الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الإعجاز العلمي في آيات القرآن (5 )

الثلاثاء 12/أكتوبر/2021 - 06:01 م
هير نيوز

للقرآن آيات وعبر، معجزات في علوم الدنيا وعلوم الدين، لم يقف عند علم واحد بل عبر جميع العلوم، ففي الطب ستجد مراحل الولادة والجنين فصلها القرآن من قرون وبات بإكتشافها العلم حديثا، في الفلك ستجد ذكر حركة الشمس والكواكب، واحترقات الشهب والنيازك وهو ماأثبته علماء الفلك، وعلوم طبيعة فذكر نشأة النبت ونموه، وما ذكر على سبيل العد وليس الحصر، ففي القرآن آيات تبين عظمة الله وقدرته، وفي السطور التالية نستكمل الإعجاز العلمي في آيات القرآن.


يقول الله تعالى " نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ "

وهنا شبَّه القرآن الكريم المرأة بالأرض الصالحة للزراعة، فالأرض تعطيك من المحاصيل الزراعية محصولًا يتناسب مع البذور التي تبذرها فيها، ومع الشروط المتوفرة للإنبات.
فالذي يبذر قمحًا يحصد قمحًا والذي يبذر شعيرًا يحصد شعيرًا، وليس للأرض دخل في تحديد أي نوع من أنواع النبات.
فكذلك المرأة ليس لها دخل في تحديد جنس الجنين بل هي كما وصفها القرآن " حرث" فهي وعاء حامل للنطفة.

وفي قوله تعالى:

" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا " النساء"
هذا الجلد يغطي شبكة هائلة من الأعصاب تنتهي بخلايا حسية يختص كل منها بنقل حس معين، الألم والحر والبرد واللمس والضغط والاهتزاز، وغيرها من المؤثرات الخارجية. وهذه الأعصاب موزعة بطريقة مدهشة تحت سطح الجلد، ما يجعل إحساس جلد الإنسان بأي مؤثر خارجي يختلف من موضع لآخر. وهناك خمسة عشر مركزًا لمختلف أنواع الإحساس العصبي تم اكتشافها من قِبَل علماء الطب والتشريح حتى الآن.

الآية الكريمة السابقة جاءت في سياق الحديث عن جزاء الذين يكفرون بما أنزل الله على نبيه، وكيفية عذابهم يوم القيامة، بأن تحرق النار جلودهم، وإذا احترقت تلك الجلود وانتهت فإنه يتم إبدالهم بجلود غيرها، حتى يدوم ويستمر شعورهم وإحساسهم بالألم والعذاب. وبذلك توقف العلماء قديمًا عند هذه الآية متسائلين: لماذا تُبدّل جلودهم؟ ولماذا إذا بدلت جلودهم ذاقوا العذاب؟ وكيف يكون استبدال الجلود سببًا في استمرار الشعور بالعذاب الأليم؟!

لقد كان الاعتقاد السائد حتى وقت قريب أن الجسم بكل أجزائه يستطيع أن يحس بأي مؤثر خارجي ويستجيب له، بنفس المستوى، ولم يكن يعلم أحد قبل قرنين من الآن أن هناك أعصابًا متخصصة في جلد الإنسان لنقل أنواع الألم، حتى كشفت العلوم الطبية، وبعد تقدم وسائل البحوث وأدواتها في كل من علم التشريح، وعلم الأنسجة، دور النهايات العصبية المتخصصة في الجلد في نقل أنواع الآلام المختلفة، وأن الجلد عضو إحساس من الطراز الأول، وبه خريطة مدهشة من الأعصاب، ولكل نوع من المؤثرات نوع مختلف من الأعصاب يحس بها وينقلها لمراكز الإدراك في المخ.

بعد ما يزيد على اثني عشر قرنًا من نزول القرآن، توصل العلم إلى أن الإحساس بالنار لا يكون إلا في الجلود الحية، لأن بها نهايات عصبية حساسة، فإذا نضج الجلد وتفحّم ماتت هذه النهايات العصبية وتعطل دورها، فينعدم الإحساس بحر النار، وعندئذ لا يمثل الاستمرار في النار أي نوع من الألم للكافر، وبذلك حتى يستمر الشعور بالعذاب والألم فليس هناك وسيلة غير استبدال الجلد، وهذا ما نصت عليه الآية.

اقرأ أيضًا..


ads