أزواج يجيدون الابتزاز يجبرون زوجاتهم على التنازل عن حقوقهن
مثلما يكون الخلع ورقة مهمة في يد الزوجة تستخدمها في حال استحالة العشرة مع زوجها إلا أنها قد تكون ورقة ضغط ضدها عندما تكتشف ندالة الزوج، الذي تكتشف الزوجة أنها أمام زوج انتهازي، لا تثق به ولا تشعر معه بالأمان، هنا تجد نفسها أمام حل واحد، وهو اللجوء إلى الطلاق، ولأن حبال المحاكم طويلة، فلا تجد زوجة من مفر سوى التنازل عن حقها الشرعي، أمام محكمة الأسرة بعد رفع دعوى الخلع؛ لتنهي مأساتها مع الزوج الانتهازي "هير نيوز" تستطلع آراء المتخصصين في هذا التحقيق.
الكثير
من الحالات ترى المرأة فيها أنه يستحيل العيش مع زوجها، فتطالب بالطلاق؛ ليسألها عن
ثمن الطلاق، يطالبها بالتنازل عن حقوقها الشرعية مقابل حصولها على ورقة الطلاق، تتنازل
عن كل شيء من مؤخر صداق ونفقة المتعة التي
يحددها القانون بـ 24 شهرًا على الأقل، وكذا العدة.
كل الرجالة بتعمل كده
وبالحديث
مع " أم سيف" التي بدأت كلامها بـ"
ده العادي كل الرجالة بتعمل كده الوقتي" وتحكي قصتها مع زوجها التي تحاول منذ
عامين الانفصال عنه إلا أنه يمتنع، ويطالبها بالتنازل عن كافة حقوقها؛ حتى تحصل على
الطلاق، وأكدت أنها حاولت بذل كل الطرق الودية حتى لا تلجأ للمحاكم التي قالت عنها: "حلني بقا لما تجيب حقي" وحتى لا يتأثر الأطفال بالخلافات بينهما، إلا أن ابتزازه
وطلبه مقابل للطلاق، دفعها اللجوء للمحاكم.
والغريب
أن بعض الأشخاص يتدخلون لحل المشكلة بين الزوجين اللذين أرادا الطلاق، قد يرون أن الحل
هو بالفعل تنازل الزوجة عن حقها الشرعي؛ وذلك ما حدث مع "منى" التي عاشت
ربع قرن مع والد أبنائها الذي تزوج عليها في الخفاء فتاة بعمر أبنائه، وهو ما
جعلها لا تستطيع النظر في وجهه مرة ثانية على حد وصفها؛ وطالبت بالطلاق ليرفض الآخر، وبعد دخول أطراف لحل الخلاف، حكموا في النهاية بطلاقها مقابل تنازلها عن كامل حقوقها،
ليتم الطلاق بالفعل.
رأي الدين
وهو
ما لا يتماشى مع العرف ولا الدين، فيوضح الشيخ محمود إبراهيم عبدالراضي؛ أحد علماء
الأزهر الشريف من خلال "هير نيوز" أن الله قال: "فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"، والتسريح
بإحسان متعلق بالطلاق وكافة الحقوق المتعلقة بمسألة الزواج الذي هو ميثاق غليظ، فيقول
تعالى: "وأخذنا منكم ميثاقًا غليظًا"، وهو ميثاق مربوط بميثاق شرعي فمخالفته
ليست مخالفة عقد من العقود بقدر ما هو مخالفة لشيء غلظه الله وأمر أن يحترم ويوقر.
وأضاف
أن التعسف في إعطاء الزوجة حقوقها، لا شك أن ويلاته وذنبه الأكبر يلحق ذلك الزوج المتعسف؛ لأن حقها الشرعي مكفول بقول الله تعالى وقول رسوله "صلى الله عليه وسلم"؛ لذا لا ينبغي المماطلة فيه أو التأخير أو استغلال
بعض الأمور لتترك حقها؛ لأن ذلك من باب أخذ المال بالباطل؛ فيقول تعالى: " ولا تأكلوا
أموالكم بينكم بالباطل".
وأشار إلى أن حقوق المرأة الشرعية المكفولة لها بعد الطلاق من نفقة ومتعة وغيرها، منعه عنها يجعله ممن يأتون يوم القيامة وهو مفلس من الحسنات، علاوة على عقابه الدنيوي
الذي ينتظره.
الأطفال يدفعون الثمن
وأكدت
الدكتورة رحاب العوضي؛ أستاذ علم النفس والإجتماع؛ أن تعدي الزوج على حقوق زوجته أو
ابتزازها من أجل طلاقها، وغيرها من تلك الأمور التي تحدث كثمنا للطلاق، كفيلة بأن تخرج
لنا أطفالا غير أسوياء ناقمين على المجتمع، وكارهين لوالدهم فاقدين الثقة فيمن حولهم.
وأوضحت أن الطفل قد يكره جنس الرجال كاملا، وأن الطفل إن كان ولدا قد يأخذ أحد طريقين؛ إما أن يحمل قسوة والده، أو يكون على النقيض تماما فيصبح شخصا "مهادنًا" أو تابعًا لزوجته لدرجة إلغاء الشخصية.