لا تسُب أمك
الإثنين 20/سبتمبر/2021 - 08:28 م
ظاهرة باتت واقع نتعامل معها على أنها شيء عادي نراها في الشوارع والأماكن العامة دون حياء أو خجل من طرفي الجريمة.
نعم جريمة كبرى يجب عقاب مرتكبيها أشد وأقسى أنواع العقاب ولا داعي للرحمة أو الشفقة فهم يستحقون العقاب من المجتمع ككل.
الجريمة هي سب الأم والأب في الشوارع والطرقات في الأفراح والحفلات بأبشع الألفاظ وأقذرها يسُب أباه وأمه ولا يغضب ولا يثور ولا يندم بل أصبح الأمر مألوفًا وعاديًا جدًا.
هزار ومزاح وضحك وقهقهة من الطرفين حينما يرى صديق صديقة ويقولها وهو سعيد إيه اللي أخرك يا ابن (..........) ويسب أمه بألفاظ لا أستطيع كتابتها والطرف الثاني سعيد ويضحك.
ووصلة أخرى من السب والقذف وهذه المرة على الأب يا ابن الـ (.....)، ونحن نسير ونسمع ومنا من يضحك على هزار الشباب وتمر النساء وتسمع السب القذر ربما تملك الشجاعة تنظر إليهم نظرة احتقار وهم في وادِِ آخر.
هل هذا هو جيل الغد وشباب المستقبل ؟
ما الذنب الذي ارتكبه الأبوان حتى يتم سبهم بهذه الشتائم القذرة... هذا ما حذر منه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثة.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علىه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ». قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ قَالَ: «يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أَمَّهُ»
هذا ما يحدث حرفيًا والفارق الوحيد هو سب الهزار والمزاح بين الشباب سواء متعلم أو جاهل أعزب أو متزوج.
الأمهات تصرخ يا ولدي من فضلك لا تشتمني ولا حياة لمن تنادي وكأن على عقولهم وقلوبهم الطير.
قررت أن أكتب عن هذه الظاهرة المستفزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فكيف هانت علينا أمهاتنا وكيف نقبل أن تُهان الأم على مرأى ومسمع من الجميع ويُفسر الموضوع على أنه هزار شباب مع بعض.
أي هزار هذا الذي يجعلك تسُب أم صديقك التي هي في منزلة أمك كما تزعم هل رأيتها أنها (.......)، يترفع اللسان عن التفوه بهذه الألفاظ التي أقل ما يُقال عليها أنها نابية.
ما ذنب الأم التي تعمل ليل نهار من أجلك سواء في عملها أو في المنزل ؟
ما ذنب أمك التي سهرت الليالي بجوارك وأنت مريض وتمنت أن تُصاب هي وتشفى أنت، أن تُسب بأفظع الألفاظ وتُلعن من شخص تعدّه صديق وفي لك أين الصداقة التي تسودها المحبة والإخلاص أن يسب كل منكم الآخر بأمه التي أمرك ربك ألا تقول لها أفِِ.
كيف هانت عليك أمك؟
إهانة الأم من الأشياء التي يُحاسبك الله عليها حسابًا عسيرًا وأما صديقك الذي يسُب أمك وأنت تضحك وسعيد بهذا السب الذي قرر القانون المصري فرض عقوبات رادعة لهذا الفعل والذي يدخل في باب خدش الحياء وهو جريمة يعاقب عليها القانون في المادة 306 مكرر (أ) من قانون العقوبات، حيث يعاقب المسؤول بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تتجاوز سنتين، وغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تزيد على ألفى جنيه، أو بإحدى العقوبتين، وذلك لكل من تعرض لشخص بالقول أو بالفعل أو بالإشارة، على وجه يخدش الحياء.
نعم أسمع مزاح وهزار كله سب وألفاظ نابية وتحديدًا بالأم وهذا على سبيل الهزار سمة من سمات الشباب تلوث سمعك تنتفض لتلقن هؤلاء الشباب درسا وتصرخ يا هذا من تسبها بأفظع السُباب وأحط الكلمات هي التي حملتك بين أحشائها 9 أشهر، يا فتى من تقول عنها أنها (.....)، هي من أوصاك ربك عليها وبالوالدين إحسانا.
ماذا فعلت أمك حتى تسبها بألفاظ تطير فيها الرقاب كيف تقبل أن يقول لك صديقك أمك كذا وكذا وأنت تضحك وسعيد ومسرور بأنه يقذف أمك بهذة الصفات التي تجعل حياتك جحيم وعار يلاحقك مدى الحياة.
تبًا لك من شاب يقبل على كرامته أن تسُب أمه وهو سعيد تبًا لك من فتى يقبل أن يصف صديقه أمه بالجاحدة وهو يضرب كفيه سعادة وسرورًا.
اجلس مع نفسك وحاسبها على ما ارتكبت من آثام في حقها.
اقرأ أيضًا..