«ريجيم يؤدي للموت».. أنظمة تخسيس قاتلة مصدرها «السوشيال ميديا»
الخميس 02/سبتمبر/2021 - 06:55 م
كمال القديري
في أواخر العام 2019، تعرضت "سما" الفتاة العشرينية، لأزمة صحية حادة نتيجة خضوعها لنظام تخسيس قاسِِ يُسمَّى "الكيتو"، بعدما اقترحته أحد أصدقائها عليها، عرفته من خلال "الفيس بوك" استخدمه عدد كبير من المقبلين على التخسيس.. النتيجة كانت مُبهرة وبدأ جسمها في فقدان الوزن بالتأكيد؛ لكن على الجانب الآخر بدت عليها آثار جانية وتوالت بعد عدة أسابيع.
لم تمرّ أيام من إتباع "سما" نظام التخسيس "الكيتو" والتي رأت نتيجته المُميّزة على من استخدمه ونصح به على السوشيال ميديا؛ إلاّ أيام قليلة/ ثُمَّ فوجئت بالآم شديد يأتي من كل ناحية في جسمها، كان أهمّها وجع الرأس وانخفاض في الضغط، ولم تلحظ حينها أن تلك الأعراض بسبب "الكيتو".
قاومت الفتاة العشرينية، هذا الألم وتغاضت عن الآثار الجانبية التي ظهرت تباعا، وظلت متمسكة بهذا النظام، خاصة بعدما فقدت أكثر من 4 كيلو في أسبوع واحد، ولكن الأعراض لا تزال تلاحقها، فقررت الذهاب إلى الطبيب للكشف عن الأعراض، والذي طلب منها إجراء تحاليل شاملة لمعرفة المشكلة الرئيسية في تدهور حالتها الصحية، واتضح بعد ذلك أن نبضات قلب الفتاة أصبحت ضعيفة للغاية بجانب تغير لون البراز والبول، ونصحها الطبيب بالابتعاد فورًا عن "الكيتو"، الذي كاد أن يودي بحياتها لولا أنها توجهت إليه في الوقت المناسب.
منظمة الصحة العالمية والدراسات والأبحاث العلمية توصي بأنه لا بدّ للجسم ألا يتلقى أكثر من 10% ما يحتاجه من طاقة من خلال الدهون أي ما يقارب 20 جرامًا للنساء و30 جرامًا للرجال يوميًا، بجانب أنّ الروابط العالمية الخاصة بالقلب توصي بألا تزيد نسبة الدهون عن 5 أو 6% فقط من إجمالي السعرات الداخلة للجسم.
وحذّر الدكتور محمد إبراهيم، أخصائي التحاليل، من إتباع أنظمة التخسيس المعروضة على صفحات التواصل الاجتماعي والإنترنت، وذلك لأنَّها من يضعها ليسوا متخصصين في الشأن، وهذا قد يُعرّض من اتبع هذه الأنظمة إلى مخاطر صحية عديدة.
وقال إبراهيم، أنَّ الأغلب ممن يعرضون هذه الوصفات ليسوا معنيين بالتغذية ويقومون بكتابة هذه الأنظمة، منها "الكيتو" دون علم أو دراية بالآثار الجانبية الناجمة عنها، منوهًا على أنَّ هذه جريمة كُبرى.
أمَّا بالنسبة لنظام "الكيتو" الغذائي، أوضح أنَّه لا يُناسب كل الحالات، وله استخدامات مخصصة، وضرب المثل بالحالات التي تعاني من التشنجات المقاومة للأدوية، رافضًا أن يكون طريقًا لأي شخص يريد أن ينقص من وزنه، نظرًا لخطورته الشديدة على الصحة، لأن تطور الدايت لدرجة تواجد مريض بسببه في العناية المركزة هو مؤشر خطير.
اقرأ أيضًا..