الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ناشطات عالميات عن حقوق الفتيات: "كورونا" قلصت مكاسبنا الصعبة

الثلاثاء 12/أكتوبر/2021 - 09:01 م
هير نيوز

إحتفلت أمهات وسيدات وطفلات العالم بيوم الفتاة العالمي في 11 أكتوبر المنصرم وسط احتفالات محدودة بسبب الإجراءات التي تفرضها جائحة كورونا على تنظيم الاجتماعات والمسيرات والاحتفالات. وقد جاءت كلمات الناشطات في سبيل حقوق الفتيات في ذلك اليوم ناقلة كثير من القلق وعدم اليقين الذي يعاني منه الجميع بسبب جائحة كورونا وتوابعها.

 

يوم إيجابي

تشير إميلي ويلسون، الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنا أنهض" الدولية القائمة في بريطانيا وأوغندا والتي تكافح ضد الفقر الدوري، إلى أن "الفتيات اللاتي كان لديهن رجاء في المستقبل يقلن: لسنا متأكدات من أننا في طريقنا إلى تحقيق أحلامنا الآن، في حال عودتنا إلى المدرسة في أي وقت". وتضيف "ويلسون" "تلوح دائمًا في الأفق خطورة أن تصبح حقوق الفتيات من الكماليات". وبالرغم من ذلك قيمت "ويلسون" الاحتفال بيوم الفتاة العالمي إيجابيًا قائلة "يعد يوم الفتاة العالمي المحتفى به في 11 أكتوبر كل عام أساسيًا لحملات التمويل الخيرية، مع وصول التبرعات في ذلك اليوم إلى حوالي 10% من دخلنا السنوي". وتضيف "المشاركات التي من المعتاد أن تبلغ ذروتها في أيام مثل اليوم قد تساعد فعليًا في تغيير الإتجاهات. يتيح لنا يوم الفتاة العالمي الفرصة لنتشارك مع صانعي السياسات في تقاريرنا، ودفع القضايا التي نعمل عليها طوال العام إلى مركز الصدارة أكثر." وتتابع قائلة "يوم الفتاة العالمي هام لإلقاء الضوء على حقوق الفتيات عالميًا، لكن العمل مطلوب بشكل ماس لإزالة آثار الدمار الذي أحدثته جائحة كوفيد 19".

وأشارت "ويلسون" على هذا الصعيد أنه في أوغندا، كان على منظمتها "أنا أنهض" أن تلغي برامجها التوعوية في المدارس والخاصة بالحيض مع إستمرار غلق المدارس منذ مارس الماضي. وتضيف أنه عوضًا عن ذلك حولت منظمتها مواردها للتصدي إلى الإرتفاع في زواج الأطفال وحمل المراهقات بين العشرة ملايين فتاة أوغندية اللاتي تخلفن عن أي تعليم منذ مارس الماضي.

زواج الأطفال

كانت بلدان عديدة قد قطعت خطوات واسعة وكبيرة في مجال حقوق الفتيات في السنوات العشر الماضية. ففي عام 2015م وضعت الأمم المتحدة في المساواة الجندرية ضمن أهدافها السبعة عشرة للتنمية المستدامة الراغبة في بلوغها بحلول عام 2030. وشن الإتحاد الأفريقي في العام 2014م حملة بوسع القارة للقضاء على زواج الأطفال مشجعًا الدول الخمسة وخمسين الأعضاء على تمرير التشريعات، ووضع خطط العمل ودعم المجتمعات. وعلى صعيد آخر بدأت الخطة الخيرية العالمية لمساواة الفتيات، قبل إختتام لجنة الأمم المتحدة للمرأة والطفولة لفعاليتها، حملتها المجانية على الإنترنت التي قادت إلى الآن إلى توقيع ما يزيد على 66000 شخص لخطاب مفتوح يلحون فيه على شركات التواصل الإجتماعي حماية الفتيات من التعسف والإنتهاك.

