مأساة مصابات بـ«تكيس المبايض».. «ياسمين» حُرمت من الإنجاب و«ابتسام» عاشت رعب السرطان
متلازمة تكيس المبايض هي متلازمة مرضية تُصيب النساء في مرحلة الإنجاب، خاصة بعد الدورة الشهرية الأولى، وتُسبب اضطرابات هرمونية ونفسية على الجسد، بالإضافة إلى إصابة عدد من الأنظمة المختلفة بما في ذلك، الجهاز التناسلي، نظام التمثيل الغذائي، نظام الأوعية الدموية والقلب، الجلد والشعر.
وتشتمل متلازمة تكيس المبايض على العديد من العلامات التي تضرّ بها، فتُسبّب ارتفاعًا عاليًا في هرمونات الذكورة، - الأندروجينات، إلى جانب عدم انتظام الدورة الشهرية، بالإضافة لارتفاع نسبة السمنة، وفرط الشعر في الوجه والجسم، وغيرها من العلامات التي تكون أكثر ضررًا على الفتاة.
«هير نيوز» تعرض من خلال الموضوع التالي، عددًا من القصص للنساء اللاتي عانين من متلازمة "تكيس المبايض"، والأضرار الناجمة عن إصابتهنّ بالمرض.
معاناة لإنجاب الطفل الأول
أعوام من المعاناة، قضاتهم ياسمين شحاته، البالغة من العُمر 40 عامًا، أثناء إصابتها بمتلازمة "تكيس المبايض"، ومنعها المرض من القُدرة على الإنجاب لفترات طويلة؛ فعلى مدار هذه السنوات، تجولت السيدة الأربعينية داخل جميع المستشفيات، للعلاج من هذا المرض، ولكن دون جدوى، حتى تسبب ذلك دخولها في نوبة من الاكتئاب والحُزن الشديد، لكونها لم تُحقق أمنيتها في الإنجاب وبناء عزوة وأسرة خاصة.
تقول السيدة، إنَّها تزوجت في سنّ مُتأخرة جدًّا، حيث كان عُمرها 36 عامًا، ومرّ عامين من الزواج، كانت في انتظار إنجاب مولودها الأول، لكن لم يحدث، حتى أبدت تعجبها من عدم الإنجاب، وشكّت أنَّ هناك مُشكلة بينها وبين زوجها، تمنعها من الإنجاب.
ظنّت السيدة الأربعينية، أنَّ المشاكل الرئيسية من أحدهما، خاصة وأنَّها كانت تُعاني من آلام حادة في منطة الحوض، بالإضافة إلى ظهور علامات غريبة في جسمها، وعدم انتظام الدورة الشهرية، وتوقف الطمث بشكل مُفاجئ، قررت على إثرها التوجه إلى الطبيب.
أجرت السيدة فحوصات عدة، وتحاليل شاملة منها صورة دم كاملة، للاطمئنان على صحتها، ولمعرفة عدم إنجابها، والذي كشفه الطبيب المُعالج، بأنَّها مُصابة بمرض متلازمة "تكيس المبايض"، وهو ما يجعلها غير قادرة على الإنجاب.
أرشدها الطبيب إلى ضرورة إنقاص وزنها، ثُمّ كتب لها على الأدوية الخاصة بعلاج هذا المرض، ظلت تتداوله لمدة عام ونصف العام، ولكن دون جدوى من ذلك، فكلما أكثرت السيدة من تناول الأدوية في انتظام، وتتبعت الإرشادات الطبية؛ كُلّما زادت حرقتها النفسية لعدم إنجابها بسبب ذلك المرض.
قررت المتابعة مع طبيب آخر، على أمل الحصول على تأشيرة الإنجاب، لكن لم يختلف كلامه عن السابق، فالمرض أصاب السيدة وتملّك من جسدها، حتى أجرت فحص طبي أخر حمل لها الخبر الذي انتظرته طويلًا: "ألف مبروك أنتِ حامل".
استئصال كيس المبيض
لم تختلف قصة "ابتسام" (اسم مُستعار)، كثيرًا عن الأولى، إلا أنَّ الأخيرة كانت على مقربة من إصابتها بسرطان في الرحم، وذلك بسبب إصاتها بمتلازمة "نكيس المبايض"، والذي حرمها لفترة طويلة من الإنجاب.
تقول الفتاة الثلاثينية: إنَّ المرض وارثته عن عائلتها، والتي كان المرض يلاحقهم أيضًا، فمنذُ زواجها وهي تعرف أنَّ عدم الإنجاب سببه متلازمة "تكيس المبايض"، وذلك لأنَّها شاهدته في العائلة بدرجات مُتفاوته؛ ولكن ما جرى معها كان مُختلف تمامًا.
فسنوات عديدة تبحث الفتاة عن ضوء يُنجّيها من هذا المرض، وكشفت عن العديد من الأطباء المتخصصين؛ حتى أرشدها البعض بتناول عقاقير مُختلفة من العلاج، وأثر ذلك عليها بتضاعف المرض وزيادة نسبة آلام في جسمها.
ساعدت تلك العقاقير المُختلفة، على نموّ حب الشباب بجسمها، وارتفاع في نسبة الأندروجين، وكادت أنّ تُسبب لها عُقم أبديّ، لولا أنَّ بعض الفحوصات استوجبتها لإجراء عملية لاستئصال كيس المبيض بالمنظار، وهذا ما تمّ.
العملية استغرقت ساعة ونصف، حسب ما وصفته الفتاة، شعرت على إثرها لآم حادة في منطقة الحوض، لمدة أيام فقط من إجراء العملية، لكنَّها تعافت بعد ذلك وأنجبت طفلين توأم بعد العملية بشهور قليلة.
وكشفت آخر التقارير العلمية، أن متلازمة "تكيس المبايض" تصيب حوالي 1 من كل 10 نساء في سن الإنجاب، كما يصاب أكثر من نصف النساء المصابات بها بمرض السكري قبل بلوغهن سن الـ40، ويعاني 80% منهن من زيادة الوزن، وأمراض القلب الخطيرة، وسرطان الرحم، وأخريات يعانين من ارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستويات فيتامين د، وفقًا لمعهد أبحاث النظم بجامعة برمنجهام في المملكة المتحدة.
تُشير آخر التقارير الحديثة، إلى أنَّ النساء المصابات، من السهل تعرضهُنّ لفيروس كورونا، وذلك بسبب خلل في الهرمونات لديهنّ، وارتفاع بعضها، إلى جانب تعرّض بعضهن إلى الاتهابات حادة.
اقرأ أيضًا..