شرح الأحاديث.. اظفر بذات الدين.. لماذا؟
تواصل «هير نيوز» تقديم شرح الأحاديث النبوية الشريفة، وحديث اليوم رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( تنكح المرأة لأربع: لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك ).
أغراض النكاح
يوضح الحديث أن الأغراض التي تُنكَح من أجلها المرأةُ في الغالب تنحصر في هذه الأربع: المال: من أجل أن ينتفع به الزوج. والحسَب: يعني أن تكون من قبيلة شريفة من أجل أن يرتفع بها الزوج.
والجمال: من أجل أن يتمتع بها الزوج. والدِّين: من أجل أن تعينه على دينه، وتحفظ أمانته، وترعى أولاده.
وليس في الحديث أمر أو ترغيب في نكاح المرأة لأجل جمالها أو حسبها أو مالها، وإنما المعنى: أن هذه مقاصد الناس في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال ، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها ، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ( فاظفر بذات الدين تربت يداك) .
مصاحبة أهل الدين
قال النووي: ”الصحيح في معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين، لا أنه أمر بذلك… وفي هذا الحديث الحث على مصاحبة أهل الدين في كل شيء لأن صاحبهم يستفيد من أخلاقهم وحسن طرائقهم ويأمن المفسدة من جهتهم” .
وقد اختلف العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ( تربت يداك ) اختلافا كثيرا ، قال النووي: والأصح الأقوى الذي عليه المحققون في معناه : أنها كلمة أصلها افتقرت، ولكن العرب اعتادت استعمالها غير قاصدة حقيقة معناها الأصلي، فيذكرون تربت يداك، وقاتله الله ، ما أشجعه، ولا أم له، ولا أب لك، وثكلته أمه ، وويل أمه، وغير ذلك من ألفاظ يقولونها عند إنكار الشيء، أو الزجر عنه، أو الذم عليه، أو استعظامه، أو الحث عليه، أو الإعجاب به.
اقرأ أيضًا..