الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

مأساة ابن الجنايني والأميرة.. الفوارق الطبقية في الحب لا تتغير

الأربعاء 22/سبتمبر/2021 - 01:23 م
هير نيوز

علي: جايز الطلقة طلعت غصب عنه
علاء: لا يا شاطر دي متنشنة مظبوط، عشان تبطل تهادي للناس اللي أنت مش مقامهم حاجة مش بتاعتك، ولا عشان لبستلي الشريط الأحمر، الهدوم مهما كانت ما تغيرش أصل اللي لابسها.
مشهد من فيلم رد قلبي، عبر وبكل براعة عن الطبقية والفوارق الاجتماعية وتأثيرها على قصص الحب.

وإذا كان الكاتب يوسف السباعي قد قصد الحديث عن تلك الطبقية بين الشعب قبل ثورة 23 يوليو، من خلال قصة الحب الرومانسية بين الأميرة "إنجي" والتي قامت بدورها الفنانة مريم فخر الدين، والفنان شكري سرحان في دور "علي" ابن الجنايني، فإن تلك الطبقية والفوارق الاجتماعية لم تتغير بعد الثورة، وما زالت كما هي، فـ"إنجي" ابنة الباشا، و"علي" ابن الجنايني، تحل روحهما ومعاناتهما في كل قصة حب بين اثنين من طبقتين مختلفتين حتى يومنا هذا.



فيلم على باب الوزير

وهو الفيلم الذي عبر بشكل كوميدي عن تأثير تلك الفوارق في نفوس الشباب، عندما يقع عادل إمام في دور "كمال"، في حب "نورا" التي تقوم يسرا بدورها، إلا أن حالة كمال ووالده لا ترقى للمستوى المادي لوالد نورا الذي يعمل جزارا ويملك العديد من المحال، ويحاول إبعاد كمال عن نورا بعدة طرق حتى إنه يلفق لوالده قضية رشوة.

وتعددت الأفلام التي تحدثت عن الفوارق الطبقية وبخاصة عند الارتباط بالحب، ونرصد في هير نيوز أبرز تلك الأفلام.


فيلم فاطمة

والذي أبدع في كتابته مصطفى أمين وفي إخراجه أحمد بدرخان، وتدور حول شاب "فتحي" الذي يقوم بدوره أنور وجدي الذي يقع في حب "فاطمة" وتقوم بدورها كوكب الشرق أم كلثوم، إلا أن فاطمة فتاة بسيطة تسكن إحدى الحارات، ويحاول فتحي إغراءها بكافة الطرق لكنه لا يستطيع، فيلجأ إلى الزواج منها عرفيا، فتحمل منه، وبمجرد أن يعرف والده ينتابه الغضب، فيقرر فتحي التخلي عن فاطمة وينكر ابنه منها ويتزوج من فتاة من طبقته الأرستقراطية، ويسعى لخداع فاطمة للحصول على ورقة الزواج العرفي.

بلية ودماغه العالية

رغم كوميدية الفيلم إلا أنه ناقش قضية الفوارق الطبقية، عندما وقع "بلية" في حب "دنيا" الفتاة الغنية التي يصعب عليه الوصول لها، ويرفض أهلها تلك الزيجة رغم حبهما، ويقنعوها التزوج من شاب في ذات مستواها الطبقي، ويبحث بليه خلف هذا الشاب ليجد أنه لص ونصاب، ويحاول أن يقنع أهل دنيا بالحياد عن ذلك الزواج من خلال تقديم الأدلة التي تدين ذلك الشاب.

وتلك الأفلام ما هي إلا نماذج قليلة لسلسة من الأعمال السينمائية والدرامية المصرية التي تناولت تلك القضية، والتي لن تنتهي وستظل تقدم لأنها من الأمور الأزلية في مجتمعنا؛ وذلك وفقا لما صرحت به الناقدة السينمائية ماجدة خير الله لـ«هير نيوز».

وأوضحت د. ماجدة خير الله أنه في مجتمعنا نجد كل ما تجسده الأعمال الفنية عن الطبقية حتى الآن؛ فيصعب أن يتزوج شخص حاصل على الدكتوراه من ابنة وزير لمجرد أن والده يعمل "سائق" مثلا، وهذا الأمر أزلي ولا يرتبط بفترة زمنية مضت أو فترة زمنية قادمة.

المجتمع الغربي

وأشارت إلى أن المجتمع الغربي تمكن إلى حد ما من تجاوز هذه الطبقية؛ فيمكن لشخص بسيط في أصله، الارتقاء والوصول لمكانة مرموقة فيرتبط بفتاة من طبقة أعلى، دونما نظر إلى أهله، وإنما تقييمهم لشخصه فقط.
وكذلك أكد طارق الشناوي، الناقد السنمائي، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أن تناول الأعمال الفنية للطبقية الاجتماعية هو انعكاس لواقع كل المجتمعات، بدأ عندنا من قبل ثورة 23 يوليو واستمر حتى الآن."

الطبقة الاجتماعية والحب

وقال الشناوي إنه لا يمكن أبدا أن تختفي الأعمال الفنية التي تتناول الطبقية الاجتماعية وتأثيرها على الحب، والتي انتشرت بشكل كبير قبل ثورة 23 يوليو حيث كانت أغلب الأفلام تحكي عن علاقة بنت غنية بشاب فقير أو العكس، مثل فيلم فاطمة، و"ليلى بنت الأغنيا" لليلي مراد. مشيرا إلى أن قيام الثورة لم يعن انتهاء الفوارق بين الطبقات، لأن ذلك جزء من تكوين الحياة.
ولفت إلى أن الأعمال الفنية التي تتناول مثل هذه الطبقية غالبا ما تنصف الشباب، لأن الآباء هم الكبار، وهم الجيل الذي يحافظ على موروثاته، أما الأبناء يميلون دائما إلى الثورة على الثوابت؛ فنرى أبناء يغيرون دينهم، أو نسمع عن أمير يتنازل عن إمارته أمام الحب، فالشباب يتمتعون بطاقة تمرد للتغيير، لكنهم كلما كبروا مالوا إلى الثوابت وعدم التغيير.


اقرأ أيضًَا..

ads