مها العطار: القُبلة تحدد مستقبل العلاقات
الخميس 23/سبتمبر/2021 - 03:42 م
عبدالله أبو الخير
قالت الدكتورة مها العطار؛ خبيرة الطاقة؛ إن القبلة لها معاني مختلفة ويمكن من خلالها إرسال رسائل داخليه وخارجية ومعرفة عن حالة ومستقبل العلاقة.
هدم معتقداتنا وثقافتنا
حيث كتبت العطار: "كنا نشاهد في فيلم سي السيد الأولاد يقبلون يد أبيهم بدون تعليق من أحد وكأنه واجب مقدس، ولكن تم تشوية شخصية الأب فأصبحت أفعاله مشينة وتم إنتقاد تصرفاته مما صغر فى عين أولاده، وهو ما أراد لنا أن نفهمه من عدم إحترام الكبير وهو ما نجده الآن عيب الأولاد لآبائهم، فاختفت كلمة بابا وماما وأصبحوا ينادون أباءهم بأسمائهم وكأنهم أصدقاء وهو ما تم تصديره لنا وصدقناه فحدث الهدم لمعتقداتنا وثقافتنا وشخصيتنا".
معنى القبلة
وتابعت العطار:" تختلف معنى القبلة باختلاف مكانها، فقبلة الجَبين عنوان للسمو، وقبلة الوجنتين والخدود رمزًا للحنان والحب، وقبلة القدم رمز للخضوع والذل، وقبلة الأيدي رمز التقدير والاحترام".
رسائل داخلية وخارجية
وأوضحت أن التقبيل يقوم بإرسال رسائل داخلية وخارجية فعند تلاقي الجسمين معا فإنهما يقومان بتبادل التقارير مع بعضهما البعض، فمن الممكن أن تقوم أثناء التقبيل بنقل بيانات عن حالة ومستقبل العلاقة بينكما، إنه يمكن أن تنتهي علاقة جيدة بين شخصين إن كانت القبلة الأولى سيئة.
تقبيل اليد
وأشارت إلى أن تقبيل اليد من الأفعال التي يقوم بها الناس إظهارًا لاحترامهم لشخصٍ عظيم، أو شيخٍ جليل، أو والدٍ أو والده، وقد كان أصحاب النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُقبّلون يد النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة، وحُكم تقبيل اليد شرعًا إنه يجوز تقبيل أيدي العُلماء والوالدين والصّالحين من أهل الدِّين والعِلم والفَضْل، بل إنَّ ذلك دليلٌ على صدق محبّة الناس لهم وبرِّهم بهم، وقيمتهم في المجتمع عند أبنائهم وأقوامهم، وفيه تعظيمٌ للعلم وأهله.
شروط جواز تقبيل اليد
وبينت أنه يُشترط لجواز تقبيل اليد في هذه الحالة أمران يجب توفُّرهما حتّى لا يخرج الجواز إلى الحُرمة ألّا يكون في تقبيل أيدي العلماء والصّالحين مُغالاةٌ وزيادةٌ في التّبجيل ؛ لِما في ذلك من التّغاضي عن أخطائهم وزلّاتهم وهَفَواتهم، ولما فيه من البُعد عن الطّريق القويم، ممّا يؤدّي إلى قلب الغاية التي جاء لأجلها تقبيل أيديهم، ليصبح نتيجة عكسيّه باستِبداد العلماء على العوامّ إن كانوا غير أهلٍ لذلك، وألّا يُزاد تقبيل أيدي العلماء والصّالحين حتّى يصل الناس إلى درجة تقديسهم في أمور أخرى مثل الرُّكوع لهم قبل تقبيل أيديهم، أو الانحناء لأجل تقبيل أيديهم؛ ممّا يؤدّي إلى إذلال خَلق الله وتكبُّر العلماء عليهم.
مَنْ يُكرَه تقبيل يده
وتابعت: "يُكرَه تقبيل أيدي غير هؤلاء الذين أباحت الشّريعة الإسلاميّة تقبيل أيديهم مثل: الوُلاة والحكام، وأصحاب الجاه، والمناصب، والأغنياء، وذوي السُّلطان والجبروت، والخطيب والحبيب والصديق.. يقول الإمام النوويّ رحمه الله: ( يُستحَبّ تقبيل يد الرّجل الصّالح، والزّاهد، والعالم، ونحوِهم من أهل الآخرة، وأمّا تقبيل يدهِ لغِناه ودُنياه وشوكتِه ووَجاهتِه عند أهل الدُّنيا بالدُّنيا ونحو ذلك فمكروهٌ شديد الكراهَةِ ).
الفطرة والدين
وأنهت العطار:" الفطرة والدين تؤكد على احترام الكبير، وإحسان مُعاملته، والاهتمام به، وتوقيره، بل أمرت بذلك من خلال الكثير من الأفعال التي ينبغي القيام به، تِبيانًا لذلك، يقول صلّى الله عليه وسلّم ( ليس منّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صغيرَنا، ويوَقِّرْ كبيرَنا ويأمُرْ بالمعروفِ، وينْهَ عنِ المُنكَرِ )، فلا يوجد كبير العائلة الآن لقد ضاع الكبير بسبب البعد عن الدين والفطرة.. نبحث عن أفعال الكبار نجدها أفعال صغار.. لا تستهين بالقبلة إنها رسائل تؤكد الإحترام والمهانة.. اختر إما أن تكون محترما أو مهانا".