الإعجاز العلمي في آيات القرآن (6)
الأربعاء 13/أكتوبر/2021 - 04:00 م
مؤمن رمزي
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ليس لأنّ القرآن ذكر حقائق علميّة سبق بها الكشوفات الحديثة فحسب، وإنّما مجرد خلو القرآن من أي خطأ علمي أو غيره يدل على إعجازه، ولأنّه نزل في زمن يختلف كثيرًا من الناحية الثقافية والعلمية بمختلف جوانب الحياة؛ حيث كان المجتمع الإنساني في ذلك الوقت متأخرًا كثيرًا علميًّا عمّا عليه الآن، مما يدل أنّ هذا القرآن يستحيل أن يكون من وضع البشر، بل لا بدّ من التفتيش عن سبب لـه خارج عن البشرية ومحتواها الفكري، وخارج عن طاقات المخلوقين، وفي السطور القادمة نستكمل الإعجاز العلمي في آيات القرآن.
مكونات الذرة
اكتشف العلم بأدواته الدقيقة الذرة ثم اكتشف ما هو أصغر من ذلك؛ وهي مكونات الذرة من بروتونات والإلكترونات ثم اكتشفوا ما هو أكبر من الذرة وسموها بالجزيئات، وقد أخبرنا الله تعالى قبل قرون عديدة تلك الحقيقة العلمية بكلمات قليلة، حيث قال: " وَمَا يَعۡزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثۡقَالِ ذَرَّةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَآ أَصۡغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡبَرَ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مُّبِينٍ".
وصف السماوات والأرض
لقد وصف الله سبحانه وتعالى شكل الأرض والسَّماء وحتى عددها في قوله تعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ" فهنا أخبر الله تعالى أنَّه خلق سبع سموات ومن الأرض مثلها سبع أراضين، ليأتي في سورة الملك كيفيَّة تركيب هذه السَّموات بعضها مع بعض، فقد قال تعالى: " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا " فتكون السَّماء عبارة عن طبقات فوق بعضها البعض والأرض كذلك طبقات فوق بعضها البعض وحدد عددها بالسبع، وهذا ما أثبته علماء القرن الواحد والعشرين بأنَّ بنية الأرض عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض.
انشقاق القمر
يقولُ تعالى في كتابه " اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.. وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ.. وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ " " القمر" وفي هذه الآية الكريم إشارة واضحة على الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ومن أشهرها انشقاق القمر، إذ إنّ الإعجاز العلمي في انشقاق القمر كان سببه طلب الكفار من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يأتيهم بمعجزة تدلّ على صدق رسالته، وكان طلبهم انشقاق القمر، ووعدوا الرسول أن يؤمنوا به إن تحقق انشقاق القمر، وفي ليلة الرابع عشر، وهي ليلة من الليالي البيض التي يكون فيها القمر بدرًا وفي أوضح وأبهى صورة، دعا الرسول -عليه السلام- ربه أن يحقق له هذه المعجزة، فحدثت معجزة انشقاق القمر، وانشق القمر إلى نصفين، نصفٌ على جبل قيقعان ونصفٌ على جبل الصفا المقابل له، وبعد حدوث هذه المعجزة العظيمة لم يصدق كفار قريش، واعتبروا أن انشقاق القمر معجزة، لكنّ العلم الحديث أكّد ظاهرة انشقاق القمر التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة القمر، وهذا دليلٌ واضح على صدق نبوّة محمد عليه الصلاة والسلام.