مصيف كريمة المجتمع.. شتائم وعري وتحرش في شهادات الكتاب على ما يحدث بالساحل الشمالي
الأربعاء 25/أغسطس/2021 - 07:42 م
عبدالله أبو الخير
مع كل صيف تتعدد الحكايات والقصص المثيرة، حول ما يحدث في الساحل الشمالي، حرصت «هير نيوز» على رصد أربع روايات لكتاب كبار أدلوا بدلوهم وآرائهم على سلوكيات تشهدها الفلل والمنتجعات الممتدة على طول الساحل ليلاً ونهارًا.
يروي الكاتب الكبير عادل حمودة، في مقال له بعنوان "شتائم المواخير على ألسنة الطبقات العليا فى المجتمع" عن قصتين وقعت أحداثهما في الساحل الشمالي قائلاً: "فى الصيف الماضي جاء حما رجل أعمال إلى بوابة القرية بسيارته طالبا المرور منها لزيارة ابنته وزوجها ولكنه لم يكن يحمل الرسالة الإلكترونية التي يرسلها الملاك إلى ضيوفهم لتفتح البوابة أتوماتيكيا حسب التعليمات.. طلب مشرف الأمن واسمه سيد من السائق التنحي جانبا حتى يتصل بالمالك تليفونيا ولا يعطل الطريق إلى داخل القرية".
وقال حمودة: "جاء الرجل مسرعا بثياب البحر ليسب مشرف الأمن بألفاظ يصعب خروجها من رجل أعمال ثرى يستثمر ملايينه فى مصانع ومنتجعات ومؤسسات تعليمية"، وكتب المجنى عليه شكوى إلى شركته شهد فيها بصدقه زملاء ورؤساء فى ورديته ولكن الشركة لم تأت بحقه فى الاعتذار ولم تسمح له بتحرير محضر فى الشرطة وأدرك الشاب أن لقمة العيش أصبحت مغموسة فى الذل ولو رفض تناولها مات من الجوع".
ويكمل حمودة: "كل ما حدث أن هناك شخصًا عابرًا صور فيديو لرجال الأعمال وهو يسب المشرف بشتائم منتقاة من قاموس ما عليكم تخيله ويخرج فيه عن ادعائه البروتوكول والإتيكيت والعبارات المهذبة التى يتوارى خلفها ولا تكشف حقيقته التى خرجت فى غضبه وضد من لا حول له ولا قوة".
ويوضح حمودة: "الحقيقة أن الفيديو مشين لو سمع ما فيه من شتائم مسئول التعليم فى مصر لسحبوا منه ترخيص مؤسساته التعليمية.
ولكن الشاب الضحية لم يبث الفيديو على الإنترنت بعد أن تلقى تهديدا بالقتل واكتفى رئيسه بإرسال نسخة لشخصيات مؤثرة تسكن القرية".
ويروي حمودة واقعة أخرى حدثت في إحدي قرى الساحل الشمالي، قائلاً: "فى الصيف الماضى توقفت سيارة يقودها طيار فى شركة مصر للطيران وشقيقه أمام البوابة الثانية فى هاسيندا وايت وطلبا المرور لحضور حفل على الشاطئ يسمونها سان رايز ولكن لم يكن معهما استضافة من مالك فى القرية ولكنهما ادعا أنهما من سكان بالم هيلز (الشركة المطورة لقرية هاسيندا وايت) مما يحق لهما دخول كل منتجعاتها للحاق بأصحابهما لكنهما لم يكتفيا بالتهديد وإنما بدأ وصلة من السباب القذر الذى يجعلك تتساءل: كيف تنحدر طبقات المجتمع العليا إلى ذلك المستوى من الانهيار الخلقي غير المتوقع.
ويضيف حمودة: "فى أثناء ذلك جاءت إليهما رسالة إلكترونية تسمح لهما بالدخول ولكنهما نزلا من السيارة للتشاجر مع أفراد الأمن ومشرف الوردية وهددوا بالعودة هما وأصدقائهما للتعدى على كل من يقف على البوابة. وبالفعل عادا مرة أخرى وانهالا بالضرب والسب على كل من يصادفهما واقتحما مكتب الأمن واعتديا على الأمن ولم يردعهما تصوير ما يحدث بالفيديو ورغم أن القانون أخذ مجراه وحكم على شخص ما من الجناة بالسجن عاما ولكن لا أحد قبض عليه ــ إما لتغيير عنوان سكنه عن العنوان المسجل فى البطاقة وإما لأسباب أخرى لا نعلمها ــ وأغلب الظن أنه يعيش حياته مستقرا آمنا".
ويقول "حمودة" أن المؤكد أن هذه الجريمة الجنائية الاجتماعية لن تتوقف بل ستتكرر فى موسم الصيف الجديد حيث يحاول البعض إثبات وجوده بطرق تخلو من الغطرسة والعدوانية معا، والمؤسف أن ذلك البعض ممن نصفهم بـ«كريمة الكريمة» الذين عليهم تقديم نماذج راقية فى التصرفات والسلوكيات ولكنها على ما يبدو كريمة فاسدة"..
وتحت عنوان "شباب الساحل !" تعبر الكاتبة إيمان أنور اشمئزازها مما يحدث في الساحل؛ على حد وصفها قائلة :"ما يفعله الشباب فى الساحل الشمالى شئ يثير الخوف والحزن والاشمئزاز والذهول!!.. أيّام قليلة أمضيتها فى قرية مارينا العلمين حرصت خلالها على التجول فى مختلف القرى الأخرى الممتدة على طول الساحل فرأيت العجب والصيام فى رجب!!.. شئ لا يصدقه عقل!!.. انحراف لا مثيل له فى العالم!!.. شباب ضائع.. صايع.. غير مسؤول.. فهل هؤلاء الشباب هم من نعول عليه لحمل راية الوطن؟!..
وتضيف: "ساقتني الصدفة لحضور حفل للمطرب الشعبى حكيم.. لم أستطع البقاء فيه أكثر من خمس عشرة دقيقة.. لم تكن المفاجأة من حضور هذا العدد الضخم من الشباب.. ولكن من سلوك هؤلاء الشباب.. الكل بلا استثناء يرفع يده حاملا كؤوس الخمر وفِى حالة سكر غير عادية ويتمايل يميناً وشمالا ويرقص بلا وعى على إيقاع الموسيقى الصاخبة التى تطرش الأذن.. هذا بخلاف من تلمحه عن بعد يختلس قبلة ساخنة دون اكتراث بمن حوله.. وكأننا فى ماخور!!؟..
وتكمل: "ناهيك عن المظهر غير اللائق والعري المستباح.. والخبط والرزع والدفع وسط زحام هائل وكأننا فى يوم الحشر!!.. شئ حقا لا يحتمل!!. لقد تفوقنا على المجتمعات الأجنبية.. فى الانحلال والتمزق الاجتماعي.. ما هذه العادات الغريبة الوافدة إلينا من الشيطان!؟.. ترى إلى أى طبقة ينتمى هؤلاء الشباب غير المسؤول خاصة بعد أن تعرف أن تذكرة الدخول للحفل كانت بقيمة ألف جنيه هذا إضافة إلى المشروبات الكحولية والمزات والطعام والذى منه!؟..
وتختم: "أما إذا نزلت فى الصباح أو ساعة العصارى على شواطئ بعض القرى، فترى صورة قبيحة من الفتيات اللاتي يتجولن بالمايوهات البكينى والتكينى دون حياء ولا كسوف!؟.. شئ حقا يثير الذهول والقرف.. هل هذا هو شباب الطبقة الأرستقراطية فى مصر؟!.. هل هؤلاء الشباب الذى من المفترض أنه ينتمى إلى عائلات راقية هم من سيتحمل المسؤولية!؟.. أين ذهبت أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا؟!.. أين ذهبت الأسرة المصرية المتماسكة المترابطة.. أين الآباء والأمهات الذين يلقنون أبناءهم الأدب والأصول والأخلاق!؟ .. حقا.. حزنت كثيرا على هؤلاء" !.
بينما نجد الكاتب عصام عمران يقارن في مقال له بجريدة الجمهورية بين أخلاق الساحل ومشاغل الداخل! قائلاً :" المؤكد أننا لسنا ضد الانبساط والفرح والمرح وقضاء أوقات لطيفة وظريفة لكل المصريين وليس رواد الساحل الشمالى وغيره من المواقع والمصايف التى يذهب إليها الملايين سنوياً هرباً من حرارة الجو وبحثاً عن قضاء وقت ممتع بعيداً عن مشاكل الحياة ومتاعبها خاصة لأمثالنا من قاطنى القاهرة الكبرى بازدحامها وضجيجها منقطع النظير، ولكن ما نسمع عنه ونشاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي عما يدور فى شواطئ وقرى الساحل الشمالى يدعو للتدبر والتفكير العميق فيما وصلنا إليه من أخلاق وتصرفات تحتاج لوقفة عاجلة من الجميع مواطنين قبل المسئولين.
ويوضح عصام عمران: "المؤكد أيضاً أننا لسنا رجعيين أو متخلفين ونؤمن بالرقى والتقدم والحرية إلى أبعد الحدود، ولكن فى إطار »أنت حر ما لم تضر« وهو ما لم يحدث مع تصرفات أهل الساحل من زيجات عرفية وملابس ساخنة وتصرفات غير مسؤولة ولا أدرى ما هو التقدم أو ما هى الحرية فى ارتداء عريس وعروس بل والمعازيم "البيجامات" وشبشب الحمام فى الفرح ويبدو أن السندريلا سعاد حسنى والامبراطور أحمد زكى كانا سابقين لعصرهما عندما غنا "جلابية بارتى" قبل 30 عاماً تقريباً!!
ويكمل عمران: "الأغرب أيضاً ما يحدث فى حفلات الساحل لمطربى ومغنى هذا الزمان فبعد أن اشترطت المطربة "روبى" على رواد حفلها الساهر بالساحل أن يكون بملابس معينة ومنها عدم ارتداء الحجاب أو الهوت شورت خرج علينا مؤخراً "المهرجانى"- نسبة إلى مغني المهرجانات- حسن شاكوش بشروط أكثر غرابة لمن يريد حضور حفله الغنائى بالساحل الشمالى ومنها عدم دخول الرجال الحفل والأطفال الذكور أكبر من خمس سنوات والتذكرة ثمنها 450 جنيهاً وهى رخيصة مقارنة بتذاكر حفل المدعو محمد رمضان!!..، ناهيك عما يحدث فى هذه الحفلات من تجاوزات ومهاترات ولا أقول »تحرشات« والأدهى هو أمر التزاحم والتلاحم بين الحضور وكأن "كورونا" ممنوعة من دخول الساحل أو غيره من الشواطئ!!"
ويعيد عمران التأكيد علي أنه ليس ضد الانبساط والمتعة ولكن يجب أن يكون ذلك فى إطار أخلاقى يتماشى مع قيم المجتمع المصرى وعلى مر الزمان كان المصريون لاسيما الأثرياء منهم يذهبون للمصايف والشواطئ ولكننا لم نكن نسمع أو نشاهد ما يحدث الآن بين معظم رواد الساحل وهو ما يدعونا إلى طرح الموضوع للدراسة والبحث من قبل المختصين فى السلوكيات وعلم النفس وكذلك التكوين الأسرى والاجتماعى لهؤلاء خاصة الشباب والفتيات الذين يقضون الإجازة فى إطار "البوى فريند" أو الزواج العرفى وكلاهما بعيد كل البعد عن أخلاق المصريين وطباعهم.
ويختم مقاله قائلاً: "المؤسف أن يحدث ذلك فى الوقت الذى تبذل فيه الدولة جهوداً مضنية لاستعادة عافيتها واحتلال مكانتها اللائقة بها بين الأمم وهناك أمثلة كثيرة لآلاف، بل وملايين الشبان والفتيات الذين يعملون ويواصلون الليل بالنهار من أجل إنجاز المشروعات الموكلة إليهم فى شتى محافظات الجمهورية، بل وخارجها كما هو الحال بالعمال والمهندسين المصريين الذين يشيدون سد "ستيجلر جورج" فى تنزانيا وغيره العديد من المشروعات التنموية والعمرانية التى تستهدف بناء "مصر الجديدة" التى أعلن عنها الرئيس السيسى وباتت واقعاً ملموساً لنا جميعاً، فأمثال هؤلاء العمال والمهندسين والفنيين هم الذين يستحقون العيش فى مصر الجديدة ويقودون مسيرتها وتقدمها ولا عزاء لأهل الساحل ورواده، خاصة الذين يعيشون فى عزلة عن واقع ومشاغل الداخل والخارج أيضاً!!
اقرأ أيضًا..