"الإفتاء": الكف والامتناع عن الدعاء استكبار بنص قول الله
ورد سؤال إلى
دار الإفتاء المصرية من إحدى السائلات تقول: "ما فضل الدعاء الذي ندعوه مع عدم
الإجابة"، وجاء ذلك خلال البث المباشر لدار الإفتاء المصرية التي تبثه الآن عبر
صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك".
مأمورون بالدعاء
وأجاب الشيخ
أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية, أن الله تعالى أمرنا بالدعاء ونهى
النبي صلى الله عليه وسلم من أن يدعو أحدنا فيمل من الدعاء لعدم الإجابة فيقول: "قد دعوت قد دعوت ولم أر أن الله يستجب لي فيستحسر عن الدعاء", مضيفًا بأن
الدعاء هو العبادة وهذا ليس معناه أن العبادة محصورة في الدعاء ولكن الغرض من الدعاء عبادة الله عز وجل.
الامتناع عن الدعاء استكبار
وتابع "
وسام ": بمعنى أن تتوجه إلى الله عز وجل مبتغيًا بذلك وقاصدًا عبادة الله سبحانه
وتعالى, وذلك لأن فيه إخلاصًا ولقوله سبحانه: "ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
سيدخلون جهنم داخرين"، وفي هذه الآية
عدّ سبحانه الدعاء عبادة, والذي يتنحى ويكف عن الدعاء وهذه العبادة هو من الاستكبار.
وأوضح أمين
الفتوى بدار الإفتاء، سبب، أن الله جعل الامتناع عن الدعاء من الاستكبار، قائلا: لأن في عبادة الدعاء خضوعًا لله سبحانه وإظهار الذل بين يديه عز وجل, فكان العكس هو
الاستنكاف والاستكبار من الخضوع لله وإظهار الافتقار إليه.
الإلحاح في الدعاء
وذكر قول الله
سبحانه في سورة الفرقان: "قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف
يكون لزاما"، وورد في بعض الآثار أن الله تعالى يحب الإلحاح في الدعاء، وأنه
يحب أن يسمع دعاء عبده وهو يناديه, وقد يؤخر الإيجابة له لأنه يحب سماع صوتك,
وأن الله قد يجيب عين ما طلبنا وقد يدفع بدعائك شرًّا عنك, وقد يدخره لك في الآخرة.
ادخار الإجابة
وواصل حديثه
عن ادخار الله الإجابة للعبد يوم القيامة, فقد يكون العبد لا يستحق يوم القيامة
هذه الدرجة في الجنة فيكون الدعاء سببًا في ترقيته وعلوه لهذه المنزلة, مضيفًا: وقد
يصرف الله عنك من السوء مقابل الدعاء, فقد يدعو الإنسان بأن يرزقه الله بمبلغ من
المال فيدفع الله عنه بلاء بقيمة هذا الرزق أو أكثر فيحمد الله على ذلك, والدعاء
يخفف القدر.
اقرأ أيضًا..