تقدم بطيء

من جهتها ذكرت الشبكة العالمية "فتيات لا عرائس" أن تصاعد التمويلات والدعم للفتيات في 11 أكتوبر يحتاج إلى الإستمرار طوال باقي السنة ليكون هناك تغيير طويل الأمد. وذكرت نيريدا نثامبوري المسئولة عن شراكة كينية لـ"فتيات لا عرائس"، أنه بينما إنخفضت معدلات زواج الأطفال طوال العقد الأخير، فإن هذا الإنخفاض ليس سريعًا بدرجة كافية لإنهاء هذه الممارسة بحلول 2030. وأضافت أن المجموعة تقدر أن التقدم يجب أن يصبح أسرع ستة أضعاف من معدله الحالي ليستجيب لهدف الأمم المتحدة. وأشارت إلى أنه بالرغم من ذلك فيوم الفتاة هام بالنسبة لحركتها لأنه "يخلق منبر يتعمد تركيز الإنتباه على الأصوات التي نادرًا ما تسمع للفتيات التي يعرفن جيدًا – ويشعرن بالألم ويعشن في خضم الخطر (زواج الأطفال) كل يوم". وختمت نثامبوري قائلة "ما لم نسرع التقدم كمجتمع دولي – حكومات وزعماء، وأولياء أمور وقادة دينيين – فمن المحتمل أن نشهد تراجعًا".

الارتباك

من جهتها قالت أولوتوب أولاتيليوا، المؤسسة للبرنامج التوجيهي لشبكة النساء صانعات التغيير في أفريقيا والمقيمة في نيجيريا: "يعاني المجتمع من الارتباك بخصوص المكان الذي يمكن أن توضع فيه حقوق الطفلة؛ فهي معلقة بين فئتين، هما حقوق النساء وحقوق الأطفال. غير أنه يجري النظر بعض الشيء إلى حقوق الفتيات بشكل خاص".

عملات نسائية إلكترونية

من جهتها أطلقت الفنانة الباكستانية المولد والطالبة بكلية طب الأعصاب في بريطانيا مليحة عبيدي، مبادرة "المرأة تنهض" التي تتكون من 10000 عملة رقمية غير قابلة للتداول عبارة عن أصول رقمية مخزنة على متاجر إلكترونية بحيث يمكن شراءها وبيعها على الإنترنت. مثلت في ذات الوقت هذه العملات الرقمية أعمال ناشطات وفنانات ومبرجمات وعالمات. قالت "عبيدي" عن بدءها في التفكير بمبادرتها "عندما كنت أتصفح صفحات عملات غير قابلة للتداول، كان شيء واحد واضح أمامي: هذا مجال ذكوري، حيث لم أستطع التواصل سوى مع عدد ضئيل جدًا من النساء". وعبرت "عبيدي" عن رغباتها في أن يدفع مشروعها عدد أكبر من الفتيات إلى صناعة التكنولوجيا والمتاجر الإلكترونية. لكنها أضافت بأنه في عالم تتزايد في إحتمالية وصول الرجال إلى الإنترنت بنسبة تصل إلى 50% عن النساء، يكون هناك إحتياج لمزيد من العمل المبذول لضمان عدم تخلف الفتيات عن الإزدهار التكنولوجي.

التسرب من التعليم

وأشارت عبيدي إلى ضرورة إعطاء الحكومات والمؤسسات الأولوية للفتيات في خطر التسرب من التعليم مبكرًا، إذا ما كانت هناك رغبة في تسوية مسألة الإنقسام الرقمي التي تبنتها الأمم المتحدة مؤخرًا. وقالت: "عندما نتحدث عن العالم الرقمي فيما يتصل بتعليم الفتيات، أو الفتيات في العموم، فإن الأمر لا يقتصر على توصيل الفتيات بالإنترنت." وأضافت أنه يجب أن يضمن الزعماء إمكانية أن تستمر الفتيات اللاتي يجدن إهتمامهم في الموضوعات الأساسية (العلوم، التكنولوجيا، الهندسة، والرياضيات) في مجالاتهن، على طوال الطريق من المدرسة إلى الجامعة والعمل "أن الأمر يتعلق بمساعدتهم على بلوغ تلك النقطة النهائية".


ads