التكنولوجيا الرقمية.. خطر يُهدد الأطفال والسر في الآلات الإلكترونية
يظلّ الأطفال منكبّين على الآلات الإلكترونية منها الموبايل، ساعات طويلة على مدار اليوم، وهو ما يؤثر بشكل مُباشر على المسارات العصبية في الدماغ، ويعمل على ضعف الذاكرة، ونقص الانتباه لدى الطفل، كما تجعله في حالة تغيّب عقلي لا يستطيع التعلم.
وتؤدي أثار وسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة، أو ما يُسمّى "الخرف الرقم" إلى زيادة نسبة توحدهم، وانخراطهم في عالم افتراضي، كما تجعلهم منعزلين طول الوقت عن عائلتهم، حيثُ أنَّ الانترنت أصبح كيان من المعلومات والألعاب السحرية، مما يجعل الطفل في محاولة اختراق هذا الكيان، في غياب الرقابة من الآباء أو التوجيه الصحيح.
وأكد خبراء تكنولوجيين، وأطباء نفسيين واجتماعيين، أنَّ تلك السلوكيات وانكباب الأطفال لساعات طويلة على وسائل الإنترنت والتكنولوجية، يحدث الكثير من التأثيرات السلبية على الطفل، خصوصًا في سن مُبكّر، كما ينتج عنه عدم احتكاكهم الاجتماعي، ويقلّ من التفاعل والعلاقات الأسرية المُرتبطة.
كما يحدث الكثير من الأزمات النفسية والصحية، فيؤدي إلى الانطواء والاكتئاب والتطور الفكري السلبي، كما يُساعد على تدمير المسارات العصبية بالدماغ تدريجيَّا، بالإضافة إلى الصرع نتيجة مشاهدة الألعاب الإلكترونية العنيفة.
وأيضًا أكدت بعض الدراسات الحديثة، أنَّ التكنولوجيا أصبحت سهمًا قاضيًا على الأطفال، وأنَّ الاحتكاك مع الموبايلات بشكل دائم يُسبب العديد من المخاطر النفسية والصحية.
تقتل الأطفال
الدكتور إبراهيم غزلان استشاري طب الأطفال والتأهيل النفسي والسلوكي، يقول، إنَّ الآلات الإلكترونية أصبحت خطرًا يُلاحق الأطفال دون أن يدري أباءهم، مشيرًا إلى أنَّ ممارسة الألعاب على الهاتف المحمول والنجاح إلى الوصول لمستويات عالية جدا، أدخل الأطفال في حالة من الصرع والتوحد.
وأضاف استشاري الأطفال والتأهيل النفسي والسلوكي، أنَّ ممارسة هذه السلوكيات تُصيب الأطفال بأمراض نفسية بالغة، وقد تُعرّض أحدهم للانتحار، وهذا يحدث بالفعل نتيجة ممارسة الأطفال أنشطة الألعاب التي بها عُنف وانتقام، بالإضافة إلى الإصابة بمتلازمة التوحد ونقص نسبة التفكير والتركيز.
وأوضح غزلان أنَّ هذه الوسائل هي أحد الأسباب الرئيسية في ظهور جيل فاشل وضعيف ذهنينًا وبدنيًا، لا يمكنه التعامل مع الأزمات والحياة بشكل عام، لذلك مراقبة الآباء أبناءهم والحرص على الحدّ من انشغالهم بالموبايلات ووسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة الأخرى.
انخراطهم في الرياضيات
وكيفية معالجة الأطفال من هذه السلوكيات، أشار الطبيب، إلى أنَّه لابد البد بالتأهيل النفسي للآباء، ومعرفية كيفية تربية الأطفال، خاصة في السن المُبكر من 10 سنوات وأقل، وأن يكتشفوا مواهبهم وهواياتهم الرياضية وتنميتها داخل المنزل وفي المدرسة وفي النادي.
بالإضافة إلى اصطحاب الأطفال إلى المجتمعات الأسرية، التي ينتج عنها بلوغ عقلي وتطبع في ذهن الأطفال مدى ضرورة المجتمعات الأسرية والتعامل مع الأقارب والأحباب في المناسبات والحياة.
وتدريب الأطفال على تجارب النشاطات المُختلفة، وانخراطهم في الهوايات الرياضية، فهي تُساعد على تفتيح العقل وزيادة نسبة الذكاء والاستكشاف لدى الطفل.
اقرأ أيضًا..