامج تأهيل نفسية أو تحفيظ قرآن وغيرها، وذلك في ظل وجود أمهات بديلة على مدار 24 ساعة، كل واحدة منهن مسؤولة عن مجموعة من الأطفال. تتفاوت سرعة استجابة الأطفال للبرامج المتواجدة طبقًا لطول فترة تواجده في الشارع وما تعرض له من أذى جسدي ونفسي.

اقرأ أيضًا..