الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

إعجاز اللغة في القرآن (7).. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا

الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 04:01 م
هير نيوز

دعا القرآن الكريم إلى تدبر معانيه والنظر في آياته بما يزيد المسلم إيمانا وتصديقا وارتقاء في مراتب عبادة ربه، وفي السطور التالية نستكمل الحديث عن ما قد يُفهم من القرآن بغير المراد منه.

قال تعالى: "لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ" الشعراء. من خلاف: أي لأقطعن اليد اليمنى للواحد منكم ورجله اليسرى أو العكس، وليس المقصود قطع يديه ورجليه من ورائه.

وقال تعالى: "وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ" الشعراء: المصانع أي ما صُنع وأُتقن في بنائه كالقصور والحصون، وليست المصانع التي تنتج الأجهزة والآلات والمنافع وغيرها المعروفة الآن.

ويقول الله تعالى: "فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ" النمل: نوع من الحيات سريع الحركة، وليس من الجنّ قسيم الإنس.

ويقول تعالى: "وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" القصص: وصلنا أي أن القرآن نزل متواصلًا متتابعًا وليس دفعة واحدة من الوصل، وقيل أي مفصلا، وليس المراد بهده الآية أنه أوصله إليهم من الإيصال.

وقوله سبحانه: "وَلَا تَمْشِ فِى ٱلْأَرْضِ مَرَحًا" لقمان: أي لا تمش مختالا متكبرا، وقيل هو المشي في غير شغل ولغير حاجة، وليس المرح أي السرور والفرح على قول أكثر المفسرين.

وفي سورة لقمان أيضا: "وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ" لقمان: القصد أي التوسط، أي ليكن مشيك وسط بين البطء الشديد والإسراع الشديد، وليس المراد القصد بمعنى: النيه أو التمهل أو تحديد الوجهة.

ويقول في سورة السجدة: "وَقَالُوٓاْ أَئذَا ضَلَلْنَا فِى ٱلْأَرْضِ أَءِنَّا لَفِى خَلْقٍۢ جَدِيدٍ" السجدة: أي متنا وصرنا ترابا واختلطنا بالأرض في سياق إنكارهم للبعث، وليس المراد إذا تهنا في الأرض وأضعنا الطريق.

كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ" الأحزاب: غير ناظرين أي غير منتظرين، وإناه أي نضجه، والمعنى لا تتحينوا نضج طعام النبي صلى الله عليه وسلم فتتطفلون عليه، أو معناها لا تمكثوا عند النبي صلى الله عليه وسلم منتظرين نضج الطعام واستواءه فتحرجوه بمكثكم عنده، وليس المعنى غير مبصرين الوعاء الذي يؤكل فيه.

وقال تعالى: "هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ" سبأ: أي يخبركم ماذا سيكون مصيركم إذا تمزقت أعضاؤكم وتحللت أجسادكم وتفرقت في الأرض بعد الموت وصرتم ترابًا فإن هذا الرجل - أي محمد صلى الله عليه وسلم - ينبئكم أنكم ستعودون أحياء ترزقون. وليس معناها أنه ينبئكم إذا تفرقتم وتشتتم في الأرض أو حال تمزقكم.

وقول الله عز وجل: "وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ ۖ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَأَيَّامًا ءَامِنِينَ"، سبأ: أي جعلنا السير فيها مقدرا بمسافة من منزل إلى منزل، ومن قرية إلى قرية، لا ينزلون إلّا في قرية، ولا يغدون إلّا في قرية، وليس المراد بقدرنا أي كتبنا وقضينا.

اقرأ أيضًا..

ads