«البخور والأديان»| يساعد في تحضير الأرواح عند الوثنيين.. ورمز لصلاة المسيحيين في السماء
تعوّد الإنسان على استخدام البخور منذ آلاف السنين، حيث تعود أصول الاستخدام الديني له إلى العصور القديمة، حيث كان البخور المحترق بمثابة قربانًا للآلهة أو الأرواح، أو بمثابة مساعدة في الصلاة والطقوس الدينية، وتختلف دلالات البخور في مختلف المعتقدات والديانات.
وكان أول استخدام مسجل للبخور من قبل المصريين القدماء، خلال الأسرة الخامسة في أوائل القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد.
البخور في البوذية ودول شرق آسيا
في المعابد الطاوية والبوذية الصينية، تعطر المساحات
الداخلية ببخور ملفوف سميك، ويلجأ المصلون في المعابد إلى إحراق أعواد البخور كجزء من
طقوس الصلاة للآلهة.
وفي أضرحة الشنتو اليابانية في إناري أوكامي أو
آلهة الحظ السبعة والمعابد البوذية، توضع أعواد البخور أفقيًا في مبخرة. وتختلف
تركيبة ورائحة أعواد البخور المستخدمة في المعابد المختلفة في جميع أنحاء آسيا.
البخور في الديانة الهندوسية
يستخدم البخور في الهند منذ 3600 قبل الميلاد، ويُعد
ممارسة تقليدية منتشرة في كل مكان، وخاصة في صلاة الهندوس التي تُسمى
"البوجا" وفي عدد من طقوس العبادة.
يتم تقديم
البخور عن طريق تدوير العصى ثلاث مرات في اتجاه عقارب الساعة، سواء في المعابد أو المنازل.
البخور في الإسلام
يستخدم البخور في عدة مناسبات دينية في الإسلام، وأبرزها
الطقوس المنتظمة لتطهير الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، ويكون الأمر بهدف تعطير الهواء وترقية نفوس الحجاج.
كما يتم حرق أوراق شجرة الزيتون أيضًا كبخور في بعض دول البحر الأبيض المتوسط الإسلامية.
البخور في الديانة اليهودية
يُعرف البخور بمسمى "كيتورت" في الكتاب
المقدس لدى اليهود، وتم وصف تركيبه واستخدامه بمزيد
من التفصيل في المدراش والتلمود والأدب الحاخامي اللاحق.
ولا تزال اليهودية المعاصرة تستخدم التوابل العطرية في إحدى الطقوس، وهي مراسم "هافدالا" التي تنتهي يوم السبت.
البخور في الديانة المسيحية
استخدم المسيحيون البخور في العبادة منذ العصور
القديمة، ولا سيما في الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، وتعود جذور هذه الممارسة إلى
التقاليد السابقة لليهودية.
تفسر كل من الكنائس الغربية الكاثوليكية والكنيسة
المسيحية الشرقية دخان حرق البخور على أنه رمز لصلاة المؤمنين في السماء.
يستخدم البخور في العبادة المسيحية في الاحتفال
بالافخارستيا، وفي الاحتفالات الرسمية للخدمة الإلهية، صلاة الغروب، وفي الجنازات،
وغيرها من الطقوس.
البخور في الوثنية الحديثة
غالبًا ما يستخدم البخور في طقوس "باجان"
لتمثيل عنصر الهواء، على الرغم من أن الأفكار الأكثر حداثة تعتبر البخور تمثيلا لجميع
العناصر الطبيعية.
ويعزى ذلك إلى حقيقة أن دخان البخور يتدفق في
الهواء، ويختلط بالنار، وينتج من المواد الخام التي تزرع من الأرض، ويتكون البخور
القابل للاحتراق باستخدام الماء.
كما يستخدم البخور في التعاويذ والطقوس لأغراض مختلفة على الرغم من أن العديد من التقاليد الوثنية تربط مواد نباتية معينة بسمات سحرية
معينة.
يُعتقد أن
البخور يخلق جوًا سحريًا لاستدعاء الأرواح، وأن حرق البخور يطلق كمية كبيرة من
الطاقة المخزنة داخل العناصر الطبيعية المكون منها.