لماذا تعددت زوجات رسول الإسلام؟
الأربعاء 29/سبتمبر/2021 - 02:02 م
مؤمن رمزي
أجابت الإفتاء المصرية عن سائل يقول: جاء في القرآن: "فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا" النساء: 3". وقد ذكرت الكتب المؤلفة عن رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم أنه تزوَّج أكثر من إحدى عشرة امرأة، فكيف يكون رسول من رسل الله بهذه الصفة؟
لكل عصر طبيعته
وقالت الإفتاء: مبنى هذه الشبهة أن السائل قد خلط بين طبائع البيئات المختلفة، فلكل عصر طبيعته التي يتأثر بها من يعيش فيها، وعصر الرسول صلى الله عليه وسلم قد انتشر فيه تعدد الزوجات، واتخاذ الجواري، ومع ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن زواجه رغبة في كثرة النساء كما أشار السائل، وإنما كان زواجه صلى الله عليه وسلم يرجع إلى أسباب اجتماعية وتشريعية وسياسية يمكن بيانها على النحو التالي:
أولًا: الأسباب الاجتماعية
- زواجه من السيدة خديجة رضي الله عنها، وهذا نضج اجتماعي؛ بحيث يتزوج الرجلُ المرأةَ العاقلة الرشيدة، وكان عليه الصلاة والسلام في سن الخامسة والعشرين وظلت معه وحدها حتى توفيت وهو في سن الخمسين.
- تزوَّج بعدها بالسيدة سودة بنت زمعة وكانت أرملة؛ لحاجة بناته الأربع إلى أم بديلة ترعاهن وتُبَصِّرهن بما تُبَصِّر به كل أم بناتها.
- السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب تزوجها بعد وفاة زوجها إكرامًا لأبيها سنة 3هـ.
- السيدة زينب بنت خزيمة استشهد زوجها في غزوة أحد فتزوجها سنة 4هـ.
- السيدة أم سلمة هند بنت أمية توفي زوجها ولها أولاد فتزوجها سنة 4هـ.
فقد تبين من الزيجات السابق ذكرها أن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بأرامل الشهداء الذين قُتِلُوا في جهاد المسلمين للمشركين لتطييب نفوسهن، ورعاية لأولادهن، فكان هذا تعويضًا من الله عز وجل لهن.
ثانيًا: الأسباب التشريعية
- زواجه من السيدة عائشة رضي الله عنها كان بوحي، حيث رأى في المنام أنه تزوجها، ورؤيا الأنبياء وحي.
- زينب بنت جحش زوجة زيد بن حارثة الذي كان يُدْعَى زيد بن محمد بالتبني، فنزل قول الله تعالى: "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ، ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّه" الأحزاب: 4 و5، وبعد خلاف مع زوجها طُلِّقت منه، وأُمِرَ الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتزوجها لإقامة الدليل العملي على بطلان التبني، وذلك سنة خمسة للهجرة.
ثالثًا: الأسباب السياسية
كان لبعض زيجات الرسول صلى الله عليه وسلم بُعد سياسيٌّ من حيث ائتلاف القلوب والحدِّ من العداوة وإطلاق الأسرى، ومِن ذلك:
- زواجه بالسيدة جويرية بنت الحارث، سيد بني المصطلق، من خزاعة، وقعت في الأسر، تزوجها سنة 6هـ.
- والسيدة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، تنصَّر زوجها وبقيت هي على إسلامها، وكان للزواج منها كبير الأثر في كسر حِدَّة أبي سفيان في العداء للإسلام، حتى هداه الله.
- والسيدة صفية بنت حيي بن أخطب كانت من سبي خيبر أعتقها الرسول وتزوجها سنة 7هـ.
- والسيدة ميمونة بنت الحارث تزوجها سنة 7هـ.
وأوضحت أن اثنتين من زوجات الرسول متن في حياته صلى الله عليه وسلم، وهما: خديجة، وزينب بنت خزيمة، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم عن تسع. وأما الجواري فهما مارية القبطية التي ولدت إبراهيم وتوفي صغيرًا، وريحانة بنت زيد القرظية.
وتابعت الإفتاء: إذن التعدد بدأ في سن الثالثة والخمسين من عمره، فهل هذا دليل الشهوة؟ ومن يشتهِي هل يتزوج الثيبات وأمهات الأولاد والأرامل؟ كيف وقد عُرِضَ عليه خيرة بنات قريش فأبى؟!
وأكدت أن التعدد منه صلى الله عليه وسلم كله كان لحكم منها أن التعدد سنَّة الأنبياء بنصوص الكتاب المقدس؛ فقد ذكر الكتاب المقدس عددًا من الأنبياء وذكر عنهم التعدد؛ منهم:
- نبي الله إبراهيم عليه السلام، ذكر الكتاب المقدس أن له ثلاث زوجات؛ "سارة"، "هاجر المصرية"، "قطورة"، وكذلك ذكر أنه كانت له "سراري".
- نبي الله يعقوب عليه السلام، كان له أربع نسوة في وقت واحد؛ جاء في سفر التكوين: ثم قام في تلك الليلة وأخذ امرأتيه وجاريتيه وأولاده الأحد عشر وعبر مخاضة يبوق.