إعجاز اللغة في القرآن.. كلمات في كتاب الله تؤدي معنى مختلفًا
الأربعاء 22/سبتمبر/2021 - 02:59 م
مؤمن رمزي
تعلم القرآن الكريم وتدبر معانيه عبادة من أعظم العبادات. فكثير من الآيات يأخذها البعض على ظاهرها يكون فهمهم على عكس تفسيرها الصحيح، ومعرفة الصواب يولد لذة ودلالة على عظمة كتاب الله البليغ. وفي السطور التالية نستطرد بعض الآيات والأحاديث التي قد يفهمها القارئ بظاهرها.
فهم القرآن الخطأ
ذكر مركز الأزهر العالمي للفتاوى الإلكترونية بعض الآيات التي تفهم بغير مرادها وقام بتفسيرها، وكان منها: قول الله تعالى في حق المنافقين: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا) فكلمة "قاموا" هنا بمعنى أقاموا واستقروا مكانهم، وليست بمعنى وقفوا من القيام. ونفس المعنى في قول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ) يعني تثبت.
معنى الفصال
ولما تحدث القرآن عن قرار الزوجين المشترك في بعض شؤون الأسرة، قال: (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا) فما كان «الفصال» بمعنى الطلاق، وإنما كان بمعنى فطام الطفل الرضيع. ولما تكلم ربنا سبحانه وتعالى عن بعض صفات المنافقين، وقال عنهم {وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} كان «الفَرَق» بمعنى الفزع الشديد والخوف من أمر يتوقع حصوله، وليس من الفُرقة والانفصام والاختلاف.
قصة الصحابة الثلاثة
وذكر الله تعالى قصة الصحابة الثلاتة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم وقال عنهم في سورة التوبة: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا) وكان المقصود خلفوا عن قبول اعتذارهم وتوبتهم، وليس تخلفوا عن الغزوة. ولما ربنا سبحانه وتعالى قال: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) لم يكن ينسلون من النسل بمعنى يتكاثرون، وإنما كانت بمعنى يسرعون. وكلمة «جابوا» في قوله تعالى: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ)، معناها قطعوا الصخر ونحتوه، وليس معناها أحضروه. ومعنى «أذنت» في قوله تعالى: (وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ) يعني سمعت وانقادت وخضعت، ولم يعن من الإذن بمعنى السماح والإباحة. وكلمة «الأم» في قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ)، معناها مقدمة رأس الإنسان وليس معناها أمه التي أنجبته.
ويقول الله سبحانه وتعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ)، ويمكن أن يفهمها البعض بمعنى المغفرة، في حين أن معناها الزيادة الفائضة عن حاجتك ومعاشك. وكلمة «يشري» في قول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) معناها ليس يشتري، وإنما معناها يبيع نفسه ويبذلها في سبيل رضا ربنا سبحانه وتعالى.
فهم السنة الخطأ
أما ما يفهم خطأ في السنة: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقبل الله صلاة الحائض إلا بخمار)، فالمراد بالحائض التي بلغت الحيض، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) أي بلغ سن بالاحتلام، كذلك الحائض لا يمكن أن تصلي، ولكن المعنى أن المرأة إذا بلغت الحيض فإن الله لا يقبل صلاتها حتى تختمر أي تغطي رأسها.
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَسْقَى فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَسْقِيكَ نَبِيذًا، فَقَالَ: بَلَى. قَالَ فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَسْعَى فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا، قَالَ فَشَرِبَ. والنبيذ المقصود هنا مأخوذ من كلمة نبذ أي طرح. وهو قسمان: نوع أو قسم لا يسكر، وليس محرما وهو مشتق من كلمة نبذ أي أخذ تمرا أو زبيبا ورماه بالماء وتركه ساعات ثم شربه، وهذا مباح بإجماع الأمة الاسلامية. وشروطه أن لا يمر عليه ثلاثة أيام كي لا يتخمر ويصبح مسكراـ أو يُغلى فيتخمر ويصبح مسكراـ والشرط الثالث أن لا يجمع بين نوعين كزبيب وتمر لأن الجمع يجعله يتخمر بسرعة.