الإعجاز العلمي في آيات القرآن
الثلاثاء 05/أكتوبر/2021 - 05:59 م
مؤمن رمزي
تتعدد أوجه الإعجاز في كتاب الله بتعدد جوانب النظر فيه، فكل آية من آياته فيها إعجاز لفظي وبياني ودلالي، وكل مجموعة من الآيات، وكل سورة من السور طالت أم قصرت، بما فيها من قواعد عقدية، أو أوامر تعبدية، أو قيم أخلاقية، أو إشارات علمية، إلي شيء من أشياء هذا الكون الفسيح وما فيه من ظواهر وكائنات، وكل تشريع، وكل قصة، وكل واقعة تاريخية، وكل وسيلة تربوية، كل ذلك يفيض بجلال الربوبية، ويتميز عن كل صياغة إنسانية ويشهد للقرآن بالتفرد كما يشهد بعجز الإنسان عن أن يأتي بشيء من مثله. نبدأ في السطور التالية ببعض من الإعجاز العلمي في القرآن.
الرياح والتلقيح
أقرّ العلم الحديث أنّ من أهمّ وسائل تلقيح النباتات من العضو الذكريّ إلى الأنثوي في النبات هي الرِّياح، حيث تقوم بحمل المُلقّحات ونقلها إليها، وهذا ما ذُكر في القرآن الكريم في قول الله تبارك وتعالى:" وَأَرسَلنَا الرِّياحَ لَواقِحَ ".
الفرث والدم
أثبت العلم بعد تطوّر الأجهزة العلميّة أنّ اللّبن في ضرع الأنثى يتكوّن بعد عمليّة هضم الطعام، حيث تجري مكوّناته في الجسم مع مجرى الدّم حتّى تصل إلى الغدد اللّبنية، فتقوم الغدد بأخذ هذه المكونات صافيةً دون أن تختلط بالدّم، ثمّ تضيف الحويصلات مادّة السُّكر ليصبح طعمه سائغًا مقبولًا، قال الله تعالى: " وَإِنَّ لَكُم فِي الأَنعامِ لَعِبرَةً نُسقيكُم مِمّا في بُطونِهِ مِن بَينِ فَرثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خالِصًا سائِغًا لِلشّارِبينَ".
كروية الأرض
قال الله تعالى في القرآن الكريم: " وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا " والطّحو هو بسط الشيء وذهابه، وقد وصف العلم شكل الأرض بالدّحو، والدّحو له حركتين؛ إحداهما في مسارٍ ما، والأخرى حركة دوران حول النفس، وحين يُقاس هذا الشيء على الأرض؛ فإنّ الأرض تدور في حركةٍ دائريّةٍ حول الشّمس، فينتج عنها الفصول الأربعة، ممّا يؤدي إلى نزول الماء من السّماء، وإنبات النبات من الأرض، وحركة أخرى للأرض حول نفسها ينتج عنها اللّيل والنّهار، فكانت الحياة على الأرض بناءً على ذلك.
عالم البحار والمحيطات
إنّ من أعظم مظاهر الإعجاز في المياه أنّ الله تعالى جعل الأجسام تطفو على سطحها، قال تعالى "وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ " فلو لم تكن الأجسام تطفو على السّطح لغرقت السفن، ولكنّها تدخل في الماء بالقدر الذي يُساعدها على أن تشقّ طريقها وتسير باتّجاهه، وقد شبهّت الآيات السّفن بالجبال، كقول الله تعالى: " وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ" وهي دلالة على ما سيحدث من التطوّر في عالم صناعة السّفن وهندستها.
كما سخّر الله تعالى البحر لعباده ليستخرجوا منه لحمًا طريًّا للأكل، ويستخرجوا منه الحليّ للزّينة، قال تعالى: "وهُوَ الَّذي سَخَّرَ البَحرَ لِتَأكُلوا مِنهُ لَحمًا طَرِيًّا وَتَستَخرِجوا مِنهُ حِليَةً تَلبَسونَها وَتَرَى الفُلكَ مَواخِرَ فيهِ وَلِتَبتَغوا مِن فَضلِهِ وَلَعَلَّكُم تَشكُرونَ " وممّا يُساعد على تحقّق كلّ ذلك أنّ الله تعالى منع مياه البحار والمحيطات من الانجماد إلّا سطحها، فلو تجمّدت كاملة لماتت الكائنات بداخلها ولم ينتفع الإنسان منها، وهذا يُساعد الكائنات في داخله على الاستمرار في الحياة، والسّفن على الجريان فيه.