هن ملح الأرض والضلع الأهم في مثلث الأرض والمنزل والأسرة، هن صمام الأمان للأسرة بكل ماتحمله الكلمة من معنى.

وفي عيد الفلاح تستعرض بوابة «هير نيوز»، قصص كفاح المزارعات أو الفلاحات اللاتي قضين أعمارهن في رعاية الأرض والفلاحة، خاصة في قرى مصر.

كفاح أسري

تستيقظ فوزية محمود، البالغة من العمر 53 عاماً، مبكراً لتذهب مع زوجها رجب علي، البالغ من العمر 61 عاماً، إلى أرضهم الزراعية، يقومان على رعايتها وتزويدها بالأسمدة والمبيدات اللازمة فوراً عن ري الأرض ومتابعتها، بدلاً من البحث عن أيد عاملة، والسيدة التي تزوجت في إحدى القرى، منذ اكثر من 37 عاماً، قضت عمرها متنقلة ما بين رعاية أرضها الزراعية وأسرتها، حتى تخرج أبنائها من الدراسة:« الأرض دي زي العرض، وكل لما تشقى وتتعب فيها هتخد منها إنتاج، والست المصرية في الفلاحين عامل أساسي في زراعة الأرض ورعايتها، فهي التي تزامل صديقاتها وهي التي تزرع وتتجني الثمار.»

بوجهها المتعب والممتلئ بالتجاعيد تؤكد السيدة الخمسينية على أن الأرض أساس كل شئ في الريف: «بنتعب علشان ولادنا، الأرض دي هي اللي حيلتنا، بنقدر نجوز بناتنا ونسدد ديونا منها، وهي دي رسالتنا في الحياة، يعني إحنا في القرى مبنهتمش بالمظاهر أوي على قدر اهتمامنا بإننا نوصل ولادنا لبر الأمان».

قدرت أجوز بناتي

نحو 20 عاماً قضتها السيدة «ملكة.ه»، في رعاية أرضها الزراعية بعد وفاة زوجها، حتى استطاعت تزويج بنتيها من محاصيل قطعة الأرض التي تمتلكها والتي تقدر بفدان واحد: «جوزي مات وسابلنا ميراث الأرض حوالي فدان، هو اللي حيلتي، قدرت أجوز بناتي الاتنين منه، والأرض هي الأساس بالنسبة لينا، لكن اللي بيتعبنا أننا بنتعب ونشقى علشان يكون الإنتاج كويس، لكن عدم وجود تسعيرات للمحاصيل بتزيد تعبنا».

لا تتمنى السيدة الأربعينية سوى أن يهتم الرئيس عبد الفتاح السيسي بالفلاح أكثر: «الفلاح كل حاجته رخيصة، الأرز والقطن وغيرها من المحاصيل، نفسي يبقى فيه سعر محدد لكل المحاصيل قبل زراعتها».

مش وجبنة قديمة

لم يكن حال السيدة «سبيلة محروس»، البالغة من العمر 49 عاماً، أفضل من مثيلاتها، فالزوجة التي تزوجت مزارعا، قضت حياتها في زراعة الأرض ورعايتها: «كانت بتمر علينا أوقات بناكل مش وجبنة قديمة علشان نوفر ثمن السولار والأسمدة علشان نلاقي آخر الموسم محصول وإنتاج كافي لسداد ديونا، الأرض مينفعش نفرط فيها، هي رأس مال الفلاح، منقدرش نستغنى عنها، علشان كدة تلاقي الستات في الفلاحين بيصحوا بدري ويروحوا الأرض ويقضوا اليوم كله في رعايتها».

عيد الفلاح

وتحتفل مصر بيوم التاسع من سبتمبر بعيد الفلاح وهو اليوم الذي شهد صدور قانون الإصلاح الزراعي عام 1952، عقب قيام ثورة 23 يوليو، كما يتواكب عيد الفلاح أيضاً مع وقفة زعيم الفلاحين أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق في التاسع من سبتمبر عام 1881، والتي قال فيه مقولته الشهيرة: «لقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً ولم نخلق تراثا أو عقاراً ولن نستعبد بعد اليوم .»