الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

زوجان يضعان رضيعهما أمام مسجد هربًا من الإنفاق عليه

الثلاثاء 09/نوفمبر/2021 - 11:43 ص
هير نيوز

تخلص زوجان من رضيعهما بالقرب من باب مسجد الحاجة زبيدة سالم، المعروف وسط بندر مركز ومدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، فبعد أن اقترب الليل وغط أهلها في نومٍ عميق، شق سكون المنطقة صوت صريخ وبكاء طفل رضيع على مقربة من باب المسجد، قبل ساعات من رفع أذان الفجر، ليجذب الصوت قلب أحد أهالي المنطقة المعروف بين الجميع بحبه للأطفال وحنانه عليهم.

اقترب الرجل من الرضيع يتفحصه، وعثر على الطفل في حالة يُرثى لها والدموع تغطي وجهه، لكن تبين فيما بعد أن الصغير بالكاد أتم شهره السادس بعد عامه الأول، فيما لم يُعثر رفقته سوى على شنطة ملابس أُلقيت إلى جواره.

صور الرجل الطفل الصغير، وأذاع تلك الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ عسى أن يرق قلب أهل الطفل ويندمون على ما فعلوا ويبحثون من جديد عنه، لكن هيهات؛ فالصغير ظل إلى جوار الرجل لثلاثة أيام كاملة بعدما ذهب الرجل به إلى مركز الشرطة وحرر بلاغًا حمل رقم 6185 إداري مركز شرطة أبو كبير لسنة 2021، قبل أن تتكشف أستار ما حدث.

تفاصيل الحادث

تلقى اللواء عمرو رؤوف، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن الشرقية، بلاغًا بالواقعة وأمر بتشكيل فريق بحث جنائي قاده بالتنسيق مع قطاع الأمن العام، ليتمكن فريق المباحث الجنائية من كشف غموض واقعة العثور على الطفل الرضيع ملقى أمام مسجد الحاجة زبيدة سالم ببندر مركز أبو كبير؛ إذ تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدي الطفل، لكن المفاجأة كانت في طريقة ارتباطهما وتوقيت التخلص من الرضيع وسبب تركه في الشارع بعدما أتم عامًا ونصف العام.

التخلص من الطفل

ضبطت المباحث والدي الطفل، اللذين تبين ارتباطهما بعقد زواج عرفي منذ ثلاث سنوات، وأن علاقتهما تلك أسفرت عن حمل الأم وإنجابها الطفل قبل عام ونصف العام، وأنهما كانا يعيشان كما لو كانت زيجتهما شرعية، إلا أن الزوج، وقبل عدة أيام من الواقعة، أخبر زوجته بضيق حالهما وعدم قدرته على تحمل نفقات الصغير، ليُقرر في النهاية أن يتخلص منه ويتركه إلى جوار أحد المساجد المعروفة، عسى أن تتلقفه يد إنسان يحنو عليه ويربيه ويُنبته إنسانًا سويًا بعيدًا عنهما وعن ضيق معيشتهما.
أقنع الرجل امرأته ، وما أن هبط الليل على المنطقة التي يسكنانها حتى أخذ الرجل طفلهما وحمل الحقيبة التي تضم حاجياته وغيارته وذهب يتخفى بين الطرقات ليترك الصغير أمام باب المسجد ويلوذ بالفرار كمن يرتكب جريمةً كبرى.

ضبط الزوجين

تم ضبط الزوجين، وبمواجهتهما أقرا بما أسفرت عنه التحريات، وأنهما قد تخلصا من طفلهما (رضيع ذكر عمره عام ونصف العام) وتركه الزوج أمام مسجد الحاجة زبيدة سالم ببندر مركز ومدينة أبو كبير، وترك الأب حقيبة بداخلها ملابس للطفل الرضيع إلى جواره ولاذ بالفرار.
واعترف الزوجان بأنهما قد تخلصا من الطفل وألقياه أمام مسجد الحاجة زبيدة سالم ببندر مركز ومدينة أبو كبير؛ لعدم قدرتهما على الإنفاق عليه، فيما جرى التحفظ عليهما تحت تصرف جهات التحقيق، بعدما أكدت الزوجة على أنها لم تكُن ترد أن تتخلص من طفلها لكن زوجها تودد إليها تارة وأقنعها تارةً أخرى بضيق الحال وأنه لا يقوى على تحمل نفقات الصغير، واستعان في سبيل ذلك بالمقارنة بين حالهما بعد الزواج بعقدٍ عرفي قبل مجيء الطفل إلى الدنيا بعام ونصف العام، وبين نفس المدة منذ مجيء الطفل، في مقارنةً شيطانية وسوس بها إلى عقلها حتى رضخت له وأعطته الطفل، بل وجهزت له كذلك الحقيبة التي تضم قطع الملابس والغيارات التي يرتديها الصغير، لكن قلبه لم يرق لحالها أو حال طفلهما وهو يحمله ويذهب بهِ دون رجعة.

تحريض من الزوج

أعادت الزوجة ما تحدثت به لرجال المباحث الجنائية، وأكدت كذلك على مدى سوء نية زوجها وكيف عاث في عقلها فسادًا حتى تزوجته بعقدٍ عرفيٍ، وكيف استمرت تلك الزيجة حتى أنجبا طفلهما، الذي لم تكُن تتخيل يومًا أن يأتي الوقت الذي توافق فيه على التخلص منه والبُعد عنه لأي سببٍ كان، بل والأدهى والأمر بحسب روايتها أن ذلك القرار جاء بتحريض من زوجها ومن اختارته لتنكشف عليه وتكون امرأته ولو بعقد زواج عرفي.

حبس الزوج

انتهت الزوجة من حديثها وأوضحت كل ما قد فعله وارتكبه زوجها، فيما لم يُنكر الزوج أيًّا من العبارات التي تفوهت بها زوجته، لتُقرر جهات التحقيق في نهاية الأمر حبس الأب المتهم بتهمة ترك ابنه الرضيع وتعريض حياته للخطر وهوّ في هذه السن الصغيرة بزعم عدم قدرته وزوجته على الإنفاق عليه أو تحمل نفقاته، فيما أقررت جهات التحقيق إخلاء سبيل الأم بضمان محل إقامتها ما لم تكُن مطلوبة على ذمة قضايا أخرى، وإيداع الطفل الصغير بإحدى دور الرعاية التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي بمركز ومدينة كفر صقر؛ بعدما تبين عدم قدرة والديه على تحمل مسؤوليته.


الكلمات المفتاحية
ads