الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

معايرة ولوم وعتاب.. آباء وأمهات قتلوا بناتهم بسبب الثانوية العامة

السبت 21/أغسطس/2021 - 07:33 م
هير نيوز

"أنتِ فاشلة ومتستهليش اللي يتعمل عشانك.. بصي على صحابك جايبين كام وهيدخلوا ايه.. حرام عليكِ هنودي وشنا من الناس فين".. كلمات قاتلة يوجهها الأهالي لأبنائهنّ الطالبات بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، خاصة بعد رسوبهنّ أو حصولّهن على مجاميع ضعيفة للغاية.. عبارات تأتي على رؤسهنّ كـصاعق كهربائي يقضي على حياتهُنّ.


وعلى إثر هذه الكلمات، تتحوّل حياة هؤلاء الطالبات، إلى عدوى نفسية رهيبة، لا يتحمّلن قسوتها، ولا يُجيدن التعامل معها؛ وما من حلول أمامهُنّ إلا الانتحار، ذلك الذي يريحهُنّ من كيّد الآباء وضغط الأقارب ونظرات الجيران المؤلمة.


الأبناء بـ"القتل المعنوي" من خلال دخولهم في حالات اكتئاب وغيره من الأمراض النفسية، أو قد يصل الأمر إلى القتل الحقيقي لهم عندما تدفعهم إلى التخلص من حياتهم بالانتحار نتيجة شعورهم بالذنب وجلد الذات الذي أوصلهم إياه ذويهم بسبب عدم حصولهم على مجموع مرتفع.


شاهدنا خلال الأيام الماضية العديد من حالات الانتحار أقبلن عليها طالبات ثانوية عامة، بعد رسوب البعض منهُنّ وحصول البعض الآخر على درجات ضعيفة لا تُرضي ذويهم.


وعلى الجانب الأخر شاهدنا "الزغاريد" والطبل الذي ضجّ البيوت التي فَرحت بأوائل الثانوية العامة، والطالبات اللاتي حصلن على درجات مُرضية، ولكن وعلى ما يبدو الأمر أنَّ مشاهد الانتحار كانت كفيلة بتعميم الحُزن في بعض شوارع المحروسة، ولا تزال بُقعة مليئة بالأوجاع.


وصمة عار وضعها بعض الأهالي الذين كانوا سببًا في انتحار بناتهُنّ بسبب نتيجة الثانوية العامة، حيثُ أصبح مجموع الثانوية العامة الضئيل هو القاتل الحقيقي لصاحبه خاصة بعد التعرض للوم وعبارات الخزي القاتلة من الأهل ومن حولهم.


طالبات انتحرن خوفًا من العار

لم تكنّ "سميرة" طالبة بالصف الثالث الثانوي، من مدينة سرس الليان بالمنوفية، تتوقّع بحصولها في الثانوية العامة على مجموع 60%، ولم تكُن عائلتها على استعداد لاستقبال هذا الحُزن؛ فكانت الإهانة واللوم والعتاب موجهة للطالبة قبل أنَّ تشرح مُصيبتها للأهل الذين تخلوّ عنها لحظة إعلان النتيجة.


هذا المجموع الضعيف، ومع شعور "سميرة" بالذنب، ولوم وعتاب أهلها، دفعت الفتاة إلى الانتحار وتوفيت فى الحال.


لم يختلف موقف "دينا" عن "سميرة" كثيرًا، إلا أنَّ الأولى انتحرت بتناول كمية مُضاعفة من الأدوية، أسفر عن إصابتها بحالة تسمم، نُقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.


"دينا" تقطن في قرية كفر الخضرة بمركز الباجور بالمنوفية، وأقدمت على الانتحار، نتيجة حصولها على مجموع ضعيف بالثانوية العامة، وهو ما لم تكن تتوقّعة الأسرة البسيطة.


طبيب نفسي: الأباء يتحمّلون نتيجة انتحار أبنائهم

يقول الدكتور محمد مهدي، أستاذ الطب النفسي، إنَّ البعض من الأباء يعاقبون أبنائهم بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة، بالجلد واللوم والعتاب، لا سيما يقهرونهم بأشدّ الكلمات والعبارات المُخذية، وهو ما يُسئ لحالتهم النفسية، ويقدمون على الإنتحار، بعذ الشعور بالذنب نتيحة ما جرى.


وأوضح الطبيب النفسي، أنَّ الأباء يتحمّلون نتيجة انتحار أبنائهم، ويدفعون ثمنًا غاليًا في الحياة، لذلك لابد أن يُدرك الآباء أنَّ النجاح والفشر ليس أمر انفراديًا، بل هم جزءٌ في نتيجة في وضع نتيجة الثانوية العامة، سواء ضعيفة أو مُرتفعة، مشيرًا إلى أنَّ النتيجة مُرتبطة بعدة عوامل منها العلاقة الأسرية.


ونصح أستاذ الطبّ النفسي، أولياء الأمور بالوقوف جانب أينائهم سواء إن كانت النتيجة ضعيفة أو قوية، وأنَّ يتحمّلوا مع أبنائهم أعباء نفسية يتعرضون لها، بالإضافة إلى تأكّدهم أنَّ هذه إرادة الله يمنحها لمن يشاء ويمنعها عن ما يشاء.


الشيخ بالأزهر: لابد الإيمان بالقدر وليس المجموع

كذلك أكدّ الشيخ إبراهيم محمود عبد الراضي، أحد مشايخ وعلماء الأزهر الشريف، أنَّه ينبغى على الأهالي بتقبّل جميع الأمور، وأن يدركون أنَّ كُلّ شيء يدخل تحت إطار "القضاء والقدر" حتى ولو أخفق أحد الطرفين ، من الآباء والأبناء.


وأوضح أنَّ الآباء لابد أن يتفهّموا أنَّ الطلاب يختلفون بحسب قدراتهم الاستيعابية، وأنَّ كل طالب يختلف عن الآخر على مدار الرحلة الدراسية، ناهيًا عن مقياس الطلاب ببعضهم البعض؛ فهذا خطأ كبير ويُشكل خطرًا جثيم عليهم.


واختتم الشيخ حديثه بأنَّ الله عزّ وجل قادر على كُل شيء، وله في ذلك حكم وعِبر ويجب الرضى بقضاءه، مشيرًا إلى أنَّ الثانوية العامة ليست نهاية المطافة، بل مرحلة جديدة لتحديد مستقبل آخر.


اقرأ أيضًا..

رحلة انتحار طالبة عزبة النخل.. من "ادعولي أفرح أمي" لـ "اتقهرت من النتيجة"


ads