نهى الطالوني تكتب: السعادة قرار
أبواب السعادة تفتح لكل من طرق عليها ولكن البعض يشوش معناها عندما يربطها بغياب وفقد أشخاص أو بلذة منصب أو بطموح ما.
فلو علم الإنسان سمة وسنة الحياة وتيقن بألا يوجد في الكون كله حقائق مطلقة وأن كل شيء في هذه الدنيا إلى زوال لكف عن النظر للوراء والتفكير السلبي في ذكرياته أو في المستقبل الذي هو بيد الله وحده،،
السعادة الحقيقية نابعة من داخلنا، تدور محاورها في علاقتنا بالله ثم علاقتنا بأنفسنا ثم علاقتنا بالعالم الخارجي المحيط بنا.
فمصادر السعادة عديدة وكلها تأتي بمجرد رغباتنا في تحقيقها فما هي إلا قرار..
العشم في الله والتوكل عليه وحده واليقين في رحمته وفي إنه هو من يدبر أمورنا وأن كل ما نريده لن يتحقق إلا بإرادته وأن أقدارنا نصيب مكتوب سنصل إلى مرحلة الرضا بالمقسوم وهذا في حد ذاته سعادة فالسلام النفسي إحدى عواملها..
تخطي أوجاعنا وإعادة تشكيلها وتحويلها لدرس اكتسبنا منه خبرة فهذا في حد ذاته إنجاز وأي إنجاز يشير إلى النجاح والنجاح في حد ذاته إحدى عوامل السعادة..
وأما عن علاقتنا بالبشر فهي مرهقة جداً تحتاج إلى دراسة لكل عقول بني آدم لكي ننجو بأنفسنا سالمين من اختلافاتهم وهذا الأمر بالطبع مستحيل لذا يجب علينا اتباع ما لا يجوز الاختلاف عليه أبدًا وهو إنها تكون العلاقات كلها قائمة على الذوق الرفيع والأدب واللطف والمرونة وعمل الخير ومساندة ودعم الآخرين والتسامح وحسن النية والظن والعطاء فكلها صدقات معنوية إن لم نحصد خيرها في الدنيا فقد نؤجر عليها في الآخره وهذا الأفضل على الإطلاق وفي حد ذاته أيضاً من مسببات السعادة ، فكلمة السر دوماً تكمن في الرضا.
إذا ربطنا تلك المحاور بعضها البعض سنصل إلى درجة عالية من التوازن المطلوب أما إذا ربطناها بأشخاص فقدانها وارد أو طموحات تحقيقها بيد الله فهذا يجعل سعادتنا مهددة ومعلقة ومؤقتة فلكم إذن حرية الاختيار..
إن كنت تريد أن تكون سعيداً اجعل إرادتك في جذبها كالقوة الخارقة التي تحسن مزاجك لتصل بك حد النشوة والانتصار ولن تسمح لأحد يتحكم بها أو يحددها فهي مسؤوليتك وحدك وابحث عن ذاتك وحب نفسك أولا ولا تسعي لتغير نمط الدنيا لتكسب ودها بل رتب أولوياتك بالمنطق حسب إمكانياتك وساعد نفسك بالمتاح، ففي ستر الله سعادة وفي الاستقرار واستشعار الأمان سعادة وفي السيرة الطيبة ولين القلب والعطاء الغير مشروط والحب بكل أشكاله سعادة فقد قرر وتوكل على الله فاليقين به هو مفتاح السعادة..