في ذكرى ميلاد خير الأنام.. نساء في حياة النبي
الإثنين 18/أكتوبر/2021 - 07:02 م
عبدالله أبو الخير
يوم ولد المصطفى _ عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم_ جاءت " ثويبة" جارية أبي لهب مسرعة إليه تبشره بميلاد ولد لأخيه عبدالله، ليعتقها فرحا بميلاد الرسول الكريم، لتكون اللحظات الأولى للنبي "صلى الله عليه وسلم" على الدنيا سببًا في تحرير رقبة.
وثويبة هي أول من أرضعت النبي "صلى الله عليه وسلم" بعد أمه آمنة، ليصبح ابنها مسروح ورضيعها حمزة عم الرسول إخوته في الرضاعة، وقد أرضعته أربعة أشهر لم يتوقف جده "صلى الله عليه وسلم" من البحث فيهم عن مرضعة من الصحراء، حتى يعيش معها فينشأ فصيحا وبعيدا عن أمراض المدينة.
إلا أن أمر تحريرها يوم ولادة النبي ليس قطعي الثبوت، فبعض العلماء ينفي ذلك، وأنها ظلت أسيرة أبا لهب وأن خديجة رضي الله عنها طلبت من أبا لهب لتشتريها منه فأبى، حتى هاجر النبي "صلى الله عليه وسلم" فحررها، وظل النبي يكرمها ويرسل لها كسوة وحله، حتى توفت في السنة السابعة للهجرة، بعد فتح خيبر.
السيدة آمنة
أم المصطفى وابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، بنت الحسب والنسب العريق فكانت تعرف بـ"زهرة قريش"، وكانت يوم خطبتها لوالد النبي "صلى الله عليه وسلم" أفضل فتيات قريش نسبًا وموضعًا.
اتجهت بالنبي وهو في سن الـ6 سنوات لزيارة أخواله وأثناء عودتها وعلى أبواب مكة، وافتها المنية، ويقال إنها قبل وفاتها قالت للنبي:
بارَكَ فيك اللّهُ من غلامٍ
يا اِبن الّذي في حومةِ الحمامِ
نَجا بعونِ الملكِ العلّامِ
فودي غداةَ الضربِ بالسهامِ
بِمائهِ مِن إبلٍ سوام
إِن صحّ ما أبصرت في المنامِ
فَأَنتَ مبعوثٌ إِلى الأنامِ
تبعثُ في الحلّ وفي الحرامِ
تبعثُ بِالتوحيدِ والإسلامِ
دين أبيكِ البرّ إبراهامِ
فَاللَّه ينهاكَ عن الأصنامِ
أن لا تُواليها مع الأقوامِ
حليمة السعدية
كان العرب يبحثون عن مرضعات من البدو، حتى ينشأ مولودهم معهن بعيدًا عن أوبئة المدينة، وحتى يصبح فصيح اللسان حازما حاسما، وكانت مرضعات الصحراء يأتين إلى قريش باحثات عن الأطفال أبناء الأغنياء الأثرياء، حتى ينلن من ثروتهم، وبعد ميلاد المصطفى جاءت جماعة من مرضعات قبيلة هوزان، وسارعت كل واحدة منهن لأخذ ابن أغنياء قريش، ورفضن محمدًا "صلى الله عليه وسلم" عندما عرفن أنه يتيم، ظنا منهن أنهن لن يحصلم على ما يحتجنه من مال.
بعد أن انتهين واتجهن إلى هوزان عائدات، كانت كل واحدة منهن تحمل طفلا إلا حليمة، فلم تجد بدا إلا بأخذ محمد "صلى الله عليه وسلم" حتى لا تعود كما جاءت فارغة اليدين، إلا أنها بمجرد حملها بدأ الخير يغرقها وأهلها، حتى استشعرت في نفسها بأنه ليس ببشر عادي وأن له شأنًا عظيمًا.
السيدة خديجة بنت خويلد
وهي زوج المصطفى وحبيبه، هي من آوته حين طرده الناس وصدقته حين كذبوه وآمن به، ورزقه الله منها الولد، هي من طلبت الزواج به، فنالت من قلبه "ص" مكانة لم تنلها سواها.
السيدة فاطمة
هي ابنة المصطفى وحبيبة قلبه، وأم الحسن والحسين، وزوج علي بن أبي طالب، كانت أقرب بناته لقلبه على حد قول عائشة رضي الله عنها، وقالت عنها أيضا "ما رأيت أحدًا أفضل من فاطمة غير أبيها" كما قالت: "ما رأيت أحدًا أشبه كلامًا وحديثًا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وسلم"، وهي أول من لحق بالنبي بعد وفاته من أهله بعد 6 أشهر.
من زوجات النبي" صلى الله عليه وسلم" سودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وزينب بنت خزيمة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، وجويريّة بنت الحارث، وصفيّة بنت حُيَيّ، وأم حبيبة، وميمونة بنت الحارث رضوان الله عليهن جميعا.
وأما بناته فزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها.