الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الواعظة حنان مختار لـ«هير نيوز»: «الأمن من مكر الله».. كبيرة يغفل عنها الكثيرون

الأحد 22/أغسطس/2021 - 05:08 م
هير نيوز

حذرت الواعظة الدكتورة حنان مختار المتخصصة في الفقه الإسلامي، من كبيرة من الكبائر المخفية التي لا يعلم الكثير منا عنها شيئا وهي الأمن من مكر الله.


قال تعالى: "حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون" الأنعام 44


هل معنى هذا ألا نفرح بما أعطاه الله لنا؟، وماذا عن قوله تعالى: "وأما بنعمة ربك فحدث" الضحى 11، المفترض أن نحدث بنعمة الله أي نفرح بها  وهذا ما يؤكده قول الله تعالى: "ولا تنس نصيبك من الدنيا "القصص 77، فالإنسان يأخذ نصيبه من الدنيا ليفرح به.


الفرح المكروه

أكدت الدكتورة حنان، أن هذه الآيات تؤكد أن هناك فرق بين فرح و فرح فهناك فرحة منهي عنها وهي فرحة الاغترار بالنعمة واستخدامها خطأ بشكل يتطاول به على عباد الله، إنها  الفرحة التي تنسينا الإيمان والعبادة وتلهينا عن ذكر الله وتبعدنا عن حق الله وحق من لهم حق علينا كحقوق فرائض.


أما الفرح العادي فلا شيء فيه، وقد مرت على النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة حالات فرح كثيرة والإنسان بالطبع لن يعيش على وتيرة واحدة.


الفرح المكروه هو الذي يؤدي لنكران نعمة الله ونسيان ذكره وديمومة التواصل في العبادة، فرحة الإنسان بنعمة الله بدرجة مبالغ فيها يتفاخر بها بشكل مبالغ فيه مثل مال أتاه أو جاه أو سلطة معينة يتطاول بها على عباد الله بحيث يصل لمرحلة الأمن من مكر الله بمعنى أن تعتقد والعياذ بالله أن الله لن يفعل فيك شيئا وكأنك قد ضمنت الجنة ، الإنسان الذي يدخل في هذه الدائرة دخل في دائرة معصية وكبيرة الأمن من مكر الله.


كبائر مخفية

لفتت الواعظة إلى أن هناك كبائر كثيرة لا نسمع عنها،نحن نعرف السبع الموبقات مثل  القتل السرقة الزنا شرب الخمر، لعب الميسر، لكن هناك ذنوبا أخرى تعد من الكبائر لكننا نغفل عنها ولا نتكلم عنها كثيرا ويقع الكثيرون  فيها.


وقد جمع الإمام الذهبي في كتابه اثنين وسبعين كبيرة.لذلك سوف أتحدث  في حلقات متتالية عن الكبائر المخفية


المعنى العبادي

وهناك حديث شريف يوضح علامة الدخول في كبيرة الأمن من مكر الله


قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الطبراني: "إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته فإنما ذلك من استدراج".


أي إنسان يعصي الله والله يعطيه ويزيد له في النعم فالله يريد أن يثقل عليه الوزر؛ لأنه علم أن قلبه ليس فيه خير.


اقرأ أيضًا..

الدكتورة حنان مختار لـ "هير نيوز": يوم عرفة مثل ليلة القدر


لذلك نحن مأمورون بأن نكثر من دعاء: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" فكثيرا ما نجد من يحرص على الصلاة والصيام والحج المتكرر والصدقات لكن كل هذا قول باللسان دون إيمان واعتقاد بالقلب ولا مؤمن بما يقول عقلانيا ولا يطبقها في تعاملاته مجرد كلام يردده مثل الصالحين لكنه لا يقتنع بما يقول منطقيا وعقليا ولا يعيش به عباديا، فالمعنى العبادي مثلا في الطواف حول الكعبة: هل أدور حول حجارة أم أعيش ديمومة ذكر الله أنني في دائرة أتمنى ألا تنتهي في ذكر الله؟ أدور في فلك الله ذاكرا له في دائرة لا حدود لها ولا نهاية .. هل نستشعر هذا المعنى؟ وهل نستشعر عند رمي الجمرات بأننا نطرد الشيطان بضربة قوية أم مجرد منسك يؤدى؟


إن العمل هو الذي يبرهن عن اقتناع الإنسان بما يؤدي.

 

ads