أقصر الطرق إلى الجنة بر الأم
الخميس 23/سبتمبر/2021 - 10:37 م
مؤمن رمزي
يبحث معظمنا عن طرق توصلهم إلى جنة الخلد، وربما لا يعلم الكثيرون أن الجنة بين أيديهم، جنة جعلها الله على الأرض، رحمة بلا حد، عطف وقوة أودعهما الله في نفس واحدة، عن معان عظيمة ليس من اليسير حصرها تكمن جميعها في حرفين اثنين لشخص خلقه الله عز وجل وأسماه "الأم".
فالأم عطاء لا ينضب ومنح بلا انتظار مقابل؛ وهي لأبنائها منبع للمحبة والمودة، ومهما حاول أبناؤها أن يردوا عطاءها فلن يستطيعوا ذلك ولو بما يوازى قليل القليل من العطاء، فهي نهر فياض بكل حب بكل حرص.
مكانة الأم في الإسلام:
أوصى عليها النبي صلى الله عليه وسلم مرارا وتكررًا؛ فقد جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: (مَن أَحَقُّ الناسِ بحُسنِ صحابتي؟ قال: "أمُّك". قال: ثم من؟ قال: "أمُّكَ". قال: ثم من؟ قال: "أمُّكَ". قال: ثم من؟ قال: "أبوك". متفق عليه.
وأوصى الله بها في كتابه وقرن عبادته ببر الوالدين في قوله: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا.. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا". سورة الإسراء.
مشقة وعناء الأم في الحمل والرضاعة:
هي التي حملت طفلها كرهًا تسعة أشهر وأنجبته بتعب ومشقة وأرضعته أشهرًا أخرى، وكل هذا كان بمحبة منها لما جعله الله لها لتكون أمًّا ورغم كل الألم الذي تجده أثناء ولادتها إلا أنها تحب ذلك وترجوه وتحافظ على أبنائها وتربيهم سنوات حياتهم معها.
رد الجميل:
وكل هذا يوجب على أبنائها برَّها والامتنان والشكر والتقدير والرعاية؛ فالابن البار يصون أمه ويقدرها، ولا يتعامل معها بأسلوب خارج عن الأدب حتى ولو بكلمة تؤذي مشاعرها وحتى لو بنظرة غير مقبولة.
أٌقوال الأئمة والشعراء في فضل الأم:
قال فيها الإمام الشافعي: وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وَارْضِـهَـا فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ
وقال فيها حافظ إبراهيم: الأُمُّ مَـدْرَسَــةٌ إِذَا أَعْـدَدْتَـهَـا أَعْـدَدْتَ شَعْبـًا طَيِّـبَ الأَعْـرَاقِ.. الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَـعَهَّـدَهُ الحَـيَــا بِـالـرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّـمَـا إِيْــرَاقِ.. الأُمُّ أُسْـتَـاذُ الأَسَـاتِـذَةِ الأُلَـى شَغَلَـتْ مَـآثِرُهُمْ مَـدَى الآفاقِ.
وهناك الكثير من الأمثلة التي عرفناها من السِيَر السابقة عن أمهات كن قدوة ومثلًا يحتذى به إلى يومنا هذا، فكانت السيدة هاجر أم نبي الله إسماعيل عليه السلام مثالًا للأم المثابرة التي عاشت بابنها الصغير في صحراء مكة تحاول المحافظة على حياته حال فقدها للماء، وكيف سعت من الصفا إلى المروة ذهابًا وإيابًا حتى مَنَّ الله عليها وعلى المسلمين كافة بخروج ماء زمزم الذي كان جزاء يليق بوعد الله ورحمته.
ومثال آخر لأم ضربت المثل والقدوة في الصبر والجلد والحفاظ على الدين وضحت بأبنائها في سبيل الله، وهي أم الشهداء الأربع الخنساء أم عمرو تماضر بنت عمرو بن الحارث.
والكثيرات من الأمهات ممن عرفنا عنهن أو لم نعرف، كن مثالًا للتأسي بهن وكن ممن تجدر الإشادة بهن. فمن الطيب لكل ابن أن يطيع أمه التي حملته وهنًا على وهن وقامت على تربيته ورعايته، وبرها ومعاملتها بالمعروف والإحسان إليها وعدم الجور عليها، وألا يتلفظ معها بما يؤذيها ولا ينظر إليها نظرة رفض أو ضجر.
اقرأ أيضًا..
فبر الأم يوازي الجهاد، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه رجل وقال: يا رسول الله، أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: "هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: "فَالْزَمْهَا، فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا".